عقود جديدة لقتلة «بلاك ووتر» في العراق

28-03-2008

عقود جديدة لقتلة «بلاك ووتر» في العراق

قبل أربعة أعوام، سقط أربعة أميركيين من موظفي شركة «بلاك ووتر» (الماء الاسود) الامنية في كمين في الفلوجة، فانتقمت قوات المارينز بإحراق المدينة بأسلحة كيميائية محرمة دولياً. وفي 16 أيلول الماضي، أطلق مرتزقة يعملون لحساب الشركة الاميركية رصاصاً «عشوائياً» في حي المنصور غربي بغداد أثناء مرور موكب دبلوماسي أميركي، فقتلوا 11 مدنياً على الاقل.
لكن هذه المجازر الفاضحة لم تلوّث سمعة الشركة بما يكفي للحؤول دون أن توقّع دول عربية وإسلامية أخرى عقوداً معها. وقد وقعت الشركة بالفعل عقوداً لتدريب قوات خاصة في الاردن وأذربيجان، وهي تسعى، وفق تقرير سينشر في مجلة «ماذر جوزنز» خلال أيام، إلى دخول إقليم دارفور غربي السودان «بأسماء مختلفة»، وإلى التعاقد مع قوات «جيش تحرير جنوب السودان» لتدريب متمرديها، في وقت يشهد توتراً في العلاقات بين السلطات السياسية لجيش التحرير وحكومة الخرطوم المركزية.
أكثر من ذلك، فالمجزرة لم تحلْ دون أن تتقدّم الشركة، التي فتحت لها حربا أفغانستان والعراق أبواباً عالمية للكسب الخيالي (بعدما كانت مجرد شركة محلية متواضعة)، بطلب لتوظيف خدماتها الامنية لدى قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة، وفقاً لتقرير تنشرته مجلة «ماذر جونز» في عدد نيسان المقبل.
وإضافة إلى ضعف كفاءتها الذي افتضح في «حوادث» ـ مجازر عدة نفذها مرتزقتها غير المحترفين في أرجاء العالم، فـ«بلاك ووتر» تستقدم فقراء العالم الثالث (وخاصة من أميركا اللاتينية) وتستغلهم بأجور زهيدة، لا تتجاوز ربع الاجور التي يتلقاها نظراؤهم من المرتزقة الاميركيين. وقد سمح لها ذلك بإحراز قفزة خيالية في الارباح، بلغت 600 مليون دولار في العام ,2006 من مليون دولار قبل حربي أفغانستان والعراق.
وتنتشر هذه الشركة في دول العالم الثالث بأسماء مستعارة، أو خلف شركات صورية أو ثالثة، وذلك بعد ارتباط اسمها بمجازر العراق، ولتفادي أي ملاحقات قانونية قد تترتب على استغلالها لفقراء هذه الدول، مثل «غراي ستون»، «كابروس» و«غروبو تاكتيكو»... وهي شركات تمتلك كل ما يملكه جيش متطور من الاسلحة الخفيفة والثقيلة، إلى أساطيل الطائرات والسفن والمراكب والآليات العسكرية.
لعلها بالفعل «أخطر منظمة سرية مسلحة»، كما وصفها الصحافي الاميركي جيريمي سكاهيل. فهل يتسنى لها، بعلاقاتها النافذة أمنياً واستخباراتياً ودبلوماسياً، نيل حظوة الامم المتحدة؟ وهل تحقق ضمن قوات حفظ السلام «نجاحاً» كالذي أحرزته في العراق؟
(«أميركا إن أرابيك»)

 

 

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...