ورقة عمل أمريكية حول أسلحة الدمار الشامل السورية

25-10-2007

ورقة عمل أمريكية حول أسلحة الدمار الشامل السورية

الجمل:   نشر اليوم الموقع الإلكتروني لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الأمريكي ورقة عمل من إعداد الخبير الاستراتيجي الأمريكي أنطوني إتش كورديسمان، حملت عنوان «ضربة "المفاعل النووي" الإسرائيلية وأسلحة الدمار الشامل السورية: تحليل الخلفية». هذا، وتجدر الإشارة إلى أن الخبير الاستراتيجي كورديسمان من أبرز المهتمين بالقضايا والملفات الإستراتيجية الشرق أوسطية، وقد سبق أن قام بإعداد دراسة عن الميزان العسكري بين سوريا وإسرائيل.
* توصيف الورقة:
تناول كورديسمان الموضوع في 24 صفحة، وركز التحليل ضمن ثلاثة نقاط أساسية: المقدمة، تقييم الأسلحة السورية، وأسلحة الدمار الشامل السورية، إضافة إلى الملاحق والمراجع.
* مضمون ومحتويات الورقة:
* المقدمة:
يقول كورديسمان بأن الملابسات المحيطة بالضربة الإسرائيلية، على ما يمكن أن يكون مفاعلاً نووياً سورياً، ما تزال غير واضحة. ولم يثبت بعد يقيناً أن سوريا كانت تقوم ببناء مفاعل نووي، وإذا كان ذلك كذلك، فما هي قدرته لإنتاج المواد الانشطارية؟ ومتى سوف يكون قادراً على إنتاج المواد الكافية للأسلحة؟ وكيف خططت سوريا لنشر القدرات النووية التي تطورها؟ ثم يضيف كورديسمان قائلاً بأنه ما تزال ثمة أسئلة رئيسية باقية حول مستوى دعم كوريا الشمالية الذي قد تكون سوريا تسلمته أو تتسلمه، وحول مستوى التعاون السوري – الإيراني إذا كان موجوداً.
يقول كورديسمان بأن هناك بعض الأشياء التي أصبحت واضحة حول موقف سوريا، والتي تبين فيما إذا كانت هناك أي جهود نووية (أياً كانت) أم لا ضمن سياقها، ويشير كورديسمان باختصار إلى الآتي:
• القدرات التقليدية الإسرائيلية ليس لسوريا فرصة اللحاق بها عملياً.
• القدرات السورية في الحرب اللامتماثلة، وقدرتها على استخدام حلفائها مثل حزب الله، يمكن أن تؤثر على إسرائيل، ولكنها لن تستطيع إلحاق الهزيمة بها أو ردعها من استخدام تفوقها باستخدام القدرة على توجيه الضربات الدقيقة طويلة المدى.
• القدرات الكيميائية والبيولوجية المحتملة السورية لا تؤمّن ردعاً حقيقياً ضد إسرائيل، ولا تنافس مكانة إسرائيل كقوة نووية، وهي أيضاً يمكن أن تعطي إسرائيل مبرراً لاستخدام أسلحتها النووية في القيام بعمليات الانتقام بدلاً من إحراز الفوائد الإستراتيجية.
• القوة الجوية السورية -برغم وجود طائرات حديثة- تواجه في الواقع التفوق الجوي الإسرائيلي.
• الصواريخ، إذاً، هي السبيل الوحيد لقيام سوريا بضرب إسرائيل، بكل ثقة ونجاح. وبرغم ذلك، فإن سوريا ما تزال أمامها مواجهة الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية، إضافة إلى قدرة إسرائيل في استخدام الأسلحة الذكية في ضرب الأنظمة الصاروخية..
ويعلق كورديسمان، مستنتجاًَ، بأنه استناداً إلى هذه المعطيات، فإن جهود سوريا الهادفة لتحقيق اختراق إزاء هذا الوضع عن طريق اللجوء سراً إلى تطوير الأسلحة النووية، فهو أمر يسنده المنطق، وذلك لأنه يتيح لسوريا استعادة المكانة التي تفتقدها حالياً، ويؤمن لها مستوى من الردع الكلي النهائي الذي لا توفره  أسلحتها الحالية. كذلك سوف يمنح هذا الأمر سوريا مكانة أكبر، وتعويضاً أكبر لقدراتها الرمزية. وعلى الأقل، فإن المكانة النووية السورية يمكن أن تكون وسيلة ضغط تفاوضي يجعل إسرائيل أكثر رغبة في التخلي عن الجولان.
