قنبلة أميركية جديدة تطمئن إسرائيل وتلجمها

04-05-2013

قنبلة أميركية جديدة تطمئن إسرائيل وتلجمها

القلق الإسرائيلي المتفاقم من القوة النووية الإيرانية المحتملة ينعكس بشكل واضح على العلاقات الأميركية الإسرائيلية. والولايات المتحدة، التي لا تزال ترى في إسرائيل حليفاً استراتيجياً لها، تحاول يوماً بعد يوم الحفاظ على التوازن ما بين مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، والطموحات والآمال التي تعلقها عليها إسرائيل في الكثير من الملفات، وأهمها البرنامج النووي الإيراني.
عملياً لا تمتلك إسرائيل القدرة على استهداف العمق الإيراني وخصوصاً منشآته النووية المحصنة، وذلك بحسب تقديرات وكالات الاستخبارات الأميركية. صورة لـ«قنبلة خارقة للتحصينات» (عن موقع «وايرد»)
لذلك من الممكن القول إن إسرائيل لا تزال تعتمد حتى اليوم على القدرات العسكرية الأميركية في هذا المجال، فالولايات المتحدة وحدها هي من يقرر امكان تنفيذ ضربة عسكرية على إيران، من عدمها، والدلالة الأبرز كانت عدم شمول صفقة الأسلحة التي جاء بها وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل في زيارته الأخيرة لإسرائيل، «قنابل خارقة للتحصينات»، كانت الدولة العبرية تأمل الحصول عليها.
وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الولايات المتحدة طورت مؤخراً أحدث قنبلة من طراز «القنابل الخارقة للتحصينات»، أو ما يصنف بـ«القنبلة المتقدمة للأعماق»، التي تُضرب من الجو. وشمل تحديث القنبلة إضافة تقنيات حديثة تمكنها نظرياً من تدمير المفاعل النووي الإيراني «فوردو»، وهو الأكثر تحصيناً.
ويرى مسؤولون أميركيون، بحسب الصحيفة، أن تطوير هذا النوع من القنابل كفيل بإقناع إسرائيل بأن الولايات المتحدة لم تتغاض حتى الآن عن البرنامج النووي الإيراني، الذي قد تفشل في معالجته بالطرق الديبلوماسية، ما قد يؤدي إلى تعزيز احتمال توجيه ضربة عسكرية جوية للمفاعلات النووية.
وجهد المسؤولون الأميركيون في الفترة الأخيرة في محاولة إظهار قدرات هذه القنابل للإسرائيليين عبر عرض شريط فيديو يظهر النسخة الأخيرة المطورة منها، وهي تضرب جواً من على ارتفاع شاهق. ويبين الفيديو مدى الضرر الذي قد تلحقه القنبلة بالأهداف المحصنة. الفيديو الذي عرض بحضور عدد من الديبلوماسيين يظهر قدرة القنبلة على اختراق القشرة المحصنة، ومن ثم إحداث انفجار هائل داخل الإطار المستهدف.
ويلقى هذا النوع من القنابل من ارتفاع شاهق فيخترق الأسطح ليصل إلى أعماق كبيرة عبر الخرسانة المسلحة والصخور، وينفجر داخل فجوات محدثاً موجة اهتزازية تدمر كل شيء في الداخل.
النسخة الحديثة من القنابل الضخمة المعروفة بقنابل من فئة الـ«Earthquake» التقليدية التي تزن 30 ألف رطل، هي النموذج المعدل الجديد المعروف بـ«القنبلة الخارقة للتحصينات»، التي تم تعديل قدرتها التفجيرية ونظام التوجيه فيها، لتأمين فعالية أكبر وقدرة على تفادي صواريخ الدفاع الجوي الإيراني، ما يمكنها من الوصول إلى مفاعل «فوردو» النووي المحصن داخل أحد الجبال قرب مدينة قم. ولكن القنبلة المذكورة لم تتم تجربتها حتى الآن.
ومن شأن تطوير تلك القنابل طمأنة الأميركيين والإسرائيليين لأنه من الممكن تدمير «فوردو»، كما من شأنها أن تعزز الجهود الديبلوماسية لإقناع إيران بوقف مشروعها النووي.
وبحسب «وول ستريت جورنال»، لطالما كان مفاعل «فوردو» يعدّ من الأهداف الصعبة لا بل المستحيلة بالنسبة للأسلحة التقليدية الأميركية. وقد سبق أن أعلن عدد من المسؤولين الأميركيين في العام 2012 عن عدم قدرة أضخم قنابلهم على اختراق التحصينات التي تحيط بالمفاعل. وقد أنفق البنتاغون حتى الآن ما يقارب 400 مليون دولار لتطوير هذا النوع من القنابل من قبل شركة «بوينغ». ومن المفترض أنها أصبحت تفي بالغرض.
ووكالات الاستخبارات الأميركية خلصت إلى أن المنشآت النووية الإيرانية محصنة بدرجة كبيرة، وبالتالي سيكون من الصعب على الجيش الإسرائيلي وحده تدميرها. وحتى وإن امتلك الإسرائيليون هذا النوع من القنابل والتي لم يعرضها عليها الأميركيون أصلاً فإنهم لا يملكون طائرات شبح كفيلة بحملها لاستهداف العمق الإيراني، بحسب ما نقلت «وول ستريت جورنال» عن المسؤولين الأميركيين.
ونقلت الصحيفة أن القنبلة الجديدة قادرة على تفادي الدفاعات الجوية الإيرانية، كما أنها ستكون أكثر فعالية في استهداف المنشآت الكورية الشمالية الأقل تحصيناً.
ووفقاً للمسؤولين فإن امتلاك واشنطن تلك القنابل يقلل من احتمالات إقدام إسرائيل بمفردها على شن هجوم على إيران العام الحالي أو حتى المقبل، ما يعطي الرئيس الأميركي باراك أوباما المزيد من الوقت للسعي إلى إيجاد حل ديبلوماسي بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران المقبل.
وذكرت الصحيفة أن وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل، ومسؤولين أميركيين، أبلغوا الإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة أن الإدارة الأميركية ستنظر في الخيارات العسكرية بعد تقييم آثار الانتخابات الإيرانية على ملفها النووي.
ومن أجل الضغط أكثر على إيران، فإن كلاً من أوباما وهايغل قد استغل زيارته إسرائيل للتشديد على حق الدولة العبرية في اتخاذ قرار استهداف إيران، وفقاً للصحيفة.


(«السفير»، «وول ستريت جورنال»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...