كييف ترفض مبادرة بوتين لتسوية الأزمة

04-09-2014

كييف ترفض مبادرة بوتين لتسوية الأزمة

وصلت الأحداث السياسية والعسكرية في شرق أوكرانيا إلى ذروتها، أمس، بعدما رفضت كييف خطة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول تسوية الأزمة هناك، بينما قُتل 87 جندياً أوكرانياً على الأقل بعدما حاصرهم انفصاليون موالون لروسيا في بلدة ايلوفايسك، حسبما أفاد مسؤول محلي رفيع المستوى.
وقال نائب قائد التجنيد في منطقة زابوريجيا ميخائيلو لوغفينوف، في المنطقة التي لم يصلها القتال جنوب شرق أوكرانيا، إن 87 جندياً أوكرانياً على الأقل، قتلوا بعدما حاصرهم انفصاليون في بلدة ايلوفايسك، وقد سُلِّمت جثثهم الى مشرحة محلية خلال اليومين الماضيين.
وفيما أصدر المكتب الرئاسي الأوكراني بياناً قال فيه إن موسكو وكييف وافقتا على "وقف دائم لإطلاق النار" في منطقة دونباس، قال المتحدث الصحافي باسم الرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، إن "بوتين وبوروشينكو ناقشا حقاً خطوات تساهم في وقف إطلاق النار بين الميليشيا والقوات الأوكرانية. لكن روسيا لا يمكنها أن توافق فعلياً على وقف لإطلاق النار لأنها ليست طرفاً في الصراع".
وفي ما يتعلق بخطة بوتين المؤلفة من سبعة بنود، والتي كشف عنها بعد ساعات قليلة من محادثات هاتفية أجراها مع نظيره الأوكراني، قال بوتين، خلال حديث مع الصحافيين في أعقاب زيارة عمل إلى منغوليا، إنه "بهدف وقف إراقة الدماء واستقرار الوضع جنوب شرق أوكرانيا، على الأطراف المتنازعة الاتفاق فوراً وتنسيق تنفيذ وقف العمليات الهجومية النشطة من جانب جميع القوات المسلحة في دونيتسك ولوغانسك، وسحب الوحدات المسلحة الأوكرانية إلى بعد يضمن عدم قصف المناطق السكنية، وتوفير مراقبة دولية موضوعية ومتكاملة لتنفيذ شروط وقف النار. إضافة الى استبعاد استخدام الطيران الحربي ضد المواطنين الآمنين، وتنظيم تبادل الأسرى من دون أية شروط مسبقة، وفتح ممر إنساني لانتقال اللاجئين والإمدادات الإنسانية إلى المدن وباقي المناطق السكنية في الشرق، وتأمين إمكانية إرسال فرق من عمال البناء إلى المناطق المتضررة". وأعرب عن أمله أن يتمخض لقاء مينسك المقرر غداً، حول الأزمة الأوكرانية، عن التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تسوية الأزمة، مؤكداً أن موقفه بشأن سبل التسوية متقارب جداً مع موقف نظيره الأوكراني، حسبما نقلت عنه قناة "روسيا اليوم".
وفي وقت لاحق، رفض رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك، خطة الرئيس الروسي، وقال، في بيان، إن "هذه الخطة الجديدة هي لخداع المجتمع الدولي قبل قمة الحلف الأطلسي ومحاولة لتجنب قرارات لا مفر منها للاتحاد الأوروبي بهدف فرض عقوبات جديدة على روسيا". وكان ياتسينيوك قد ذكر، في جلسة وزارية أمس في كييف، أن روسيا "دولة إرهابية" تتحمل وحدها المسؤولية عن الصراع في شرق أوكرانيا. وأكد رغبة بلاده في الانضمام إلى حلف "الناتو".
من جهته، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، إن اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا لن ينجح إلا حين تتوقف موسكو عن "التظاهر" بأنها لا تسيطر على الانفصاليين الموالين لها وتكف عن إرسال الجنود والأسلحة إلى جارتها. وأضاف، في طالين عاصمة إستونيا خلال زيارة قصيرة تهدف إلى تأكيد التزام الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب الدولة العضو في حلف الأطلسي والتي تقع على الجبهة الأمامية مع روسيا، إن "الناتو" يبقى "مفتوحاً" لاستقبال أعضاء جدد وهو "مبدأ لطالما عمل به".
وعشية قمة "الناتو" في ويلز في بريطانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أنها ستجري مناورات صاروخية استراتيجية "واسعة النطاق"، خلال الشهر الحالي، بمشاركة أربعة آلاف عنصر من قوات الترسانة النووية الروسية، وأربعمئة آلية عسكرية وبمؤازرة الطيران الحربي، حسبما ذكرت وكالة "ريا نوفوستي".
وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة الدفاع البولندية أن تدريبات عسكرية دولية بمشاركة جنود من 12 دولة بينها الولايات المتحدة ستنظم بين 13 و26 ايلول في غرب أوكرانيا.
إلى ذلك، أعلنت الرئاسة الفرنسية أنها علقت تسليم أول سفينة حربية من طراز "ميسترال" التي كانت قد باعتها لروسيا، عازيةً هذا الأمر الى الأزمة في أوكرانيا.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...