مشعل يعلن التحضيرلإقامةبديل عن منظمةالتحريروإسرائيل تقصف غزة

29-01-2009

مشعل يعلن التحضيرلإقامةبديل عن منظمةالتحريروإسرائيل تقصف غزة

استغلت إسرائيل »عملية كيسوفيم« التي لم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عنها لتصعيد الوضع الميداني في قطاع غزة، حيث نفذت طائراتها منذ ساعات الفجر الأولى من يوم أمس غارات استهدفت أنفاقاً على الحدود بين غزة ومصر، في ما بدا أنه محاولة للضغط على المقاومة بشأن الشروط التي قدمتها عبر الوسيط المصري بشأن التهدئة، والتي وصفها رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل بأنها »غير مقبولة«، ولوّح بالرد عليها ، مشيرا للمرة الاولى الى أن الحركة وبقية فصائل المقاومة تعد لبديل من منظمة التحرير الفلسطينية.
وأغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية على المنطقة الحدودية بين القطاع ومصر. وأعلن جيش الاحتلال أنّ الغارات استهدفت »أنفاقاً لحماس«، واضعاً إياها في إطار الرد على عملية كيسوفيم، التي قتل فيها جندي وأصيب ثلاثة في انفجار عبوة ناسفة، لم تعلن أي من فصائل المقاومة مسؤوليتها عنها.
إلى ذلك، ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أنّ صاروخاً من طراز »قسام« أطلق من غزة، مساء أمس، سقط على منطقة مفتوحة في مستوطنة أشكول القريبة من الشريط الحدودي مع القطاع، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار. وهذه المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صاروخ فلسطيني منذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبع إطلاق الصاروخ غارة اسرائيلية على منطقة مفتوحة في رفح.
وفي السياق، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها أطلقت ثلاث قذائف هاون على دورية إسرائيلية توغلت شرق المغازي وسط قطاع غزة، فيما أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها أطلقت قذيفتي هاون باتجاه تجمع لآليات إسرائيلية أثناء تنفيذ عملية توغل شرقي دير البلح وسط قطاع غزة.
وقرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية الرد »بقوة« على عملية كيسوفيم، التي قتل فيها جندي وأصيب ثلاثة في انفجار عبوة ناسفة، محملاً حركة حماس المسؤولية الكاملة عن الحادث والنتائج المترتبة عليه. وقال المتحدث باسم رئاسة الحكومة الإسرائيلية مارك ريغيف إنه »في مواجهة استفزاز بهذه الدرجة من العنف ستتحرك إسرائيل لحماية نفسها«، مشيراً إلى أنّ »حماس تسيطر على قطاع غزة، وهي مسؤولة مباشرة عن كل عمليات القصف«. وأضاف أنّ إسرائيل »ترغب في المحافظة على الهدوء في الجنوب، لكن الهجوم القاتل الثلاثاء في غزة كان محاولة متعمدة لزعزعته«.
بدوره، أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت أنّ »الرد سيأتي لا محالة«، مشيراً إلى أنّ »إسرائيل قررت وقف النار من جانب واحد، ومن دون توقيع أي اتفاق مع حماس، الأمر الذي يعطيها مجالا للمناورة في الرد على مثل هذه الهجمات«.
كذلك، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، الذي أجّل زيارة كانت مقررة إلى واشنطن خلال الأسبوع الحالي، باستئناف العمليات العسكرية في غزة »إذا اقتضت الضرورة ذلك«، محملاً حماس المسؤولية عن أية هجمات مثل حادث تفجير العبوة الناسفة في كيسوفيم »رغم تنفيذه على أيدي أفراد تنظيم صغير«.
في غضون ذلك، أكدت لجنة المتابعة العليا للمؤتمر الوطني الفلسطيني رفض فصائل المقاومة التوقيع على اتفاق للتهدئة قبل فتح كل المعابر وفك الحصار وإدخال المواد اللازمة لإعادة إعمار القطاع.
وفي الدوحة، شدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل على أنّ الشروط الإسرائيلية لتهدئة طويلة المدى »غير مقبولة«. وقال مشعل، الذي التقى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني »لقد أبلغنا بالشروط (الإسرائيلية) للتهدئة... ونحن نرفض هذه الشروط«. وأضاف »أقول لقاتل الأطفال أولمرت، باسم حماس والأبطال الذين يحتجزون شاليت، لن نقـبل بفتـح المعابر في مقابل عودة شاليت«.
وعن الحوار الفلسطيني قال مشعل »نحن نرحب بالمصالحة ولكن على أساس الثوابت الوطنية ، أما أن يكون الحوار مدخلا لفرض الأجندة الأجنبية وعلى حساب حقوق شعبنا فهو حوار كاذب«، مشدداً على أن »لا مصداقية لأية دعوة للمصالحة في ظل الاعتقالات وإغلاق المؤسسات الوطنية والتنسيق مع العدو«. وتابع »أقولها بوضوح، بعد دماء غزة لم يعد مقبولاً التنسيق في الضفة مع العدو الذي ارتكب المجازر ضد شعبنا في القطاع«.
وكشف مشعل من جهة أخرى عن »تحرك تقوم به الفصائل سوف تفاجئ به الأطراف الاخرى لبناء مرجعية وطنية جديدة تمثل فلسطينيي الداخل والخارج وتضم جميع القوى الوطنية الفلسطينية وقوى الشعب وتياراته الوطنية«. وأكد أن »منظمة التحرير الفلسطينية في حالتها الراهنة لم تعد تمثل مرجعية الفلسطينيين وتحولت الى إدارة لانقسام البيت الفلسطيني«.
ورأى مشعل أن معيار النجاح في ملف الإعمار ليس الخلاف على من يتسلم المال، بل أن »تصل الأموال لكل فلسطيني لا إلى الجيوب الفاسدة«، مقترحاً أن تتم إعادة إعمار القطاع تحت إشراف الدول العربية المانحة.
من جهته، هدد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة أحمد جبريل بإقامة »جبهة وطنية متحدة من فصائل المقاومة« إذا فشل الحوار والمصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية وأضاف أنه »لا يجوز أن تكون مصر هي الوسيط الوحيد في الحوار الوطني«، مطالباً بـ»مظلة عربية إسلامية« لرعاية المصالحة، ومشدداً على أنّ »أي حوار وطني يجب أن يكون على أرضية برنامج وطني مقاوم«.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...