سيرة حياة نص مسرحي يتحدث عن ترتيب تفاصيل العيش مرة أخرى

04-05-2011

سيرة حياة نص مسرحي يتحدث عن ترتيب تفاصيل العيش مرة أخرى

بضعة شخصيات رئيسية وأثاث بسيط مكون من عدة قطع... مشهد يرسم من خلاله المسرحي السويسري ماكس فريش الملامح الدرامية لعمله سيرة حياة الذي كتبه عام 1967 والقائم أساساً على سؤال بسيط تناوله تشيخوف من قبله وهو ماذا كنت ستفعل فيما لو كان بإمكانك أن تعيش حياتك مرة أخرى.

تبدأ المسرحية بظهور الشخصيات الرئيسة على الخشبة.. الباحث في السلوكيات هانس كيرمان وزوجته المستقبلية أنطوانيت ستين إضافة إلى مخرج مسرحي ومساعدته ومساعده الذين يبدؤون بتهيئة المناخ للبدء بالمسرحية أي أننا نكون ضمن صيغة درامية تقترب من مسرح الإيطالي لويجي بيرانديلو مؤسس مفهوم المسرح داخل المسرح بحيث أن المخرج ومساعديه يقومون بدور اللاعبين بالزمن وبالتالي يغيرون الذرى الدرامية التي يمر بها ذاك الباحث عبر إعادة ترتيب حياة كيرمان من جديد.

ويعلق الكاتب من خلال المسرحية على مواضيع كالذاكرة والهوية والخيارات التي تحدد حياتنا انطلاقاً من موضوع إعادة ترتيب الزمن لشخصياته وبالتالي استطاعت هذه المسرحية أن تكون الأكثر التصاقاً بالمعتقدات التي يدافع عنها فريش والمرتبطة بماهية المسرح وماذا يستطيع أن يفعل.

وتضمنت المقدمة مقتطفاً من مسرحية الأخوات الثلاث لأنطون تشيخوف والتي تعتبر بمثابة المحور الذي بنيت عليه سيرة حياة وهو جزء من حوار جاء على لسان شخصية فيرشينين تقول فيه.. أسأل نفسي من حين لآخر ماذا لو تأتى للمرء أن يبدأ حياته من جديد وخاصة بكامل معرفته ماذا لو كانت الحياة التي سبق له أن عاشها هي عبارة عن المسودة الأولى التي تشكل الحياة الثانية مبيضة لها كل واحد منا سوف يسعى إذاً إلى تحاشي أن يكرر ذاته وإلى تأمين مسكن مضيء ومليء بالزهور.. لي زوجة وابنتان وزوجتي مريضة في غالب الأحيان إذا تأتى لي أن أبدأ حياتي من جديد فلن أتزوج لا..لا.

يشار إلى أن الأديب ماكس فريش من مواليد زيوريخ عام 1911 عمل في بداية حياته صحفياً وبعد إكماله دراسة الهندسة تفرغ للكتابة فخرجت روايته أحب ما يحرقني ثم رواية بن أو الرحلة إلى بكين ثم كتب مسرحيتي سانتا كروز وإنهم يعودون إلى الغناء.

وبعد أن أنهى مسرحيته سور الصين تعرف إلى الكاتب الألماني الشهير برتولد بريخت الذي أثر فيه كثيراً فتناول المواضيع نفسها التي عالجها بريخت إلا أنه كان يركز على الفرد في حين كان بريخت يركز على الجماعة وإضافة إلى ذلك فقد تأثر فريش بالوجودية الإنسانية وجاءت أعماله الكبرى تتحدث عن أزمة ضمير الفرد في مواجهة وجوده.

كتب فريش يومياته ثم نشر مجموعة من الروايات من بينها شتيلر, هومو فابر, ليكن اسمي غانتبان, صحراء المرايا إضافة إلى عدد من المسرحيات الأخرى الكونت أودرلند, جوان عاشق الهندسة, بيدرمان ومشعلو الحرائق, أندورا.

ونال فريش عدداً من الجوائز الأدبية مثل جائزة بوخنر التي تعد جائزة أدبية ألمانية إضافة إلى جائزة الفن الكبرى وجائزة الأديب الشهير شيلر.


بديع صنيج

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...