فيسبوك يثير "عاصفة فتاوى" بعد تحميله مسؤولية طلاق الأزواج

06-02-2010

فيسبوك يثير "عاصفة فتاوى" بعد تحميله مسؤولية طلاق الأزواج

احتدم الجدل عبر وسائل إعلام حول موقف الشريعة الإسلامية حيال موقع التعارف الاجتماعي "فيسبوك،" فظهرت تقارير تشير إلى تحريمه من قِبل لجنة الفتوى في الأزهر، بعد أن حملته بيانات المسؤولية عن خُمس حالات الطلاق بمصر، قبل أن يتم نفي ذلك بعد مرور أيام، وسط انعدام في وضوح الموقف.
بالمقابل، رأى أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية، الشيخ أمين الكردي، الذي يمتلك صفحة دعوية خاصة على "فيسبوك،"  أن "الأمور بمقاصدها" وليس هناك بالتالي حظر شرعي على الموقع بشكل مطلق، شرط مراعاة استخدامه بصورة عاقلة ومتزنة، "أما اللجوء إليه لاختراق الحرمات وفضح الناس فهو محرم ومرفوض."
وأوضح الكردي عبر الهاتف من بيروت قائلاً "النظرة إلى هذه القضية، سواء بما يتعلق 'بفيسبوك' أو الانترنت بشكل عام يجب أن تكون شاملة عبر التحقق من جانبين، الأول القصد من الاستخدام والثاني هوية المستخدم."
وتابع الكردي بالقول "إذا كان القصد من الاستخدام سامياً، ويهدف لتبادل المعارف والمعلومات والتواصل بين الناس الذين تفرقهم المسافات، فهذا أمر جيد، بل يمكن أن يكون مقصوداً لذاته إن كان السبيل الوحيد لمعرفة ما هو بعيد عنّا، وقد قرّبت هذه الوسائل التكنولوجية العالم وجعلته بمتناول البشر، وهذا أمر إيجابي."
غير أنه لفت إلى أن الحكم الإيجابي على "فيسبوك" والانترنت بشكل عام ينقلب بالكامل إن كان القصد من الاستخدام "العبثية والتدخل بشؤون الناس وتجاوز الحرمات واستخدام شخصيات وهمية للتغرير بالآخرين، وهي أمور محرمّة."
ولفت أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية إلى أن هذا يقود إلى إدراك أفضل للجانب الثاني في الحكم، المتمثل في معرفة هوية المستخدم، فإن كان من المتزنين والعاقلين فلا مشكلة في تعامله مع هذه المواقع "أما إن كان ممن عُرف عنه تتبع الناس وفضحهم وتشويش عقول والفتيات والمراهقين فيجب عندها تحريم استخدامها من قبلهم."
وخلص الكردي إلى القول "الأمور بمقاصدها، ونحن ننظر للمقاصد لإطلاق المواقف والأحكام، أما التحريم المطلق فلم يقل أحد به، لأن الانترنت ككل وفيسبوك بشكل خاص هو مجرد وسيلة."
وأعاد الكردي أساس المشكلة إلى وجود شريحة من الأشخاص الذين يستخدمون الانترنت بطريقة سيئة، معتبراً أن الحل لا يكون بتحريم هذه الشبكة بل بتوجيه الذين يسيؤون التعامل معها ونصحهم وتنظيم هذا الملف بشكل كامل.
وحدد الكردي ثلاثة أسس لمعالجة هذه القضية، تبدأ من تعزيز الجوانب الإيمانية لدى المستخدمين، وخاصة صغار السن، وتفعيل الجانب الرقابي من قبل الأهل ودعوتهم إلى تجنب ترك أولادهم بحالة العزلة، وأخيراً استخدام برامج المراقبة الإلكترونية "المرشحات" في المنازل لضمان ضبط المصطلحات والصور والمواقع المستخدمة.
يذكر أن الكردي يمتلك صفحة خاصة على موقع "فيسبوك" تحمل طابعاً دعوياً، وهو يستخدمها لنقل الدروس الدينية والرد على الأسئلة.
وكانت صحيفة الراية القطرية قد نشرت مطلع "فبراير/شباط الجاري بياناً منسوباً إلى لجنة الفتوى في الأزهر بمصر، تحرم فيه اللجنة التسجيل في موقف "فيسبوك" واستخدامه.
وعزت الصحيفة قرار اللجنة الأزهرية إلى نتائج دراسة أعدها فريق من المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر، خلصت إلى أن 'حالة من كل خمس حالات طلاق في البلاد تعود لاكتشاف شريك الحياة وجود علاقة مع طرف آخر عبر الإنترنت، من خلال موقع "فيسبوك."
وأوضحت الدراسة 'أن هذا الموقع سهل للعديد من الأشخاص خيانة الآخر بحيث يمكن للزوج أو الزوجة اللذين يشعران بالملل والضيق وينتابه شعور بالرتابة العثور بسهولة على طرف آخر يقيم معه علاقة بعيداً عن المظلة الشرعية.
وفي الثالث من فبراير/شباط، نقلت صحيفة "القدس العربي" أن رئيس لجنة الفتوى السابق في الأزهر، الشيخ عبد الحميد الأطرش، انضم إلى قائمة مؤيدي الفتوى الجديدة بقوله بحرمة الدخول على "فيسبوك" بعد زيادة معدلات الطلاق وانتشار الخيانة الزوجية.
ونسبت الصحيفة للأطرش قوله: "من يدخل على هذا الموقع آثم والذي يعين عليه آثم أيضا" طالباً من أولياء الأمور الانتباه للقنبلة الموقوتة في منازلهم والتي ستنفجر في بيوتهم لتقضي على الأخضر واليابس.
ولكن موقع "إسلام أون لاين" المقرب من الداعية الإسلامي المصري، يوسف القرضاوي، نقل الجمعة نفي الشيخ الأطرش، لما نُشر عن تحريمه استخدام الموقع الاجتماعي، وأورد عنه قوله: "لم أحرم فيسبوك، وإنما كل الذي قلت به إن الإنترنت والتلفاز هما سلاح ذو حدين، شأنه شأن سكين المطبخ الذي يمكن استخدامه في منفعة أو استخدامه في إيذاء النفس والغير."
وأضاف: "أنا لا أعلم حتى كيفية عمل الفيس بوك كموقع على الإنترنت، ولا يمكن أن أحرم شيئا لا أعرف ماهيته أو كيفية التعامل معه."
 كما نقل الموقع عن لجنة الفتوى في الأزهر بدورها تأكيدها بأنها لم تطلق أي فتوى تحرم "فيسبوك" أو تمنع التعامل معه، وأكد الأمين العام الحالي للجنة الفتوى، الشيخ سعيد عامر، أن اللجنة لم تصدر أي فتاوى حول موقع "فيسبوك،" وزاد بالقول إنها لم تستلم أي استفسارات حول الموقع، "خاصة أن آلياته غير معلومة للجنة."
ولكن هذه التصريحات المتضاربة لم تساعد على توضيح الموقف الذي اتخذه الأزهر أو الشيخ الأطرش من القضية .


المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...