شبح "داعش" يخيّم على شبه القارة الهندية: 170 قتيلاً وجريحاً في انفجار انتحاري على الحدود

03-11-2014

شبح "داعش" يخيّم على شبه القارة الهندية: 170 قتيلاً وجريحاً في انفجار انتحاري على الحدود

قتل 55 شخصاً واصيب العشرات في هجوم انتحاري وقع على الحدود الباكستانية - الهندية.
وبالرغم من تبني حركة "طالبان" الباكستانية هذا الهجوم، إلا أن حجم التفجير الانتحاري، والخسائر البشرية التي اوقعها، وتزامنه مع ظاهرة توزيع منشورات تحمل توقيع "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، يثير مخاوف من احتمال ان تكون شبه القارة الهندية هدفاً مقبلاً لهذا التنظيم المتشدد.
وقتل 55 شخصاً على الأقل وجرح أكثر من 120 آخرين، أمس، في هجوم انتحاري على الجانب الباكستاني من الحدود مع الهند، بحسب ما أعلنت الشرطة المحلية الباكستانية.
ووقع الهجوم خلال التجمع اليومي للجنود لإغلاق معبر وقاه الحدودي الواقع قرب مدينة لاهور في شرق عاصمة إقليم البنجاب، الأكثر اكتظاظاً بالسكان في البلاد، والذي كان عموماً بمنأى عن أعمال العنف.
ويومياً يتجمع آلاف الهنود والباكستانيين كل إلى جانبه من الحدود عند معبر وقاه لحضور احتفالات إغلاق بوابة المعبر، والتي تتضمن عروضاً عسكرية ومعزوفات موسيقية في إطار تحدي كل طرف للآخر.
وفيما كان الحاضرون على الجانب الباكستاني يعودون إلى منازلهم بعد الحفل، سمع انفجار قوي، كما قال قائد شرطة لاهور أمين وينس.
وقال طاهر جواد، وهو قائد وحدة من القوات شبه العسكرية في إقليم البنجاب، إن "الانتحاري لم يتمكن من خرق الطوق الأمني على الحدود وقام بتفجير نفسه عند مدخل المركز الحدودي حين كان الناس يغادرون".
من جهته، اعتبر مشتاق شكيرا قائد شرطة البنجاب الباكستانية أن "كل المؤشرات تدل على أنه هجوم انتحاري"، موضحاً "قتل 55 شخصاً بينهم عنصران من القوات شبه العسكرية ونساء وأطفال"، فيما نقل عشرات المصابين بشكل طارئ إلى مستشفيات لاهور.
وسارعت حركة "طالبان" الباكستانية الى تبني مسؤوليتها عن التفجير.
ويأتي الهجوم في وقت، تثير التطورات الأمنية في باكستان وجارتيها الهند وافغانستان تساؤلات حول ما إذا كانت شبه القارة الهندية ستتحول الى هدف مقبل لتنظيم "داعش".
وبعيدا عن "خلافته" في العراق وسوريا برز اسم "داعش" مرات عدة خلال الاسابيع الاخيرة في باكستان وافغانستان، مع توزيع منشورات تدعو الى الانضمام الى التنظيم في شمال غرب باكستان، واعلان خمسة من قادة حركة "طالبان" الباكستانية وثلاثة قادة افغان من الصف المتوسط او المتواضع في هذه الحركة دعمهم للدولة الاسلامية المتطرفة. كذلك ظهرت شعارات مؤيدة لتنظيم "الدولة الاسلامية" على الجدران في مدن عدة خاصة في جامعة كابول حيث تم توقيف طلاب لهذا السبب.
وفيما تقلل مصادر محلية من اهمية الظاهرة، باعتبارها مجرّد مبادرات محلية ومحدودة، إلا أن نجاحات التنظيم جعلت منه "القوة الرئيسية التي تستوحي منها جماعات اسلامية في المنطقة أكانت عنيفة ام غير عنيفة"، بحسب امير رانا الاخصائي الباكستاني في المسائل الامنية.
