دمى السيليكون في الـ«حريم العصري»

25-08-2008

دمى السيليكون في الـ«حريم العصري»

«كوني جميلة واصمتي»، يحتمل هذا المثل الفرنسي بعض الإضافات، ويمكن ترداده «بتصرف» كأن نقول «إن لم تصمتي نستبدلك بدمية مثيرة أجمل منك». الدمى «السوبر واقعية» أو «الرفيقة من سيليكون» تعيدنا إلى عقلية «ذكورية» تخاف المرأة وتريدها مجرد دمية يتحكم بها صاحبها، ولكنها أيضاً انعكاس لـ«حاجة» عصرية، لرفيقة «صامتة» بعد نهارات عمل طويلة يعيش معها الرجل هواماته دون أن يدرك الخيبات التي سيغرق فيها

لسنا في بغداد القديمة، ولا في قصور أو بيوت عربية تقفل شبابيكها بالمشربيات لتمنع الضوء عن «نساء» الحريم، ولا هي قصص سي السيد بطل ثلاثية نجيب محفوظ الذي لا يعترف بالزوجة أو الشريكة إلاّ دمية كالخاتم في إصبعه...
ثمة حريم عصري لا جنسية واحدة له، إنه نتاج ينتمي إلى مجتمعات ما بعد الحداثة، «حريم» مقره شقق عصرية، في مبانٍ جديدة، تحتل الآلات الكهربائية القسم الأكبر منها.
قد يكون هذا «الحريم» مجرد ظاهرة عابرة، ولكن الدمى «السوبر واقعية» بدأت تجتاح منازل الشبان في اليابان لتنتقل منها إلى مختلف دول العالم.
لنقل بداية إن ولادة هذه الدمى في اليابان قد يكون أمراً مفهوماً، هناك حيث بعض الدمى تأخذ في مسرح الكابوكي مثلاً بعداً أو وظيفة إنسانية، هناك نُفاجأ بالدمية تحرك حاجبيها لتنقل إحساساً عظيماً بالدور الذي تؤديه، وإن كانت تحتفظ بهويتها كدمية مسرحية. وقد يكون للأمر علاقة بالرغبة التي تبديها الشركات اليابانية في تقديم منتوجات ـــ روبوتات أو دمى ـــ تقوم بأعمال الإنسان.
الـ«love dolls» صارت تتمتع بشهرة عالمية، في فرنسا مثلاً تتخصص وكالة في استيرادها وتأمين الطلبات للزبائن في مختلف أنحاء البلاد. وهذه الدمى تُنتج في غير شركة ومصنع في اليابان، يبلغ متوسط سعر الدمية 4500 يورو، وقد يصل سعر بعضها إلى عشرة آلاف يورو، ويمكن تصنيعها حسب طلب الزيون، أي أن تُرسم ملامح الوجه أو المفاتن بمواصفات يحددها الزبون، واللافت أن الدمية أو «الرفيقة من السيليكون» تحمل غالباً تعابير ونظرات غامضة، «الرجل يحبّ المرأة الغامضة عادة» يكرر مندبو الشركات المصنّعة للدمى»، وقد تُصنع وجوه متعددة لدمية واحدة، يغيّرها صاحبها كلما ملّ من التأمل بالدمية.
