تقرير عن دور وصلة رقص شرقي في نشأة "القاعدة"

25-12-2007

تقرير عن دور وصلة رقص شرقي في نشأة "القاعدة"

فجرت معلومات نشرتها صحيفة أمريكية واسعة الانتشار عن قيام مصر بتزويد المجاهدين الأفغان بالسلاح السوفيتي في سبعينات القرن الماضي بعد وصلة من الرقص الشرقي أدتها راقصة أمريكية في مكتب المشير عبدالحليم أبوالراقصة الامريكية كارول شانون غزالة وزير الدفاع المصري الأسبق، جدلا حول طبيعة صناعة القرار الاستراتيجي في بعض الدول العربية وارتباطه بالعلاقات النسائية.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"إن ابو غزالة ـ أحد اهم القادة البارزين في حرب أكتوبر 1973 ـ قد وافق على إمداد المجاهدين الأفغان بالسلاح في سبعينيات القرن الماضي بعد "وصلة" رقص شرقي في مكتبه، وأن ذلك كان سببا فيما بعد في تصدير الارهاب للعالم الاسلامي ونشأة تنظيم القاعدة.

وبدأت القصة، حسب الصحيفة، عندما نجح عضو الكونجرس الأمريكي تشارلي ويلسون في تجنيد راقصة أمريكية تدعى "كارول" تجيد الرقص الشرقي لإقناع أبوغزالة بتزويد المجاهدين الأفغان بالسلاح الروسي من مصر.

وبينما اعتبر المستشار الشخصي للرئيس الراحل أنور السادات إن القصة ساذجة، لأن امداد الساحة الأفغانية في ذلك الوقت بالرجال والسلاح جاء من أعلى مراكز صناعة القرار ممثلا في السادات نفسه في ظل مصالح متبادلة مع واشنطن، قال رئيس تحرير صحيفة صوت الأمة المصرية إن المكالمات الهاتفية التي نشرها في مجلة "روز اليوسف" الحكومية، مطلع تسعينات القرن الماضي حول علاقة أبو غزالة بسيدة مجتمع شابة، كانت سببا في عزله من منصبه، فيما عرف بفضيحة "لوسي ارتين".

لكن د.محمود جامع المستشار والطبيب الشخصي للرئيس السادات أكد لـ"العربية.نت" إن أبو غزالة حاول مساعدة لوسي ارتين كعمل انساني منه بعد أن عرف معاناتها مع زوجها، ومشاكلها معه، ولم يكن يرتبط بأي علاقة خاصة بها، لكنها كانت لها علاقات من هذا النوع مع مسؤولين آخرين في مراكز صنع القرار، نافيا بشدة أن يكون له أي دور في تزويد المجاهدين الأفغان بالسلاح والرجال.

وقال إن قرارا بهذا الحجم خرج من أعلى مراكز القرار، بطلب أمريكي في ظل مصالح متبادلة مع مصر، تمحورت في ضرورة اسقاط الشيوعية وانهاء الحرب الباردة لتتفرغ الولايات المتحدة بعد ذلك لحل مشكلة الشرق الأوسط وانهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية، مشيرا أيضا إلى دور النزعة الدينية للسادات في هذا القرار.

جامع أضاف أن أبو غزالة لعب دورا مهما في مسألة أخرى عندما نصح السادات بامداد نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بالسلاح في حربه ضد ايران رغم دوره – صدام حسين - في عزلة مصر عن العالم العربي بعد ابرامها معاهدة كامب ديفيد وتأسيس ما عرف بجبهة الصمود والتصدي، وكان أبو غزالة يرى ذلك من ضرورات الأمن القومي المصري.
 واتفق د.نبيل شرف الدين الخبير في الجماعات الاسلامية الأصولية، مع د.جامع في وصف هذه القصة بالساذجة وقال "صحيح إن هناك قصصا تم تداولها في التسعينات ونشرت الصحافة بعضها مثل علاقة أبو غزالة بفضيحة لوسي ارتين، أو باحدى الفنانات التي برزت في تلك المرحلة، إلا أنني استبعد تماما أن يكون للجانب النسائي أي دور في امداد المجاهدين الأفغان بالسلاح الروسي الذي كان موجودا في مصر، فالأمور السيادية الكبرى لا تجري بمثل هذا العبث".

وأضاف "كان هذا القرار من صناعة أنظمة عديدة في المنطقة، بعضها وجد في هجرة الاسلاميين الأصوليين للساحة الأفغانية بمثابة خلاص منهم، وكل ذلك تم بالطبع بتنسيق أمريكي، دون أن يتوقعوا أنهم يساهمون بذلك في صناعة تنظيم "القاعدة" الذي ظهر للوجود بعد انتهاء مرحلة الجهاد الأفغاني ضد الروس، ، وهو أمر لم يعد سرا، ولم يكن بالنسبة لمصر يحتاج إلى اغراء راقصة أمريكية أو غيرها، فمن السهل على مسؤول كبير الحصول على اغراءات نسائية مجانا ودون ضجيج".
 - وفي اطار رواية صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية قالت "إن تشارلي – عضو الكونجرس الأمريكي - استخدم أساليب الإغراء لحشد التأييد والتسليح للمجاهدين الأفغان، لمحاربة الاتحاد السوفيتي، وهو ما أدي لانتصار أمريكا في الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي، لكنه في ذات الوقت أهدى للعالم الإرهاب الإسلامي، ممثلا في تنظيم القاعدة، الذي كان المجاهدون الأفغان نواته، والذي تحاربه أمريكا الآن".

وأضافت أن "تشارلي اصطحب معه صديقته كارول شأنون التي تجيد الرقص الشرقي، حيث قدمت وصلة رقص، واستخدمت "السيف" بشكل مثير تحت حزام المشير أبوغزالة". وذكرت الصحيفة أن الأمن السري وافق على اصطحاب الراقصة بالسيف إلى مقر أبوغزالة، وأنها رقصت ووضعت السيف فوق رأس أبوغزالة، ثم وضعته أثناء الرقص على أذنه، ثم نزلت إلى صدره ثم بطنه فأسفل الحزام".

وواصلت الصحيفة قائلة "إن الحرس الخاص لأبوغزالة حاول عدة مرات توقيفها، وأخذ السيف منها، ولكن تشارلي كان يصرخ فيهم: "دعوها.. هذا جزء من العرض"، وهو ما وافق عليه أبوغزالة".

وأضافت أن أبوغزالة وافق في اليوم التالي على مساعدة تشارلي والولايات المتحدة في حربهم السرية ضد الاتحاد السوفيتي، وأكد أنه لا توجد قيود على كمية السلاح، الذي يمكن أن ترسله مصر إلى الأفغان.

وقالت الصحيفة إن الهدف من قيام مصر بإرسال سلاح سوفيتي إلى أفغانستان كان في إطار التمويه على قيام الغرب بمساعدة  المجاهدين الأفغان، وادعاء أن هذا السلاح تم الاستيلاء عليه من الجيش السوفيتي.
القصة تناولتها أكثر من صحيفة أمريكية، منها صحيفة "لفكين دايلي نيوز" التي نقلت تفاصيل أكثر عن الراقصة التي تعيش في شيكاغو، وتبلغ حاليا من العمر 60 عاما، وهي أم مطلقة لفتاتين تمارسان الرقص الشرقي أيضا.

المصدر: العربية نت

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...