تظاهرات ضدّ «الثمانية الكبار»: أوقفوا هيمنة الأقوياء

08-07-2008

تظاهرات ضدّ «الثمانية الكبار»: أوقفوا هيمنة الأقوياء

انطلقت من بلدة “ديت” مظاهرة احتجاج ضمت نحو 150 شخصا في الوقت الذي تجمع فيه قادة كبرى الدول الاقتصادية في العالم امس بجزيرة هوكايدو في شمال اليابان لحضور قمة مجموعة الثمانية.

وقد ردد المتظاهرون شعارات مثل “أوقفوا تصدير محطات الطاقة النووية” و”أوقفوا قمة مجموعة الثمانية” و”على مجموعة الثمانية تحمل مسؤولية الفقر وأزمة الغذاء في العالم”.

هذا وقد بدأ رؤساء دول وحكومات الدول الصناعية الثماني الكبرى امس قمتهم في مدينة توياكو اليابانية باجتماع مع سبعة قادة افارقة مخصص لمساعدات التنمية لإفريقيا. والتقى قادة مجموعة الثماني (المانيا وكندا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان وروسيا والولايات المتحدة) والدول الافريقية السبع المدعوة (جنوب افريقيا والجزائر واثيوبيا وغانا ونيجيريا والسنغال وتنزانيا الى جانب الاتحاد الافريقي) على غداء اتبعه اجتماع عمل في فندق فخم في الجبال الواقعة في شمال اليابان.

وتتركز هذه المحادثات على المساعدات للتنمية بينما يضرب ارتفاع اسعار النفط والمواد الغذائية الدول الاكثر فقرا.

وينتظر القادة الافارقة من اعضاء مجموعة الثماني تجديد الوعد الذي قطعوه في قمة غلين ايغلز في اسكتلندا في 2005 بمضاعفة مساعدتهم السنوية لافريقيا في 2010 بالمقارنة مع ما كانت عليه في 2004 (25 مليار دولار).

وستلي هذا “اليوم الافريقي” قمة مجموعة الدول الثماني بحد ذاتها التي عقدت امس والمخصصة للمشاكل الاقتصادية والسياسية العالمية.

ويتطرق القادة في اليوم الثالث من اجتماعهم الاربعاء إلى قضية الاحتباس الحراري مع قادة سبع دول اخرى مدعوة بينها الهند والصين.

واعرب رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون عن عزمه على السعي الى حمل مجموعة الثماني على تبني “تدابير ملموسة” لمواجهة الازمة الغذائية العالمية، تلبية لنداء وجهه البابا بنديكتوس السادس عشر.

وقال براون في بيان “تقع على عاتق بلدان مجموعة الثماني، بصفتها البلدان الاوسع ثراء في العالم، مسؤولية تنفيذ الوعود التي قطعتها للبلدان الفقيرة. وتحدث قداسته (البابا بنديكتوس السادس عشر) عن ضروره اقدام العالم على القيام بخطوات لاخراج الناس من البؤس المدقع”.

واكد رئيس الحكومة البريطانية “اعتزم هذا الاسبوع في قمة مجموعة الثماني القيام بمساع لتبني تدابير ملموسة. ثم سننقل هذا الزخم الى قمة الامم المتحدة حول اهداف الالفية للتنمية في ايلول/سبتمبر” في نيويورك.

وقد دعا البابا بنديكتوس السادس عشر الاحد المشاركين في قمة مجموعة الثماني الى الاهتمام بالشعوب المعوزة التي تعاني من ارتفاع اسعار المواد الغذائية والطاقة.

وقال البابا من مقره الصيفي في كاستل غوندولفو قرب روما اتوجه الى قادة مجموعة الثماني ليركزوا في مناقشاتهم على حاجات السكان الاكثر ضعفا والاكثر فقرا والتي تزيد هشاشة وضعهم بسبب الاضطرابات المالية التي تركت آثارا مؤذية على اسعار المواد الغذائية والطاقة.

كما طلب البابا من قادة الدول الصناعية الكبرى ان “يطبقوا الالتزامات التي تعهدوا بها خلال الاجتماعات السابقة لمجموعة الثماني وان يعتمدوا بشجاعة كل التدابير اللازمة للنيل من آفات الفقر المدقع والمرض والامية التي لا تزال تنتشر في اجزاء كثيرة من العالم”.

وشهدت جلسة العمل في توياكو اجتماعا مباشرا لزعماء المجموعة مع رؤساء من عدة دول من بينها إفريقيا ويحضر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس البنك الدولي روبرت زوليك ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جون بينج الاجتماع أيضا.

ومنظمة “أوكسفام إنترناشونال” من بين عدد من المنظمات غير الحكومية التي تحذر من أن زعماء المجموعة ربما لن يؤكدوا مجددا تعهدهم الذي تقدموا به في عام 2005 لزيادة المعونات السنوية للدول النامية بواقع 50 مليار دولار بحلول عام 2010.

وقال ماكسيم لوسن من المنظمة “إذا لم نر الارقام في البيان (الختامي) للقمة فذلك نكث للوعد”.

وأضاف “نحتاج بشدة إلى رؤية مزيد من الأموال ويجب أن تكون أموال جديدة، فالخمسون مليار دولار مهمة للغاية”.

وحث الاتحاد الاوروبي الذي يمثله رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروسو في القمة أيضا مجموعة الثماني على الالتزام بتعهداتها السابقة.

وأعلن باروسو أيضا أن المفوضية الاوروبية مستعدة لتوفير مليار يورو إضافي (1،57 مليار دولار) في صورة معونات إلى المزارعين الفقراء في الدول الفقيرة للمساعدة في تخفيف تداعيات زيادة أسعار الغذاء.

وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية قدم فوكودا التعزية بضحايا التفجيرات الإرهابية في لندن في السابع من يوليو /تموز 2005 قبيل انعقاد القمة الحادية والثلاثين في غلينيغلز باسكتلندا.

وقالت مصادر مقربة من القمة ان القادة سيراجعون التقدم الذي أحرز في التعهدات التي قدمت خلال قمة غلينغيلز.

وسيعمل القادة المشاركون على التوصل الى اتفاق على سبل مساعدة افريقيا على تحقيق أهداف قمة الألفية للتنمية (التي عقدتها الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2000) بحلول العام ،2015 وبشكل خاص بالنسبة للمسائل الصحية حيث لا تزال معظم الدول الافريقية بعيدة جدا عن تحقيق هذه الأهداف.

وتهيمن قضية ارتفاع حرارة الأرض على الكثير من مداولات القمة حيث أعلن في سابقتها العام الماضي أن على مجموعة الدول الثماني أن تدرس بجدية قضية خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية إلى النصف بحلول عام 2050.

وتتركز بؤرة الاهتمام في القمة الحالية على ما إذا كان قادة الدول سوف يقرون بهدف الخفض بمعدل 50 % أم لا. وفي ما يتعلق بارتفاع أسعار الغذاء والطاقة سيناقش المشاركون في القمة اتخاذ إجراءات للسيطرة على أموال المضاربات.

وتعقد القمة في ظل إجراءات أمنية مشددة ،حيث نشرت السلطات اليابانية اكثر من عشرين ألف شرطي ورجل امن فيما تخضع المناطق على ضفاف بحيرة تويا مقر انعقاد القمة والمطارات المحلية لحراسة أمنية مشددة.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...