ويقول كورديسمان بأن بعض الجوانب المتعلقة بالجهود النووية السورية -المفترضة- تثير أسئلة حرجة، حول مدى اعتقاد السوريين بأن مثل هذا الجهد سوف ينجح، وذلك لأن بناء مفاعل نووي على سطح الأرض هو أمر لا يمكن إبقاءه سراً، لأن إسرائيل سوف تحصل على المعلومات قبل اكتمال بناء المفاعل، ويضيف كورديسمان قائلاً بأن هذه الحقيقة تطرح أسئلة خطيرة محرجة، حول قيام  السوريين ببناء مفاعل للماء الخفيف فوق سطح الأرض؟ وبالذات ضمن الطراز المماثل للتصميمات الكورية الشمالية..
* الأسلحة السورية:
يتطرق كورديسمان إلى المعطيات التي تفيد وتشير إلى تفوق سوريا العسكري الكمي في مواجهة تفوق إسرائيل العسكري النوعي، ويخلص إلى أن سعي السوريين من أجل تنفيذ البرنامج النووي –إن كان ذلك حقيقة- فإنه يهدف إلى التغلب على تفوق إسرائيل النوعي... أو على الأقل موازنة هذا التفوق..
 * الجهود السورية للتعويض:
تسعى سوريا لتقليل المخاطر التي سوف تواجهها في أي صراع عسكري محتمل مع إسرائيل. وذلك بالتركيز على تحويل الجهود باتجاه عملية الحرب اللامتماثلة عن طريق:
  * الحصول على الصواريخ طويلة المدى وأسلحة الدمار الشامل.
  * إعطاء الأولوية لقوات الكوماندوس والقوات الخاصة.
  * الاحتفاظ بقوة مدرعة كبيرة لردع أي محاولة إسرائيلية للاختراق
  * التعاون مع الأطراف الأخرى في ضرب إسرائيل.
 * التحديث:
يشير كورديسمان إلى أن القدرات الصاروخية المضادة للدبابات، وقدرات الدفاع الجوي السوري، قد تزايدت بقدر كبير، ولكن لا يوجد ما يؤكد أن ذلك الأمر قد ترتب عليه تحسين نوعي في القدرات السورية.
 * الصلة الروسية:
يقول كورديسمان بأن سوريا تحقق النجاح المطلوب في مفاوضاتها مع روسيا، ويشير إلى أن الشركات الغربية تريد المزيد من الضمانات وتتردد في التعامل مع سوريا، ويقول أيضاً بأن الصين وكوريا الشمالية لن تستطيعا تقديم النوعيات الجيدة التي تحتاجها سوريا، ويشير كورديسمان إلى أن بلغاريا -مثلاً- من الممكن أن تقوم بتزويد سوريا بعتاد من الفترة السوفييتية، ولكن بلغاريا بسبب رغبتها الحالية في الانضمام إلى حلف الناتو، فإنها لن تستطيع بيع الأسلحة إلى سوريا، وذلك لأن الحلف يعارض بوضوح صادرات السلاح إلى سوريا.
ويخلص كورديسمان إلى أن روسيا هي المصدر الملائم والمناسب لحصول سوريا على القدرات المتقدمة تكنولوجياً..
* أسلحة الدمار الشامل السورية:
يشير كورديسمان إلى أن سوريا قد سعت طويلاً من أجل الحصول على صواريخ وأسلحة دمار شامل، وذلك من أجل معادلة القدرات الإسرائيلية، وعملياً فإن سوريا لم تجد المصادر أو القاعدة التكنولوجية التي تمكنها من منافسة إسرائيل في تطوير القدرات النووية.
 * التقدم السوري في تطوير أسلحة الدمار الشامل:
يقول كورديسمان، بأن لدى سوريا أسلحة كيميائية، وأنها تمتلك قدرات تتعلق بالرؤوس الحربية القادرة على حمل وتوصيل هذه الأسلحة. ويشير كورديسمان إلى أن سوريا قد استفادت من مبيعات وعمليات نقل التكنولوجيا إلى إيران. ويخلص كورديسمان إلى أن سوريا قادرة على شن حرب كيميائية، إضافة إلى أنها قد تكون عاملة في مجال الأسلحة البيولوجية، برغم أن ذلك ما يزال غير واضح..