نقلت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية حديثاً مع رجل ياباني يُدعى تابوو، يبلغ من العمر 45 عاماً، عازب يعيش حالياً مع 45 دمية في شقته الواسعة قرب طوكيو، وقد ردد «لا أعرف إن كنت أستطيع أن أحب امرأة حقيقية بعد اليوم، هذه الدمى كالأثاث في المنزل، ولكنها كقطعة جميلة». تابوو واحد من رجال يشترون الدمى، يلبسونها الثياب التي يختارونها لها، يعتنون بها، يحبونها ويحرّكونها كما يشاؤون. كأن ذلك حالة قصوى من تصرّف أو خيار نخبره حتى في بلادنا «كالرجال الراشدين الذين يتزوجون من فتيات في سن المراهقة أو أكبر قليلاً» تذكر الدكتورة سهى بيطار المعالجة النفسية، ألاّ يدل هذا الخيار عن بحث عن امرأة يسهل «التحكم بها» أي تحريكها؟
تلفت بيطار إلى أن العلاقة بين الرجل والمرأة مصدر يثري كلاً منهما، ولكن «في المبدأ، من الصعب أن يعيشا معاً، فأولوياتهما وعوالمهما مختلفة، كما تختلف اهتماماتهما وأسلوب كل منهما في التعابير، الهوى والعشق يجمعان شخصين»، وبعد فترة من العيش المشترك يمران بمرحلة من الذوبان بعضهما ببعض، لكن هذا الذوبان لا يمكن أن يستمر، ويشعر كل واحد بحاجته إلى مساحته. من هنا نفهم اختيار الشراكة مع دمية أو امرأة ـــ دمية (بصغتها اللبنانية ـــ العربية)، فالدمية «لا تطرح المنافسة، لا تُدخل الرجل في تحدّ جديد، لا تستفزه».
تقول بيطار إن «العلاقة بين الرجل والمرأة نموذج للعلاقات الإنسانية، ومن يفهمْ غنى هذه العلاقة يتحملْ صعوباتها ويتخطَّها»، وتذكّر بأننا نعيش في عصر تدفعنا فيه المجتمعات إلى البحث عن الاستمرار في العيش (survie)، ومن هنا نفهم إعلان شركة يابانية مصنعة لـ«love- dolls» بأن معظم زبائنها شبان تتراوح أعمارهم بين 20 و25 سنة، وهم «يسعون إلى تأسيس مسيرتهم المهنية، ولا يخصصون وقتاً للحياة الخاصة».
يمثّل تابوو الياباني نموذجاً لرجل تعب من التحديات، تلفت بيطار إلى أنه «يعيش هواماته مع لعبه، كأنه نسخة عصرية من هارون الرشيد»، ولكنها تؤكد أن هذه الدمى ستوصل أصحابها إلى خيبة أمل «لأنهم لن يجدوا الإشباع معها، وإن عاشوا هواماتهم... فالإشباع يتطلّب التفاعل والأخذ من الآخر مع الآخر»، وتضيف أن الإنسان يجد فرحه في العطاء، أي بأن تتضمن عملية التفاعل هذه الكثير من العطاء، وتستشهد بيطار في هذا الإطار بحديث قدسي جاء فيه «كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أُعرف، فخلقت الخلق، فبي يعرفون».
بيطار تلفت إلى أن العواطف السلبية هي دليل «نقص في الحب» لدى صاحبها، وترى أن ظاهرة «الدمى السوبر واقعية، ستوصل الناس، على المستوى العام، إلى مزيد من البرودة في الحياة والعلاقات، وستزيد بالتالي الإحباط بينهم». ولكنها تؤكد أن «هذه الظاهرة ستُعاش لفترة لنشهد عودة عنها».

