عندما تطلق "الجزيرة" النار قبل حصوله - ترجمة عن مجلة "أفريك آزي" الفرنسية

27-12-2011

عندما تطلق "الجزيرة" النار قبل حصوله - ترجمة عن مجلة "أفريك آزي" الفرنسية

مما لا شك فيه أن الأحداث التي تجري في سورية منذ 16 مارس 2011 معقدة ،وما يزيدها تأججاً هو تلك الحرب الإعلامية التي تواكبها بلا هوادة.
وتماما كما فعلت بخصوص التدخل الغربي في ليبيا ,اتبعت قناة الجزيرة القطرية مسارا واسعا من التضليل و الدعاية،وهي تحرص دائماً على بث مشاهد وأخبار عن حوادث اطلاق نار في مناطق سورية مختلفة.
في مرات عدة ، يكون اطلاق النار قد حصل فعلا في المناطق التي تذكرها ، ولكن بعد عدة ساعات من اعلان قناة الجزيرة. في كثير من الأحيان ، أيضا ، تعلن القناة نفسها عن وفاة مواطنين " قتلهم الجيش السوري". ففي الآونة الأخيرة ظهر احد هؤلاء المواطنين ، رائد الخروف، متحدثاً الى التلفزيون السوري و هو يلوح بجواز سفره ليقول ان هذه الأنباء مبالغ فيها إلى حد كبير .
احد افظع التلاعبات الفضائحية التي ظهرت أخيراً على "الجزيرة"، كانت مأساة مقتل الطفل ساري سعود الصغير ، البالغ من العمر 9 سنوات. والدته جورجينا ، التي تعمل في شركة كابلات في حمص ،ترافق كل صباح ساري الى المدرسة. في الأول من ديسمبر 2011 ، في الساعة الثامنة و النصف صباحا , تعرضت الأم والطفل لاطلاق نار من مجموعة من الرجال الملثمين وهم يهتفون "الله اكبر". توفي الصغير ساري على الفور برصاصات عدة من رشاش كلاشينكوف . حملت الجماعة المسلحة جسد الطفل و قامت بسحب أمه وراءه الى مرآب لتصليح السيارات قبل تصوير الجثة.بقيت الكاميرا مركزة طويلا على مشهد جورجينا المدمرة. ثم اقتربت العدسة لتصور مليا الصليب الذي تضعه جورجينا في عنقها.
بعد ساعة،تبث القناة صورا تدين من خلالها "اغتيال مواطنين مسيحيين على يد الجيش السوري" ,متوقفة مطولا عند القلادة التي ترتديها جورجينا و التي تحمل صليبا . و تدعم القناة القطرية "خبرها" بتعليق يدعو المسيحيين للانضمام الى الكفاح المسلح ضد الحكومة في دمشق.
هذه الحالات المتكررة من التضليل والدعاية لا يبدو أنها تحرك وسائل الإعلام الغربية التي تتابع ببراعة "معلومات" الجزيرة، التي تعود ملكيتها لعائلة آل خليفة الحاكمة، بمن فيهم الأمير الذي لديه مصالح كبيرة في سورية بالتعاون مع عدة اطراف مرتبطة بشخصيات مختلفة في النظام .
كل صباح يتلقى الصحافيون في "الجزيرة" التعليمات أو "امر اليوم" . و يتم تذكيرهم بأنه يجب " العمل على تهويل المشهد السوري" وتعزيز مداخلات الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
يقدم الشيخ على شاشة القناة برنامجا أسبوعيا ، يهدف إلى ضبط مقومات الصواب السياسي السني المهيمن في العالم العربي والإسلامي.و هذا مقتطف من كلامه : "الرئيس بشار من الشعب السوري سني بنظر الشعب السوري ... بل هو في الواقع آتٍ من الطائفة العلوية ، و هي أقلية سورية في الإسلام السوري . انه شاب و متعلم ، يمكنه أن يعطي الكثير ، ولكن المشكلة أنه رهينة لطائفته وحاشيته. "
ان عقيدة الاخوان المسلمين تركز في أحد جوانبها على تحريك الفوارق و الكراهية الطائفية ,وهو ما تدأب قناة الجزيرة على تسويقه بشكل أو بآخر.
لقد فعلها "الاخوان المسلمون" في ليبيا وتونس ومصر واليمن. و يفعلونها في المغرب وسورية وأوروبا، بغطاء خفي توفره لهم الولايات المتحدة التي لا تتورع عن استخدام كوادر في "الاخوان" ولا سيما يوسف ندا و سعيد رمضان لتعزيز مصالحها الاستراتيجية في الشرقين الأدنى والأوسط.
اليوم ، هذه السياسة نفسها مستمرة من خلال "الثورات العربية" ذات التسمية المضللة .

ترجمة عربي برس

التعليقات

عن هذه الاعمال الارهابية الاعلامية والتي هي اساس المشكلة في سوريا يجب العمل على اسكاتها وصوتها القاتل المدمر للشعب السوري يجب على الحكومة النظر بهذا الموضوع واسكاته بشكل كامل لانها قناة واصلة إلى كل انحاء الوطن العربي والعالم يجب أخراسها بكل الطرق هي وأميرها القذر

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...