غيتس في أربيل استعداداً للصدام العربي الكردي

30-07-2009

غيتس في أربيل استعداداً للصدام العربي الكردي

ظهر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمس، في أربيل، في اقليم كردستان العراقي الذي خطا للتو خطوة جديدة على طريق الانفصال عن العراق من خلال انتخابات رئاسية ونيابية فاز فيها رئيس الاقليم مسعود البرزاني وغيره من المرشحين المتشددين في الدعوة الى اقامة دولة كردية، ما يزيد المخاوف من صدام عربي كردي، حذر الوزير الاميركي من خطورته باعتباره المحرك الاول لعدم الاستقرار في العراق، مشيرا الى ان الجانبين لا يملكان وقتا كثيرا لتسوية خلافاتهم، وتحدث عن أن واشنطن قد تسرع من وتيرة انسحاب قواتها من الاراضي العراقية.
وفور الإعلان عن إعادة انتخابه «رئيسا» لإقليم كردستان، قال مسعود البرزاني، في ختام لقائه الرئيس العراقي جلال الطالباني قرب السليمانية، «سيقوم (رئيس الحكومة نوري) المالكي قريبا بزيارة إلى الإقليم لبحث كل المشاكل العالقة بين المركز والإقليم والعمل على حلها»، لكن مصدرا في مكتب رئيس الوزراء أشار إلى أن «الطالباني وجه منذ فترة دعوة إلى المالكي لكن ليس هناك أي موعد محدد حتى الآن».
وأضاف البرزاني، ردا على سؤال حول مضمون لقائه غيتس في وقت سابق في اربيل، «أكدنا للجـــانب الأميركي ضرورة حل المشاكل العالقة مع المركز وفقا للدستور».
وتابع «أكــــدنا التزامــنا بالدستور ونطــالب أن تلتزم بغـــداد بذلك أيضـــا».
وكان البرزاني أعلن، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت أمس، رفضه الاقتراحات التي تقدمت بها الأمم المتحدة لحل الخلاف مع الحكومة العراقية حول الأراضي المتنازع عليها، موضحا انه سيواصل جهوده لتمرير الاستفتاء على مشروع دستور الإقليم، الذي يدعو إلى ضم المناطق المتنازع عليها، وخصوصا كركوك، إلى الإقليم.
وكان غيتس حض البــــرزاني، في اربيل، على ضرورة تسوية الخلافات مع بـــغداد بشأن النفط والمناطق المتنازع عليها بسرعة، وكـــرر أن واشــــنطن مستعدة لتقديم «أي مساعدة في الإمـــكان لحل هذه النزاعات بالطريق السلمي».
وأشار إلى أن الوزير أبلغ المالكي الرسالة ذاتها.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جيف موريل «لقد ذكر (غيتس) مضــــيفيه بأننا جميعا قدمنا الكـــثير من التضحيات بالدم والمال، لا لكي نرى المكتسبات التي تحققت في العامين الأخيرين تضيع سدى بسبب الخلافات السياسية».
وأشار إلى أن غيتس ابلغ البرزاني انه «من المهم جدا للطرفين التحرك سريعا قبل أن تنهي القوات الأميركية انسحابها التام أواخر العام 2011».
ونقل موريل عن غيتس قــــوله للبرزاني، في اللقاء بحضور قائد قوات الاحتلال الأميركي في العــــراق الجنرال راي اوديرنو والسفير الأميركي كريســـتوفر هيل، إن واشنطن تدعم اقتــــراحات الأمم المتحدة لحل بعض الخلافــــات الأساسية، مضيفا أن «غيتس خــرج متشجعا من اللـــقاء، كما حـــصل في بغداد، من أن الأكراد يريــدون الاستفادة بشكل كبير من وجودنا».
وفي محاولة لزيادة الضغوط على الحكومة العراقية والأكراد، قال غيتس، على متن الطائرة التي نقلته من بغداد إلى واشنطن، «أعتقد أن هناك فرصة ما على الأقل لإسراع متواضع في انسحاب القوات الأميركية على مراحل بدءا من كانون الثاني» المقبل، مشيرا إلى انه قد يسحب لواء إضافيا، وعديده 5500 جندي، لكن موريل أشار إلى أن الامر الوحيد الذي قد يؤخر ذلك هو «انفجار التوتر الكردي ـ العربي».
من جهته، قال أوديرنو «بعد انخفاض أعمال العـــنف في عمــــوم مناطــــق العراق، بات التـــوتر بين الأكراد والعـــرب حول المناطق المتنازع عليـــها والنفط المحرك الأول لعدم استقرار الـبلاد».
وأضاف «نعتقد أن عددا كبيرا من الجماعات المتمردة تحاول استغلال التوتر الكردي العربي في شمال البلاد»، مشيرا إلى أن «القوات الأميركية تتابع الأوضاع عن كثب وتنسق مع حكومتي الإقليم وبغداد في محاولة للحد من تصاعد التوتر». 
وكما كان متوقعا، أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، في مؤتمر صحافي في اربيل، فوز البرزاني، زعيم «الحزب الديموقراطي الكردستاني» بولاية جديدة في الانتخابات «الرئاسية»، ونال 69،57 في المئة من الأصوات، في حين نال المرشح كمال ميراودلي 25،33. وحصل هلو احمد، شقيق زوجة الطالباني، على 3،49 في المئة.
وفازت «الكردستانية»، التي تضم «الديموقراطي الكردستاني» و«الاتحاد الوطني الكردستاني»، بزعامة الطالباني، بالغالبية حاصدة 57،34 في المئة من الأصوات، وبذلك فإنهما سيحتفظان بالسيطرة على برلمان كردستان، البالغ عدد نوابه 111.
ونالت لائحة «التغيير» المعارضة بزعامة نشيروان مصطفى 23،57 في المئة من الأصوات. وحلت لائحة «الخدمات والإصلاح»، التي تضم أربعة أحزاب إسلامية ويسارية، ثالثا بنيلها 12،8 في المئة من الأصوات، في حين حصلت «الحركة الإسلامية في كردستان» على 2،4 في المئة.
ميدانيا، قتل 3 من عناصر الشرطة بهجــــوم وسط الموصل. وأصيب رئيس مجلس أعيان التركمان في محــافظة نينوى مصطفى الرحو بجروح خطرة بانفجار عبوة لاصقة بسيارته شمال المدينة.
وقال شهود في مدينة الصدر والموصل إن قوات الاحتلال الأميركي أفرجت عن اثنين من أعضاء «جماعة عصائب الحق»، وذلك بعد ساعات من إعلان رئــــيس الوزراء البريطـــاني غوردون براون مقـــتل اثنين من الحراس البريطانيين «على الأرجح»، فيــما أكــد النائب عن «الائـــتلاف الموحد» الحاكم سامي العسكري أن رهينتين بريطانــــيين قتلا على أيدي خاطفــيهم ليصير أربعـــة من خمسة رهائن، كـــانت الجماعة خطفتهم في العام 2007، في عــداد الموتى.

المصدر: وكالات

إقرأ أيضاً:

الأبعاد غير المعلنة في جدول أعمال زيارة روبرت غيتس للعراق
ما هي الملفات الكردية الخمسة التي يسعى غيتس إلى حلها

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...