«ذئاب التحالف» تشترط مصالحة في العراق وعملية سياسية في سوريا

03-06-2015

«ذئاب التحالف» تشترط مصالحة في العراق وعملية سياسية في سوريا

لم يخرج اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في ما يسمى «التحالف الدولي» لمحاربة تنظيم «داعش» المنعقد في باريس أمس، بجديد يذكر. المجتمعون اكتفوا بتأكيد دعم خطة الحكومة العراقية العسكرية والسياسية لاستعادة المناطق التي يحتلها «داعش»، فيما دعوا إلى إطلاق عملية سياسية سريعاً في سوريا تحت إشراف الأمم المتحدة.

وعلى وقع اتهام رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، «التحالف الدولي» بـ«الفشل» في مواجهة «داعش»، أكد وزراء الخارجية الأربعة والعشرون المنضوون في «التحالف»، بتقديم مزيد من الدعم للحكومة العراقية التي تقاتل التنظيم الإرهابي على الأرض عقب اجتماع خصص لتبادل الآراء بشأن استراتيجية «التحالف» في المنطقة، التي تقتصر في الوقت الراهن على تنفيذ ضربات جوية وتدريب القوات التي تقاتل «داعش» على الأرض في العراق وسوريا، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الفرنسية قبيل الاجتماع، فيما قدم العبادي خطة حكومته العسكرية لتحرير مدينة الرمادي ومحافظة الأنبار.
وبعد عشر أشهر على بدء الضربات الجوية في العراق وسوريا، بدا أن دول «التحالف» مرتاحة لما آلت إليه نتائج استراتيجيتها التي ثبت فشلها على مدار الفترة الماضية مع التقدم الميداني «المستمر» للتنظيم الإرهابي في العراق وسوريا تحت أنظار طائراته.


وزير الخارجية الفرنسية، لوران فابيوس، اختصر نظرة الدول للمواجهة القائمة بتأكيده أن المعركة ضد «داعش» ستكون طويلة الأمد، مكرراً المواقف «الدعائية» في أن «التحالف مصمم على محاربة داعش والقضاء عليه».
وفيما يوصف بـ«الإهانة» للحكومة العراقية، وفي تدخل بشؤونها الداخلية غير ذات الصلة بالاجتماع، أوضح فابيوس أن الاستراتيجية العسكرية لاستعادة السيطرة على المناطق التي احتلها «داعش»، «لا يمكن فصلها عن تطبيق سياسة المصالحة في العراق»، مشدداً على أن «التحالف» جدد تأكيد «الأهمية الحيوية» لإجراء إصلاحات تلحظ اندماجاً أفضل للمجموعة «السنية المهمشة» بحسب رأيه، كاشفاً عن تعهد العبادي بمصالحة جميع مكونات المجتمع العراقي.
من جهته، شدد العبادي على أن «داعش» لا يهدد العراق فقط، وإنما يشكل تهديداً لكل المنطقة ودول العالم، وأوضح أن بلاده قادرة على بذل تضحيات لقتال «داعش»، مشترطاً أن يكثف المجتمع الدولي جهوده لوقف التحاق عناصر جديدة بالتنظيم في العراق.
وأكد العبادي قائلاً: «نحن بصدد التحرك في الرمادي والأنبار، وبصدد التحرك في الموصل» التي احتلها التنظيم في حزيران من العام الفائت. وأضاف: «تذكروا أنه قبل أربعة أشهر كانت أجزاء من غرب بغداد تحت سيطرة داعش. لقد طهرنا هذه المنطقة وجعلناها آمنة عسكرياً قدر الإمكان، لكن لا يزال هناك، كما هي الحال في عواصم غربية، خلايا نائمة يمكن أن تضرب في أي وقت».
بدوره، قال نائب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن «وزراء الائتلاف تعهدوا بتقديم دعمهم لخطة» العراق مضيفاً: «إنها خطة جيدة عسكرياً وسياسياً».
وأضاف بلينكن الذي حل محل وزير الخارجية جون كيري إثر إصابة الأخير بكسر في عظم الفخذ في حادثة دراجة هوائية، «في العراق الآن، لدينا الاستراتيجية الصائبة، ضربات جوية وعمليات تدريب وشركاء دوليون يعملون بفاعلية».
وكان العبادي قد قال قبيل الاجتماع: «أعتقد أنه فشل للعالم بأسره»، في إشارة إلى العجز عن وقف تقدم «داعش». وأشار إلى أنه «في ما يتعلق بدعم العراق، الكلام كثير، لكن الأفعال قليلة على الأرض»، مشيراً بالخصوص إلى الصعوبات التي تواجه بلاده في الحصول على الأسلحة والذخيرة.
وبعد أن أشار إلى تزايد عدد المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم، مقدراً أنهم يشكلون 60% من مقاتليه، قال العبادي: «هناك مشكلة دولية لا بد من حلها».
وبخصوص سوريا، دعا المشاركون في الاجتماع في بيانهم إلى اطلاق عملية سياسية «بشكل سريع» تحت إشراف الأمم المتحدة لحل النزاع في هذا البلد.
وعقب الاجتماع، جدد رئيس الحكومة العراقية الدعوة خلال لقائه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إلى «ضرورة العمل أكثر من أجل قطع امدادات داعش المادية واللوجستية ودعم العراق وإسناده في هذه الحرب وتكثيف الجهود العسكرية للوقوف مع العراق لمواجهة داعش».
بدوره أعرب الرئيس الفرنسي عن «دعم بلاده الكامل للعراق ولتوجهات رئيس الوزراء الإصلاحية، مبدياً استعداد الشركات الفرنسية للاستثمار بمشاريع البنى التحتية في العراق».
وبعد يومين على تصريحاته المتوددة إلى السعودية، التقى العبادي وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير على هامش الاجتماع الدولي، بالتزامن مع تعيين الرياض، ثامر بن سبهان السبهان سفيراً لها في العاصمة العراقية بغداد، بعد خلاف دام نحو 24 عاماً.
وأوضح بيان المكتب الإعلامي للعبادي، أن الطرفين بحثا خلال اللقاء السبل الكفيلة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وجهود محاربة العصابات الإرهابية وأهمية أن تتوحد الرؤى للقضاء على الإرهاب.

المصدر: الأخبار+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...