ما هي أهداف حملة اللوبي الإسرائيلي المستعرة ضد سورية

22-09-2007

ما هي أهداف حملة اللوبي الإسرائيلي المستعرة ضد سورية

الجمل:      بدأت تظهر بعض المؤشرات والدلائل على أن اللوبي الإسرائيلي قد بدأ الشروع في شن حملة مكثفة ضد سورية، تهدف إلى استغلال وتوظيف المزاعم الإسرائيلية- الأمريكية، القائلة بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية قد استطاعت (تنفيذ ضربة جوية ضد منشأة نووية تحاول سورية بناءها بمساعدة كوريا الشمالية).

·       مركز حملة اللوبي الإسرائيلي:

بدأت الحملة بشكلها الجديد في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، وتمثلت أبرز فعالياتها في الآتي:

-         معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: وعلى غير العادة، نشر موقعه الالكتروني الرئيسي، تحليلاً من إعداد اليهودي الأمريكي والخبير في المعهد مايكل ايزينشتات، حمل عنوان (برامج أسلحة سورية الاستراتجية).

-         مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط: التابع لمعهد بروكينز الأمريكي، يقوم الخبير في المركز، (وضابط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية رفيع المستوى السابق) بروس ريديل، بإطلاق التصريحات الداعمة والمساندة للمزاعم الإسرائيلية- الأمريكية، حول (برنامج التعاون السري السوري- الكوري الشمالي في المجال النووي). وتجدر الإشارة إلى أن مدير مركز سابان هو مارتن أنديك السفير الأمريكي السابق في إسرائيل.

-         مجلة ويكلي ستاندارد: نشرت مقالات من إعداد اليهودي الأمريكي ديفيد شينكر خبير شؤون سورية ولبنان، محلل شؤون الشرق الأوسط في البنتاغون (وزارة الدفاع)، والباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى التابع للوبي الإسرائيلي، وقد ركز المقال في الهجوم على القيادة السورية.

-         صحيفة نيويورك تايمز: ونشرت المزيد من التقارير الاخبارية بما يساند المزاعم الإسرائيلية القائلة بأن (الهدف) الذي هاجمته الطائرات الحربية الإسرائيلية، يتعلق بجزء من برنامج الأسلحة النووية السورية السري، الذي يتم بمساعدة كوريا الشمالية.

-         صحيفة واشنطن بوست: ونشرت تقريراً اخبارياً يحاول إضفاء المصداقية على (المعلومات الاستخبارية) التي قدمتها أمريكا لإسرائيل حول ما قيل بأنه (تعاون سوري- كوري شمالي سري في المجال النووي).

تتمثل بؤرة الحملة في معهد واشنطن التابع للوبي الإسرائيلي الذي يقدم التحليلات، ومجلة ويكلي ستنادارد (التابعة لجماعة المحافظين الجدد ويترأس تحريرها اليهودي الأمريكي وليم كريستول) تقدم الأفكار والآراء الجزئية)، أما مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط التابع لمعهد بروكينغز، فعلى الأغلب أن يستمر خبراؤه المرتبطون باللوبي الإسرائيلي في تقديم التصريحات ذات الطابع (الاستخباري) التي تقدم المساندة والدعم لمضمون الحملة.. كذلك يتمثل دور صحيفتي واشنطن بوست، ونيويورك تايمز في تقديم التقارير والريبورتاجات التي تحاول الاستناد إلى تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين العاملين في وزارة الخارجية الأمريكية، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والبيت الأبيض الأمريكي.,

·       نطاق حملة اللوبي الإسرائيلي:

سوف تركز حملة اللوبي الإسرائيلي على الانتشار والتمدد أفقياً ضمن ثلاثة مجالات:

-         الرأي العام الأمريكي: إقناع الأمريكيين بوجود برنامج نووي سري سوري- كوري شمالي، وذلك تمهيداً، لما يمكن أن يقوم به الايباك في الفترة القادمة من تحركات تهدف لممارسة الضغط على أعضاء الكونغرس من أجل اتخاذ بعض الإجراءات التشريعية ضد سورية، والضغط على الإدارة الأمريكية من أجل التحرك ومطالبة مجلس الأمن الدولي، ووكالة الطاقة الذرية بـ(إرسال المفتشين إلى سورية).