بديلة نجمات السينما

في بدايات عصر الصورة، مثّلت نجمات السينما النموذج الأجمل للمرأة، وكثيرة هي القصص التي تناقلتها المجلات الفنية عن «مجانين الفنانات»، وكثيرون هم الرجال الذين احتفظوا بصور النجمات ليعيشوا هواماتهم مع تلك الصور...
ومع انتشار الجراحات التجميلية، سعت ملايين النساء إلى التشبّه بالصورة «المثالية» والموحّدة للمرأة الجميلة، وذلك كله تلبية لرغبة رجال برؤية المرأة كصورة فقط، جميلة وفق المعايير السائدة. ولكن الجراحين يتحدثون عن نسبة كبيرة من النساء اللواتي يخضعن لعمليات متكررة، لأن العملية لم تجعلهن «نسخة طبق الأصل» عن هيفا أو نيكول كيدمان أو ...
السؤال المطروح حالياً: كيف تنافس النساء الدمى الجديدة؟ وهل من الممكن أن تقبل النساء بأن يتحوّلن إلى بديلات عن الدمية الميتة؟

بيسان طي

المصدر: الأخبار

 

التعليقات

يطلب الرجل يد الفتاة ليريح يده, و من هنا أتت فكرة الغسيل الأوتوماتيك و الغسيل اليدوي في قاموس المصطلحات السرية للعائلة ذات الأطفال. و لا ندري أن كانت فكرة عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة تندرج ضمن نفس النسق السري من المعاني الخبيثة. و لكن من المؤكد ان الحكيم الذي قال أن الرجل الشريف يأكل من عرق جبينه كان أكثر من حكيم و كان بإمكانه ان يقول أن الرجل الشريف يأكل من كد يده, و لكنه تجنب الإحراج ببراعة ملاكم. قديماً قالت العرب : تجوع الحرة و لا تأكل بثدييها, عندما كنت صغيراً لم أستطع ان أتجنب الصورة المضحكة لهذا القول النبيل, فمجرد تخيل أني آلتقط طعامي بأثدائي او أني أضع حلمتي في صحن الشوربا كان مدعاة لهستيريا من الضحك. كنت اعتقد أن المرأة تملك مجال أوسع للمناورة. أذكر عندما كنا صغراً في القرية كنا نذهب مثل قطيع من الواويات الى البساتين على امل أن نصدف فتاة تقضي حاجتها. مجرد التفكير بالأمر كان يحول الخروج الى الحقول تحت سياط شمس الصيف اللاهبة الى مهرجان ثقافي, الى ندوة فكرية, حيث يدلي كل ولد بكامل خبرته- و التي على شحها كانت تبدو كنوزاص و كانت الكلمات, مجرد تسمية العناصر, تترك في الأذن نفس الأثر الذي تتركه المطرقة على إصبع النجار, يكاد الوعي يغيب ليحضر على شكل نبضات قوية في القلب و الأطراف. لا أدري لماذا ترافق النساء بعضهن الى الحمام حتى لو كن تعارفن للتو. فما ان تدخل مطعم و تتعارف زوجتك بزوجة صديقك و تهم غحداهن بالدخول الى المرحاض حتى تسأل الأخرى غن أرادت مشاركتها. يبدو أن هذا التقليد يعود الى زمن الغابة أو القرية. فالفتاة تسطحب كل زميلاتها في مشوارها لتلبية نداء الطبيعة. مجرد أن تحركت فتاة كان هذا كفيل بإيقاظ الجقل -المتيقظ أصلاً- في نفس كل ولد. لم يكن الكل بلغ الغلمة- النحويون مريضين- أذكر أني كنت أستمتع بقراءة مجلة الشبكة او سمر تحت التخت ففي القرية لم يكن التخت الأميركي ذو الصندوق منتشراً. مما يمنح الولد ملجاً من الضوء و العيون. لهذا ترافقت اللذة مع الضغط الذي يتعرض له العضو - الرفيق- مع الأرض الباردة نسبياً. ما ان بلغت حتى لحقت بركب الأولاد الآخرين و تعلمت إشارات الأكبر سناً. جرى الحديث يوماً عن ولد صغير تناهى الى سمعه كيفية جلد عميرة, فيبدو انه حاول , و اجتهد في المحاول, مما ادى به الى حرق جلدة عضوه دون نتيجة, مما اضطره الى وضع مكعبات الثلج عليه. في مراهقتنا استبحنا كل النساء: كانت مادونا في اوج صعودها و كانت صورها ملهمتنا الجنسية, كانت ساندرا و كانت سمانثا فوكس, كانت كل النساء مادة اختبار لغرائزنا, كانت هناك فرصة لجميع السيدات ليأخذن دوراً في خيالاتنا الجامحة. لم أكن شخصياً معني بأفلام البورنو. و لكن إبن خالي كان يملك مكتبة هائلة من الأفلام و التي نقلها معه, بعد أن تزوج,؟ الى منزله في الضيعة حيث فضل الإقامة مع زجته المهندسة مثله في ربوع الطبيعة. و كنا ناقشنا في إحدى المرات التي التقينا فيها , كان واجب عزاء, ضرورة التفكير جدياً بأن نقيم مركزاً ثقافياً لشباب الضيعة يستفيدون فيه من خبرة إبن الخال و من ثروتة البورن الهائلة المتكدسة. لاحقاً التقينا في أحد الأعياد و لا تزال الفكرة قائمة و لكنها أقل الحاحاً مع وجود محطات الجنس. و لكن تبقى فكرة وجود نادي جنسي ضرورة ملحة لصالح شباب القرية. اليوم ثمة تغييرات في الحياة, فالتلقيح الصناعي حرم أبناء القرية من مشهد كرنفالي : عندما كان الشيخ ياسين يقود بقرته الى الشجرة في منتصف الضيعة ليأتي أسعد بعجله االفحل , كان الأولاد و الرجال و حتى النساء- على ما