نجاد ينتقد «سطحية» الغرب: منشـأة قم «فضيحة» للدول الكبرى

28-09-2009

نجاد ينتقد «سطحية» الغرب: منشـأة قم «فضيحة» للدول الكبرى

كثّفت طهران قبل ايام من محادثاتها مع الدول الست يوم الخميس المقبل في جنيف، سعيها لتأكيد الطابع السلمي لمنشأتها النووية الجديدة في قم، منتقدة «تسرّع» الدول الغربية و«سطحيتها»، بعد ساعات من قولها ان هذا التطور النووي سيشكل «ضربة قاسية» لهذه الدول، في وقت طالبتها واشنطن بـ«أدلة مقنعة» على سلمية برنامجها النووي، داعية الى استغلال «الانشقاقات العميقة» في ايران من خلال تشديد العقوبات المفروضة عليها. صورة وزعها موقع «ديجيتال غلوب» لما ذكر أنه المنشأة النووية في قم.
وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لقناة «العالم»، إن «الموضوع النووي أصبح فضيحة كبرى» للدول الكبرى، وتبين ان «جميع أحكامهم التي يطلقونها هي أحكام مستعجلة وسطحية ومغرضة ومن دون معلومات صحيحة». واعتبر ان قادة الغرب «لم يتخلوا حتى الآن عن المواقف الاستكبارية، وما زالوا يعتبرون انفسهم سادة العالم، كما يضعون انفسهم بديلا عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الامم المتحدة وسائر الشعوب».
ورأى نجاد أن «الكشف عن طبيعة المنشأة النووية الايرانية الجديدة في المستقبل سيشكل فضيحة جديدة للدول الغربية». واوضح «كلما تبينت أبعاد أنشطتنا في قم، ستصبح فضيحتهم اكبر ويتبين انهم فارغون جدا ولا مبادئ لهم وليسوا أناسا يتمتعون بعمق فكري ولا يحملون أفكارا كاملة ويتصورون انهم اذا اجتمعوا فان العالم سيقف مستعدا ليسمع ما يقولون ومن ثم ينفذ أوامرهم، ولكن الامر ليس كذلك، فالعالم أيقن ان كلامهم ليس صحيحا».
وقال الرئيس الايراني انه خلال زيارته الى نيويورك حيث شارك في الجمعية العامة للامم المتحدة، ان لقاء مع الرئيس الاميركي باراك اوباما يمكن ان يتم «في اي زمان ومكان اذا تمسك بوعوده بالتغيير واظهر عزمه على تنفيذها».
وكان نجاد اعتبر امس الاول، ان الإعلان عن منشأة قم «ضربة قاسية» للدول الكبرى. وقال «ان هذه القضية أخذت هذا المنحى الى حد اننا نعتقد (الآن) انهم (الغربيون) يأسفون لانهم تحدثوا عنها». واضاف «سيكون بإمكانهم مواصلة استغلال هذه القضية (ضد ايران) عبر وسائل الإعلام، لكنها شكلت ضربة قاسية للاستكبار»، مشيدا من جهة اخرى بـ«إقرار اوباما غير المسبوق بأخطاء ارتكبتها الإدارات الاميركية السابقة».
وواصلت طهران امس التأكيد على الطابع السلمي لموقعها النووي الجديد. وأكد رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي، ان ايران لا تنوي تخصيب اليورانيوم 235 بأكثر من 5 في المئة، وهي النسبة المطلوبة للأنشطة النووية المدنية، في وسط ايران. واضاف صالحي الذي قال في وقت سابق ان المنشأة الجديدة ستكون تحت إشراف الوكالة الذرية «لو أردنا القيام بتخصيب على مستوى أعلى، لما كنا ابلغنا» الوكالة بوجود المنشأة.
من جهته، قال مندوب ايران لدى الوكالة الذرية علي اصغر سلطانية، ان بلاده أبلغت الوكالة في 21 أيلول الحالي عن وجود المنشأة، التي ستصبح قابلة للتشغيل في خلال 540 يوما. وتابع «من المؤسف الا يكون لهؤلاء القادة مستشارون قانونيون أكفاء يبلغونهم باننا غير ملزمين بإبلاغ الوكالة عن المنشأة الا قبل ستة اشهر فقط من إدخال المواد الإشعاعية إليها».
وفيما دعا أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي الذي سيلتقي ممثلين عن الدول الست يوم الخميس في جنيف، الدول الغربية الى «عدم تكرار الاخطاء السابقة ودعم حسن النية والإرادة الجادة للتعاون الاستراتيجي»، قال رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني ان «الضجة المفتعلة من قبل الغرب ضد الأنشطة النووية الايرانية، هروب الى الإمام»، بينما أكد وزير الخارجية منوشهر متكي ان طهران تعتبر الوکالة الذرية «المرجع النهائي للقضايا المتعلقة بالنشاطات النووية للدول الأعضاء» فيها.