 * التقدم السوري في مجال الحمل والتوصيل:
يقول كورديسمان بأن سوريا قادرة على تكييف الصواريخ من أجل حمل وتوصيل القدرات، ويعتقد كورديسمان بأن صاروخ «سكود» الكوري المعدل، الذي تم تصديره إلى كل من سوريا وإيران، يعتبر المثال والنموذج الأمثل لذلك. كذلك يمكن أن تكون سوريا قد حصلت على صواريخ شهاب الإيرانية.
 * الإستراتيجية والتكتيكات والتوظيف السوري المحتمل:
يشير كورديسمان إلى أن العديد من الخبراء يتكهنون بأن سوريا من الممكن أن تستخدم أسلحتها البيولوجية والكيميائية المحتملة ضد إسرائيل، أو أي بلد مجاور آخر يقع في مدى أسلحتها، ويرى هؤلاء الخبراء بأن هذه القدرات العسكرية السورية تمثل ردعاً لإسرائيل إذا حاولت أن تخوض حرب وجود مع إسرائيل. ويضيف كورديسمان قائلاً بأن خبراء آخرين يرون بأن سوريا قد تستخدم أسلحتها الكيميائية ضد قوات الجيش الإسرائيلي إذا حاولت التجمع والقيام بهجوم مفاجئ كبير ضد سوريا، أو ضد أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية، أو في الهجوم ضد بعض الأهداف الإسرائيلية الأخرى الحرجة وذات الأهمية، ويضيف كورديسمان قائلاً بأن هذا الأمر قد يتضمن قيام سوريا باستخدام بعض الأطراف الأخرى في التنفيذ بالوكالة.
يقول كورديسمان بأنه من الصعب أن تنفى أو تثبت هذه الاحتمالات، وذلك بسبب عدم وجود مصادر معلومات حول مذهبية وخطط ونوايا سوريا إزاء موضوع استخدام أسلحة الدمار الشامل. فسوريا تواجه حقيقة أن أي هجوم إسرائيلي يمكن أن يكون بمثابة فاتحة أو مقدمة لهجوم سوري ضد المراكز الإسرائيلية، ويرى كورديسمان بأن الإسرائيليين يفهمون بأنهم لا يستطيعون تحمل ذلك أو تجاهله.
عموماً، لقد ركز الخبير الاستراتيجي كورديسمان تحليله على أساس اعتبارات القدرات النوعية الإسرائيلية ومدى تفوقها على القدرات التقليدية السورية، وفي هذه النقطة بالذات يتمثل عامل الضعف الرئيسي في تحليل كورديسمان، الذي قد يكون صائباً إذا كانت المقارنة تتعلق بمواصفات ومزايا ما يملكه كل طرف، أو بالمخزونات والعتاد العسكري الموجودة في حوزة كل طرف.. واستناداً إلى ذلك نشير إلى الآتي:
• إن القدرات الحربية تختلف عن قدرات مخزونات الأسلحة.. وذلك لأن الحرب عملية ديناميكية تتفاعل فيها الإرادة البشرية مع قدرة السلاح..
• معطيات الخبرة التاريخية أكدت مدى ضعف الجيوش المزودة بالأسلحة الذكية المتطورة في المواجهات ضد الجيوش المزودة بالإرادة البشرية العالية.. ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما يواجهه الجيش الأمريكي في العراق يومياً على يد مجموعات وزمر قتالية مكونة من بضعة أفراد.
• أشار كورديسمان إلى عدم وجود أية معلومات حول المذهبية والخطط والنوايا الخاصة بسوريا في مواجهتها المحتملة ضد إسرائيل، واستخدامها لأسلحة الدمار الشامل... وعلى ما يبدو فقد أغفل الخبير الاستراتيجي كورديسمان أن مذهبية سوريا واضحة كل الوضوح وهي تقوم على استرداد حقوقها المشروعة أولاً، والسلام ثانياً، وعدم البدء بالاعتداء، وكما أشار كورديسمان نفسه، فإن سوريا سوف لن تتردد في استخدام كل أسلحتها إذا تعلق الأمر بحرب إسرائيلية عدوانية تستهدف القضاء على وجود سوريا.. وهو الأمر الذي يعرفه الإسرائيليون والأمريكيون جيداً..

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...