أظن- مأخوذين بالحدث الذي يمجد الطبيعة , كان الثور يقترب بهدوء و يقف على مسافة من قفا البقرة - كان تكنيكه مهم جداً- فهذه المسافة تكفي لكامل رقبته بالأمتداد أمام بحيث لا يكاد يصل إلا خطمه الى عضو البقرة , حيث يتشممه ثم يلتفت الى اليمن و كأنه ينظر الى الجمهور, كان يعيد الكرة, قبل أن تبدأ الحفلة. لا أستطيع ان أذكر في هذا السياق سوى ان عضوه بدا كجزرة رفيعة طويلة , و بشكل أدق كان تماماً مثل الورقة البكر في شجرة ساحلية نسميها الكاوتشوك, لاحقاً ارتبطت هذه الشجرة عندي بذكريات الحيوان المحظوظ. و على ذكر الأشجار فإن ثمة نوع من الشجر اكتشفت أنه موجود في شارع بغداد في دمشق و عند مركز الفنون التشكيلية في اللاذقية و عند مركز البريد, هذا الشجر تفوح منه في الصيف رائحة و رطوبة السبيرم- الحيوان المنوي- لا أدري ما طبيعة الأسئلة التي وجهت الى المحللة النفسية في المقال حتى جاءت أجوبتها هكذا, و لكن أعتقد انها تخالف كل شرائع الطبيعة. و تحاول التملق الى منظومات مرتبكة في الحديث عن الجنس. ما الذي لم نستعمله في عادتنا السرية؟ زيت الزيتون, الشامبو ضد القشرة, البسلم؟ دهن جوز الهند, حتى أن زيدون أهداني كريم الصبار للشعر و الذي استهلكته بالكامل في الحمام لأني لم أكن اهتم بالمظاهر. لاحقاً اخبرني أوس المقيم في كوبنهاغن و يدير شبكة عمل جيدةأنه كان و قريبنا الآخر يتبارون تحت التوتة في القذف, و كان لكل منهما خلطته السرية, كان الآخر يستخدم السمن البلدي. و كان عليه أن يفسر لوالدته كيف أتت كل هذه الدهون الى سرواله الداخلي. أوس أكد أهمية العجول و الأبقار في خلق مناخ جنسي . يبدو انها كانت التسلية الأهم مع غياب الفضائيات و المواد المطبوعة و الإنترنت. معظم أصدقائي متزوجين و يحققون أعمالاً مهمة في شتى بلدان العالم, معظمهم مازال يجلد عميرة والبعض الآخر لم نتقابل منذ مدة لنفتح هذه المواضيع و لكن سأبعث لهم برسائل أسألهم فيها , فقط للحقيقة و الضرورة العلمية. البارحة تفاجأت عندما جلست الى مجموعة شبان تعارفنا بشكل عشوائي أننا جمعياً استهلكنا إحدى الفتيات في خيالنا الجنسي الجامح. و هذا فسر كيف أننا أصبحنا أصدقاء , فنحن تقابلنا في مكان ما من قبل !! لا يبدو لهذا الموضوع نهاية و لكن أعتقد أن سقف عمر الجنس يجب أن يخفض الى ال15 بدل ال18 و هذا تصورناتج عن شعور انساني عميق. و أي شيء آخر هو تحليل مرجعيته استهلاكية و اقتصادية و لكن قطعاً ليست انسانية. العلاقة الجنسية يجب أن تبدأ مبكرة حتى يستطيع الناس تعلم الحب, قبل أن تتسرطن العواطف و الحاجات و نخلص الى هذه الأشكال المريضة التي ترسم حياتنا الإقتصادية و الإجتماعية و التي إن دلت على شيء فإنها تدل على انعدام العجول و الأبقار في طفولتهم الخسيسة و أنهم يعبدون القرش و حبذا لو كانوا عبدوا البقرة أسوة بإخواننا في الهند.

i was amazed how both journalist and social worker jump to conclusions and accusations with no deeper look into the inside world of those (bad) guys.. and of course , no need to precised number of sales , coz we trsut the journalist when (he/she) talked about the (dull) phenomenal invasion whose expected influence could be compraed to Hollywood one on beauty concept, blablablabla i was aroused by the tune of the article, and as a woman i think we should stop blaming men for every unreasonale reaction women make, i have this friend who wears a bra 4 times than what it should be, and when i asked her why, simply she said : i donot want any girl to (feel inside) better than me; and i believe her, women love to impress women , love to make other women jealous of them, they know inside them that one kick-ass red lipstick could be enough to seduce one guy but looking like Anjlina julie would drive anyone (including women) crazy so i think, (why men buy these dolls ) and (why women should feel threaten (if they do) by these dolls) are very different subjects... more complicated than a clumsy judjement like the journalist gave.. and , thanks Mr Aiham for your great honest analysis, it is not the first time i jump down page checking if you wrote a comment or not..thanks alot

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...