سجال إسرائيلي حول تصنيف أشرف مروان

28-12-2007

سجال إسرائيلي حول تصنيف أشرف مروان

رغم وفاة الملياردير وصهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، أشرف مروان، قبل حوالي ستة شهور في لندن، فإن الستار لم يسدل في إسرائيل حول السؤال: هل كان مروان عميلا لإسرائيل أم وطنيا مصريا خدع تل أبيب؟ وحتى الجنازة التي أقيمت لمروان في القاهرة وحضرها رسميون وابن الرئيس المصري جمال حسني مبارك، لم تكشف عن حقيقة الامر.
فالصراع لا يزال على أشــده بين رئيس الموساد تســفي زامـير، الذي يرى أن مروان كان أفــضل عـميل للدولة العبرية في تاريخــها، وبين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية خلال حرب تشرين الجنرال إيلي زعيرا، الذي يؤمن أن مروان كان يخدع إسرائيل.
وبرغم أن قضية الخلاف هذه أحيلت إلى المحاكم في إسرائيل للفصل فيها، فإن برنامج التحقيقات الأوسع في القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي المسمى «عوفدا»، كرس حلقته مساء أمس لهذا الموضوع، وكانت بعنوان «آخر الجواسيس». وأفرط البرنامج في إطلاق الأوصاف على مروان وموته الغامض، من خلال مجموعة مقابلات حصرية مع عدد من قادة الاستخبارات السابقين وفي مقدمهم زعيرا وزامير.
وركزت المقابلات على من سبق واجتمع بأشرف مروان في لندن، وعلى من كانوا موكلين بتحليل المعلومات التي يجلبها. ووصف البرنامج مروان بأنه الرجل الذي يعرف كل شيء كما أنه رجل بظلال عديدة، يلعب بكرات عديدة في الوقت نفسه، وقد لعب بالجميع، إذ اقترب على الدوام من مراكز النفوذ في مصر ثم أقام صلته بالسفارة الإسرائيلية في ربيع العام .1969 ولأنه صهر الرئيس عبد الناصر ومساعد سكرتير الرئيس للمعلومات، توطدت على الفور العلاقات معه لدرجة اعتياد رئيس الموساد على لقائه.
ويقول رئيس الموساد في حينه تسفي زامــير أن مــروان غدا العــميل الأهم في تاريخ الاستخبارات الإسرائيلية، وأدى دورا بارزا وخصــوصا بسبب حرب «الألف يوم» التي كانت تدعى أيضا «حرب الاستنزاف»، لأنه وفر لإسرائيل معلومات بكمــيات هائلة قادت إلى تأسيس صناعة كاملة من الترجمة والتحليل للمواد التي كان يرسلها.
وتبلورت في تلك الأثناء نظرية في الاستخبارات الإسرائيــلية تقول أن مصر لن تشن الحـرب، قبل الحصول على أنواع معينة من الأسلحة السوفياتية تتيح تحييد التفوق الجوي الإسرائيلي. وظل زعـيرا من المؤمنين بهذه النظرية حتى الــيوم الأخير، لدرجة أنه لم يصدق تقريرا أرسله زامير، صبيحة يوم الحرب، عن لقائه بمروان في اليوم السابق للحرب، يتحدث عن نية الرئيس المصري أنور السادات شن الحرب بالاتفاق مع سوريا.
ويعرض البرنامج التلفزيوني حقيقة ما أسماه قصة صواريخ «ستريلا» ضد طائرات «العال» في إيطاليا، التي ضبطت في روما في العام .1973 وبحسب التلفزيون الإسرائيلي، فإن رئيس الموساد يعيد الى أشرف مروان الفضل في اكتشاف العملية ومدبريها.
غير أن مدير المخابرات الفلسطينية السابق اللواء أمين الهندي، الذي اعتقل في حينه ضمن المجموعة التي كانت تريد إطلاق الصواريخ، قدم في البرنامج الكشف الأهم، إذ أشار إلى أن الشخص الذي استلم منه الصواريخ في روما لم يكن سوى أشرف مروان نفسه الذي التقاه في آب 1973 في العاصمة الايطالية. وكانت الصواريخ قد وصلت إلى روما بالحقيبة الدبلوماسية وسلمت للفريق الفلسطيني الذي فوجئ في الليلة نفسها بمداهمة الشرطة الإيطالية لشقتهم واعتقالهم وضبط الصواريخ معهم.
والمهم أن زامير قاد عملية إرشاد الإيطاليين إلى المجموعة الفلسطينية، التي يبدو أنها كانت نوعا من الطعم في خطة خداع إسرائيل قبيل الحرب.
عموما كان أشرف مروان في نظر الإسرائيليين، وفق البرنامج، عميل إنذار جوهري. غير أن خبراء الاستخبارات الإسرائيلية وبينهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق أهرون زئيفي، يرون أن مروان أنذر مرتين وكان خاطئا. غير أن الإنذار في المرة الأخيرة كان صحيحا وأن الذئاب وصلت هذه المرة.
تجدر الإشارة إلى أن «معاريف» تنشر اليوم تحقيقا موسعا عن أشرف مروان ودوره في خدمة إسرائيل أو تضليلها.

حلمي موسى

المصدر: السفير
  

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...