-         الرأي العام الأوروبي: إقناع الرأي العام الأوروبي عن طريق توظيف الصحافة والإعلام الأوروبي في تعميم المعلومات، على النحو الذي يرسخ في أذهان الأوروبيين فكرة وجود برنامج نووي سورية سري بالتعاون مع كوريا الشمالية، وذلك على النحو الذي يمهد السبيل أمام تحركات الإدارة الأمريكية المحتملة في المستقبل للضغط على المسؤولين والحكومات الأوروبية من أجل الوقوف إلى جانب التوجهات الأمريكية في مواجهة سورية، وذلك تماماً على غرار سيناريو (المحكمة الدولية).

-         الرأي العام الإسرائيلي: حالياً يوجد انقسام في الرأي العام الإسرائيلي إزاء مفاوضات السلام مع سورية، وتستهدف حملة اللوبي الإسرائيلي التأثير سلباً على جزء الرأي العام الإسرائيلي المطالب بالسلام مع سورية، وقد انخرطت في الحملة صحف أورشليم بوست، ايديعوت احرونوت، وهآرتس، ومعاريف، وجميعها –ما كان لافتاً للنظر- أنها ظلت تنقل التقارير الواردة من المصادر الأمريكية حول مزاعم الضربة الجوية (الإسرائيلية)، ومزاعم (المعلومات الاستخبارية الأمريكية حول التعاون النووي السري السوري- الكوري الشمالي، وعلى ما يبدو فإن الاعتماد على المصادر الأمريكية، بدلاً من المصادر الإسرائيلية، هو أمر يشير بوضوح إلى توجه يهدف إلى تفادي المصادر الإسرائيلية، التي لم تعد تتمتع باحترام قطاع كبير من الرأي العام الإسرائيلي، وعلى وجه الخصوص بعد حرب الصيف الماضي، ومسلسل الفضائح والفساد الذي أطاح بالرئيس الإسرائيلي السابق.

·       المزاعم الرئيسية التي وردت في حملة الجمعة 20 أيلول 2007:

اولاً- معهد واشنطن: تناول تحليل مايكل ايزينشتات (مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية بمعهد واشنطن) الذي حمل عنوان (برامج الأسلحة الاستراتيجية السورية) النقاط الآتية:

أ‌-       تحت عنوان (شبكة الأمان والسلام السورية):

-         ليست لسورية دولة عظمى حليفة في الوقت الحالي، وأراضيها تفتقر إلى العمق، وبالتالي فإن سورية تعتمد على الأسلحة الاستراتيجية (وبشكل رئيسي الصواريخ والمقذوفات التقليدية الكيميائية) في عملية ردع أي عدوان خارجي والمحافظة على وجودها. و(الغارة) الإسرائيلية سلطت الضوء على احتمالات سعي سورية إلى تزويد نفسها بترسانة نووية صغيرة.

-         الأنشطة النووية: يقول مايكل ايزينشتات: لا يوجد دليل على وجود برنامج نووي سوري، ولكن هناك شائعات، وحالياً تمتلك سورية معامل بحوث نووية، ومفاعل بقدرة 30 كيلوواط، لا يصح لإنتاج المواد النووية، ومعجل جسيمات صغير، ومنشأة لفصل اليورانيوم عن خامات الفوسفات. ويشير مايكل ايزينشتات قائلاً بأن المساعدات الخارجية يمكن أن تؤدي إلى تحقيق قفزة وطفرة في برنامج الأسلحة النووية السوري، ولكن ذلك يحتاج إلى عدة سنوات، إلا إذا قامت كوريا الشمالية بتزويد سورية بالمواد النووية، مثل البلوتونيوم الذي تتم عن طريقه صناعة القنبلة النووية.

-         الأسلحة  الكيميائية والبيولوجية: يقول مايكل ايزينشتات بأن سورية يمكن أن تكون صاحبة أكبر برنامج تطوير للحرب الكيميائية المتطورة في العالم العربي، وعلى خلفية قدرة سورية في استخدام المقذوفات والصواريخ فإنها تستطيع استخدام ذلك ضد الأهداف الاستراتيجية المعادية لها بكل سهولة. ويخلص مايكل ايزينشتات إلى أن برنامج الأسلحة الكيميائية السورية، يستخدمه السوريون في مجال الردع الاستراتيجي ضد أعداء سورية وخوصاً إسرائيل.