وعبرت الحكومة الباكستانية في منتصف تشرين الاول الماضي عن قلقها في مذكرة موجهة الى اجهزتها الامنية الداخلية جاء فيها "ان نجاحات تنظيم الدولة الاسلامية تشكل مصدر الهام خطر على باكستان حيث تنشط اكثر من مئتي مجموعة دينية". وانقسمت حركة طالبان الباكستانية الى فصائل متنازعة ما يغذي شائعة تشير الى سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية قريبا عليها.
وتقول حركة "طالبان" الباكستانية انها ارسلت في السنوات الاخيرة ألف مقاتل للقتال في سوريا، وهو تقدير اكده مصدر حكومي باكستاني. ومع ذلك، فإن ثمة خلافاً فقهياً بين "طالبان" و"داعش"، يتعلق بمسألة "البيعة".
ولفت مسؤول "طالباني" افغاني كبير الى انه "لا يمكن ان يكون هناك سوى امير مؤمنين واحد وقد اختير فعلا"، في اشارة الى الملا عمر، رافضاً سلطة زعيم تنظيم "الدولة الاسلامية" ابو بكر البغدادي الذي اعلن نفسه "خليفة".
اما بالنسبة إلى قادة "طالبان" الباكستانيين الخمسة الذين انضموا الى تنظيم "الدولة الاسلامية"، فقد فعلوا ذلك "لانهم يحتاجون إلى المال ويأملون في الحصول على دعم مالي" على ما قال قائد اخر من "طالبان". وهم ما زالوا ينتظرون ردا من تنظيم "داعش"، ولكنهم في الانتظار "يبقون موالين للملا عمر لانهم لا يستطيعون العيش من دون طالبان على الارض".
وفي الوقت الحاضر، يحرص "طالبان" و"القاعدة" و"داعش" على توخي الحذر وعدم انتقاد احدهم الاخر. اما تنظيم "القاعدة" الذي يشعر بتنامي المنافسة له في شبه القارة الهندية فقد اعلن مطلع ايلول الماضي عن انشاء فرع جديد.
ولكي يتوسع، سيتعين على تنظيم "داعش" ايضاً القضم من سلطة الدول، وهي مهمة تعتبر مستحيلة اليوم في باكستان، التي تمتلك جيشا قويا وناشطا في مواجهة الجهاديين.
لكن افغانستان تثير مزيداً من القلق، خاصة ان عددا من المراقبين يصفونها بانها حلقة ضعيفة، لاسيما ان ولايتي كونار ونورستان الجبليتين في شمال شرق البلاد على الحدود مع باكستان تعتبران منذ زمن طويل ملجأ للجهاديين السلفيين، المتطرفين الاسلاميين الذين ينتمي اليهم تنظيما "القاعدة" و"الدولة الاسلامية".
ولفت امير رانا الى "مخاوف السلطات في رؤية تنظيم الدولة الاسلامية يعيد تجميع قواه مع حركة طالبان الباكستانية وحركات جهادية متطرفة اخرى مثل الحركة الاسلامية في اوزبكستان، ومنها يعبر جانبي الحدود".
وتفيد مصادر متطابقة ان كونار تضم معسكرا للتدريب على الاقل مع مئات المقاتلين المقربين من تنظيم "داعش"، بينهم مقاتلون من "الحركة الاسلامية في اوزبكستان" و"القاعدة".
وقد يتمكن تنظيم الدولة الاسلامية ايضا من اغواء شبان افغان وباكستانيين حتى بين الاكثر تعليماً، من خلال دعايته الفعالة على شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي هذا السياق اوضح طاهر اشرفي، وهو رئيس مجلس العلماء في باكستان المقرب من الحكومة، أن "الناس هنا يشكون من نقص العدالة ومن الفساد وعدم فعالية الولايات، ويريدون الاستماع الى خطاب بديل. وتنظيم الدولة الاسلامية يحمل لهم ذلك... ويغوي الشبان اكثر فاكثر".


 (أ ف ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...