وفي نيويورك، قال السكرتير الثاني في الوفد الايراني منصور سلسبيلي الذي شارك في اعمال الجمعية العامة «يريد وفد الجمهورية الاسلامية الايرانية ان يسجل ان هذه المزاعم (الغربية) والمخاوف وبواعث القلق غير حقيقية بالمرة ولا تستند الى اي اساس. انشطة ايران النووية كانت ومازالت على الدوام لاغراض سلمية ومن ثم فانها لاتمثل اي تهديد من اي نوع. وتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشهد بالطبيعة السلمية لانشطة ايران النووية».
واشنطن: أدلة مقنعة
في مقابل ذلك، وفيما اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان انه يعتزم زيارة ايران في شهر تشرين الاول المقبل في «مهمة وساطة»، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، ان على ايران «تقديم أدلة مقنعة بشأن أهداف برنامجها النووي، لكننا لا نعتقد انها قادرة على تقديم أدلة مقنعة بان برنامجها هذا هو للأغراض السلمية فقط، رغم اننا سنضعها رهن الاختبار».
وكانت كلينتون رحبت بإعلان طهران انها تضع المنشأة تضع إشراف الوكالة الذرية، في وقت أعلن مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة تخطط لإبلاغ إيران أن عليها فتح موقع التخصيب الجديد أمام المراقبين الدوليين «خلال أسابيع»، وبأنه يجب على المراقبين أن يعرفوا الأشخاص الرئيسيين الذين أنشأوا المنشأة وعليها أن تجعل الوثائق المتعلقة بالإنشاء بين أيدي هؤلاء المراقبين.
وفي السياق، قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، إن الدبلوماسية والعقوبات وليس العمل العسكري هما السبيل لإقناع ايران بتغيير برنامجها النووي، بعد تلويح اوباما بضربة عسكرية، ثم تشديده على الالتزام بالدبلوماسية. واوضح «بينما لا استبعد أي خيار من على الطاولة، فإنني أعتقد أنه لا تزال هناك مساحة للتحرك الدبلوماسي»، لافتا الى ان القوة العسكرية هي لكسب الوقت فقط ولكنها لن تقنع الايرانيين بالتخلي عن «سعيهم» لامتلاك اسلحة نووية.
ورأى غيتس ان السرية التي اتبعتها ايران في بناء المنشأة النووية، وضعتها في موقف ضعيف. وقال «الإيرانيون في موقف سيء جدا الآن بسبب هذا الخداع مع جميع القوى العظمى... من الواضح ان هناك فرصة فرض عقوبات اضافية مشددة... اعتقد أن لدينا الوقت لإنجاح ذلك». وتابع إن العقوبات ستثبت جدواها بعد ظهور «انشقاقات عميقة» في ايران منذ الانتخابات الرئاسية الاخيرة، موضحا «نرى بعض الانقسامات في القيادة والمجتمع الايرانيين لم نر لهما مثيلا خلال 30 عاما منذ الثورة الايرانية».
ورد الوزير الاميركي على طلب نجاد من الولايات المتحدة، «اعتذارا» على اتهامه بانتهاك القانون الدولي بعد الكشف عن منشأة التخصيب الثانية، وقال «مستحيل»، بينما رفض الإجابة على سؤال عما كان هذا هو الموقع السري الوحيد الذي اكتشفته الاستخبارات الأميركية، مكتفياً بالقول «نحن نراقب عن كثب».
إسرائيليا، نقلت صحيفة «هآرتس» عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قوله خلال محادثات أجراها في نهاية الأسبوع الماضي مع مسؤولين اميركيين، انه «يجب زيادة الضغط على ايران... وإذا لم يكن الامر الآن فمتى؟»، بينما ذكرت الإذاعة العامة الاسرائيلية ان الملف النووي الايراني سيكون بعد غد الاربعاء محور اجتماع الحكومة الامنية. قال وزير الخارجية الاسرائيلية افيغدور ليبرمان امس الاول ان الكشف عن منشأة قم يستدعي «ردا لا لبس فيه».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «صنداي اكسبريس»، ان رئيس جهاز الأمن الخارجي البريطاني جون سكارليت ناقش مع رئيس جهاز الموساد الاسرائيلي مئير داغان ومسؤولين سعوديين، خلال اجتماع في لندن، قيام اسرائيل بضرب المنشأة النووية الجديدة لدى ايران. واوضحت الصحيفة إن سكارليت «أُبلغ خلال اجتماع لندن بأن السعوديين مستعدون للسماح لإسرائيل بقصف المنشأة النووية الجديدة، في أعقاب قيام الاستخبارات البريطانية بالمساعدة في الكشف عنها بالقرب من مدينة قم، والتي اعتبرتها تل أبيب والرياض تهديداً كبيراً ضدهما».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...