وبالنسبة للأسلحة البيولوجية، يقول مايكل ايزينشتات بأن لسورية برنامج للبحوث وتطوير الحرب البيولوجية، وبرغم قلة التفاصيل والمعلومات، فإن الشائعات تقول بأن عناصر الحرب الكيميائية والبيولوجية العراقية، قد تم تحويلها إلى سورية عشية الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003م،

-         الصواريخ والمقذوفات: يقول مايكل ايزينشتات بأن لسورية القوة الصاروخية الأكبر في البلدان النامية، وأشار مايكل ايزينشتات إلى بعض أنواع صواريخ سكود السوفييتية، والكورية الشمالية. وأضاف قائلاً بأن هذه القوة الصاروخية قادرة على تزويد سورية بقدرة ممارسة الردع الاستراتيجي ضد إسرائيل.

ب‌-  تحت عنوان سناريوهات التوظيف:

يقول مايكل ايزينشتات بأن سورية قد استخدمت قوى المقذوفات والصواريخ من أجل الإشارة الاستراتيجية والردع، ويضيف بأنه خلال أزمة الصواريخ السورية في نيسان 1981م، والغزو الإسرائيلي للبنان في حزيران 1982م، قامت سورية بنشر بطاريات صواريخ سكود بالقرب من دمشق، بحيث تلاحظ إسرائيل ذلك، وتفهم منه التحذير الواضح بأن لا تقوم بشن العدوان ضد سورية.

ويقول مايكل ايزينشتات أيضاً بأنه خلال الأشهر الأخيرة، أفادت التقارير بأن سورية قامت بنشر عدد كبير من بطاريات الصواريخ والمقذوفات بعيدة المدى على الجانب المقابل للجولان، وقد حدث ذلك خلال المناورات والتدريبات العسكرية الإسرائيلية التي جرت في تلك الفترة، ومن ما هو واضح أن الهدف هو ردع ما كان يبدو بأنه تحضيرات واستعدادات إسرائيلية من أجل العدوان.

يشير مايكل ايزينشتات بأنه إذا فشل الردع السوري في منع وقوع الحرب، ووقعت الحرب، فإن القوى والقدرات الصاروخية السورية سوف تلعب دوراً رئيسياً في أي مواجهة عسكرية مع إسرائيل، على النحو الذي يردع إسرائيل من التصعيد، أو يحدث الاضطراب في عمليات التعبئة والعمليات العسكرية الإسرائيلية.

ويضيف مايكل ايزينشتات قائلاً بأن سورية قد تسعى لمهاجمة المراكز السكانية الإسرائيلية على النحو الذي يؤدي إلى تقويض الروح المعنوية الإسرائيلية.

·       أهداف حملة اللوبي الإسرائيلي:

تعتبر تحركات اللوبي الإسرائيلي حتى الآن في بدايتها، ولكن طريقة التصعيد، والتقارير المحمومة التي برزت فجأة، تؤكد جميعها بأن هذه الحملة تتم ضمن خطة منظمة، و(خارطة طريق) ضد سورية متفق عليها على الأقل بين مثلث اللوبي الإسرائيلي- صقور الإدارة الأمريكية- والإسرائيليين. وعلى ما يبدو أيضاً فإن الجانب الأمريكي المعادي لسورية لن ينحصر فقط في الجمهوريين، بل هناك الكثير من الديمقراطيين، الذين يعتبرون أشد دعماً لإسرائيل من الجمهوريين.

التوقعات تقول بأن هذه الحملة تسعى إلى نقل ملف سورية (النووي) الجديد، ودفعه وتصعيده ليأخذ بعداً مؤسسياً عبر الإدارة الأمريكية ووكالة الطاقة ا لذرية، بحيث ينتقل بعد ذلك إلى البعد الوظيفي الذي يتمثل في قيام المفتشين الدوليين بالحضور إلى سورية تحت ذريعة هذا الملف.. لجهة تنفيذ الهدف الإسرائيلي غير المعلن، والذي يتمثل في التجسس وجمع المعلومات الاستخبارية عن القدرات العسكرية السورية.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...