«ضربـة معنويـة» لسـلاح الجـو الإسـرائيلي: سـقـوط أكثـر الطائـرات الموجهـة تطـوّراً

30-01-2012

«ضربـة معنويـة» لسـلاح الجـو الإسـرائيلي: سـقـوط أكثـر الطائـرات الموجهـة تطـوّراً

أعلن الجيش الإسرائيلي يوم أمس أن أكبر طائراته غير المأهولة وأكثرها تقدما من الناحية التكنولوجية المعروفة باسم «إيتان» سقطت أثناء رحلة تدريبية للطائرة من قاعدة تل نوف الجوية.
وأشارت معلومات إسرائيلية إلى أن الرحلة كانت مشتركة لسلاح الجو الإسرائيلي وللصناعات الجوية وهي الشركة المنتجة للطائرة. وحاولت أوساط عسكرية إسرائيلية التهوين من سقوط طائرة «إيتان» العسكرية من دون طيار وقالت إنها «بالإجمال طائرة من دون طيار. إنها قطعة من الحديد، ولا أحد يموت جراء سقوطها وهذا هو المهم، الثمن ليس باهظا، إنه أقل من ثمن دبابة، وجيّد أنها لم تسقط على أناس».
ومع ذلك، اعتبرت أوساط الجيش الإسرائيلي سقوط الطائرة أمراً مؤلما، لأنه ضربة معنوية ليس فقط لسلاح الجو الإسرائيلي في لحظة حاسمة بل هو أيضا ضربة للصناعات الجوية الإسرائيلية التي تعتبر هذه الطائرة إحدى أبرز مفاخرها وإحدى أهم بضائعها المسوقة للخارج.

وأشار قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال عيدو نحوشتان مساء أمس إلى تحطم الطائرة التي تعتبر بين أكثر الطائرات غير المأهولة تقدما في العالم. واعترف بأن الطائرة سقطت نتيجة سقوط جناحها.
وكان نحوشتان قد أعلن أنه بالغ القلق من المخاطر على تفوق إسرائيل الجوي في المنطقة. وعزا هذا القلق لتزود العديد من الدول العربية بطائرات متقدمة واحتمال أن تقع في نهاية المطاف في أيدي جهات إرهابية.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن سبب سقوط الطائرة هو «خطأ بشري» وأن الطائرة سقطت إثر تحطم جناحها بعد وقت قصير من إقلاعها. وسقطت الطائرة أثناء رحلة تجريبية فوق قاعدة تل نوف الجوية وبستان حمضيات شرقي مدينة أسدود في وسط ساحل فلسطين. وتسبب سقوط الطائرة بحريق جراء اشتعال كميات الوقود، ولكن تمت السيطرة على الحريق في القاعدة العسكرية من دون حدوث أضرار كبيرة. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية منطقة سقوط الطائرة منطقة عسكرية مغلقة لإتمام تحقيقات الجيش والصناعات الجوية في الحادث.
وهي ليست المرة الأولى التي تسقط فيها طائرات إسرائيلية غير مأهولة جراء خلل فني، إذ سبق وسقطت طائرة صغيرة من دون طيار في قطاع غزة في كانون الثاني العام 2007 في بلدة بيت حانون. وقبل ذلك سقطت طائرة من دون طيار في النقب الغربي على مقربة من الحدود مع قطاع غزة. كما سقطت طائرة من دون طيار أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان في العام 2006 وقام الجيش الإسرائيلي بتفجيرها. ووقعت حوادث مشابهة في لبنان والضفة الغربية في العام 2005 أيضا.
ويعتبر الجيش الإسرائيلي من أكثر الجيوش في العالم استخداما للطائرات غير المأهولة لمزاياها الاستخبارية والعملياتية. وقد غدت إسرائيل من أبرز منتجي هذه الأصناف من الطائرات، وهي تبيعها للعديد من دول العالم وصولا إلى أميركا والصين مرورا بتركيا والهند وفرنسا ودول أوروبية وآسيوية أخرى.
ويعتبر سقوط مثل هذه الطائرة في أياد معادية أحد أخطر الكوابيس في الصناعات الجوية وفي سلاح الجو الإسرائيلي. وهكذا فإن سقوط هذه الطائرة في إسرائيل خفف بعض الشيء من شماتة الإسرائيليين بالأميركيين الذين سقطت إحدى أهم طائراتهم قبل شهور بأيدي الإيرانيين.
وأشار خبراء إلى أن ما حدث للطائرة أمر نادر جدا إذ إن الأجنحة لا تتساقط هكذا من الطائرات. ويقولون إنه إذا حدث ذلك فإنه في الأصل ينبع من خطأ في التصنيع. ولكن بعض الخبراء أفادوا بأن الجناح قد ينكسر إذا تم تحميل أثقال عليه أكثر من اللازم. وقد تكون هذه هي الحال إذ أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن سبب سقوط الطائرة قد يعود إلى قيام الجيش بزيادة كاميرات التصوير على الجناح. وأشارت مواقع إسرائيلية إلى أن مكون توجيه جديدا وضع على جناح طائرة إيتان قد يكون سبب سقوط الطائرة.
واختلفت التقديرات حول تكلفة هذه الطائرة إذ أشارت مواقع إسرائيلية إلى أنها تكلف خمسة ملايين دولار. لكن خبراء قالوا إن سعر مثل هذه الطائرة في أميركا يتراوح بين عشرة وعشرين مليون دولار. وفي كل الأحوال فإن الخسارة معنوية أكثر منها مادية خاصة في وقت توحي فيه إسرائيل بأنها تستعد لمهاجمة إيران وباستخدام مثل هذا النوع من الطائرات.
وكانت فكرة إنتاج طائرة من دون طيار متطورة ومتعددة المهام قد برزت في إسرائيل قبل 15 عاماً، وبهدف تلبية احتياجات أمنية متنوعة. وكان بين الأفكار طائرة «إيتان» التي حملت الاسم التجاري «هارون - TP». وقد دخلت طائرة «إيتان» الخدمة الفعلية مؤخرا. ووفق المعطيات المنشورة فإن هذه الطائرة لا تشخص عند إقلاعها برغم حجمها الكبير، فطول جناحي الطائرة يبلغ 26 متراً، وطول الطائرة نفسها 14 متراً، وتزن الطائرة حوالى خمسة أطنان، وتستطيع التحليق على ارتفاع 12،5 كيلومتراً بسرعة 143 عقدة (حوالى 260 كيلومتراً في الساعة). والطائرة مؤهلة للتعامل مع ظروف جوية مختلفة وحمل أوزان كبيرة والتحليق بها لمسافات بعيدة. إذ تستطيع حمل عبوات بوزن يزيد عن طن والعمل على مسافة تزيد عن ألف كيلومتر.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...