تحية من سورية للأخوين رحباني مع مي نصر

27-02-2009

تحية من سورية للأخوين رحباني مع مي نصر

تحية للأخوين رحباني، أمسية غنائية بحثية أقامتها دار الفنون لتسليط الضوء على فردية وعراقة تجربة عاصي ومنصور رحباني، من الناحية الفنية، والأدبية، والشخصية، والروحية؛ حيث شارك فيها بعض من أصدقائهما في الفن والإعلام والصحافة السورية، وهم دريد لحّام ورجا شوربجي وجان ألكسان، كما شارك فيها أخيهما الأصغر الياس رحباني وبتقديم مميز من سعد مينا، مع فواصل غنائية لمختارات للرحابنة بصوت مي نصر وعزفها الرقيق على الغيتار.

 الياس رحباني: السوريون جمهور صعب لأنهم يعرفون كيف يسمعون

في مداخلته في البداية، تكلم الأخ الأصغر لعاصي ومنصور عن بدايتها الأدبية في ديوان شعر طبع في دمشق في الخمسينات، ثم تتالت 18 مسرحية في عرض أول على مسرح معرض دمشق الدولي مع السيدة فيروز في السبعينيات والثمانينيات. في تقديره لذائقة الجمهور السوري، يقول الياس: «نعلم جيداً أن الأغنية أو العمل الفني الذي يُعجِب الجمهور السوري قادر على الانطلاق بكل ثقة إلى كل الوطن العربي، لأن السوريين خبيرون بما يسمعون ولا "يمرقون" غير ذي قيمة».

دريد لحّام: مع الرحبانية، صرنا نرى صوراً حقيقية ونحن نسمع كلمات أغانيهما

تكلّم الفنان دريد لحام عن منهج الرحبانية في كلمات أغانيهما، فلا كلام حشو ولا صور زائفة، وقال: «في قصائدهما، كانت كل كلمة مصفوفة مع ما بعدها لتشكل بمجموعها صورة ولا أدق؛ بحيث لا يمكنك حذف أي حرف وإلا لاختلت القصيدة بكاملها». وذكر في هذا السياق مثالاً حياً عن كاتب أغنية رصف كلمات قصيدته من النهاية، بحيث وضعت نهايات الأسطر لتشكل القافية ومن ثمَّ رصفت الكلمات لتعبئة الفراغات: «طعميتك بإيدي جوز ولوز، يا أم العينين الجوز»، وتساءل لحام: «هل ستتأثر الكلمات إن استبدلنا كلمة جوز بكلمة عسل؟ وهل لحبيبته تلك عينان في حين أن لبقية الصبايا عيناً واحدة؟».

وعلى صعيد الكلمة التي تحمل معها روحهما وعاطفتهما، تكلم لحام عن أيام مضت في صباه كان يخرج فيها مع أصدقائه ليجلسوا فوق أرصفة دمشق يغنون «سنرجع يوماً»، وقال: «كنا نغنيها ونبكلي! نبكي الغربة التي بداخلنا.. لم نكن مهاجرين نبكي على فرقة الوطن والأحباء. لقد نقل لك الرحبانية تلك الروح التي أراداها إلى داخلنا، كنا نجهش من البكاء».

ويأتي لحّام بأمثلة من كلمات أغاني الرحبانية على الصور الناطقة كما الفيديو كليب تراها في عينيك وأنت تسمعها: «قديش كان في ناس عالمقعد تنطر ناس، وتشتي الدني ويا حملوا شمسية، وأنا بأيام الصحو ما حدا نطرني».

رجا شوربجي: عاصي ومنصور أصحاب ثورة بلا سلاح

في بداية عملهما، كان الرحبانيان يعملان مع إذاعة الشرق الأدنى في القدس، ثم انتقلا إلى إذاعة دمشق بانطلاقة أوسع وأطول. في تلك الفترة، كان البرنامج الصباحي «مرحباً يا صباح» يذيع أغاني الرحابنة وفيروز، ما أصبح تقليداً أساسياً لدى الجمهور السوري، حتى في عصر الإذاعات الخاصة.

رجا شوربجي كلمنا عن رحلة صداقة طويلة التي جمعته بالرحبانيين عاصي ومنصور على مدى أكثر من خمسين سنة، ووصفهما بـ«القامات العالية» لأنهما كانا يسعيان دائماً للأفضل، ويقول: «كان النجاح يحملهما عبئاً إضافياً، لأن العمل التالي يتوجب أن يكون أفضل دائماً بالنسبة لهما. ذات مرة وبعد العرض الأول لمسرحية "ناس من ورق" اتجهت إلى عاصي في الكواليس لأهنئه، لكنه كان صامتاً. سألته فأجابني: العمل القادم يجب أن يكون أفضل، فلا مجال للتراجع عندنا».

وبما يوازي قامتيهما، يصف شوربجي رسالتهما الفنية بالثورية المجددِّة فقد كانت مليئة بالشعارات، ويقول: «لقد غنوا فلسطين كما لم يفعل أحد من قبل. غنوا بردى كما لم يغنِّه الدمشقيون». وضرب مثالاً عما إذا كان ذاكرة التاريخ تذكر بيتهوفن أكثر أم من كان الزعيم الأكبر في أيام بيتهوفن: «الرحابنة سيؤرخون لدهر ولعصر وليس لمرحلة، هم التاريخ للأجيال القادمة».

جان ألكسان: عاصي كان دائم التفكير في الحاضر والغائب

جزء كبير من تاريخه الطويل في العمل الصحفي فرغه جان ألكسان للرحابنة وفيروز، عملٌ مستمر لأربعين عاماً لتوثيق حياتهم الفنية جمعه في كتاب أصدره منذ وفاة عاصي منذ 23 سنة. حدثنا ألكسان عن عمله مع الرحابنة والسيدة فيروز، وأنه في طور إعداد طبعة جديدة من الكتاب لنشر ما جمعه خلال السنوات الأخيرة وخصوصاً بما يعني منصور الذي رحل في الشهر الماضي.

مي نصر: فيروز والرحابنة سكنوني وأضاؤوا دربي

حملت غيتارها بثقة، لعبت على أوتاره ألحاناً سكنت ضميرنا وروحنا، فقدمتها بطريقة جديدة مع صوت دافئ وقوي. غنّت مي 11 أغنية مختارة لفيروز، من فترات السبعينات والثمانينات في إشارة إلى الفترة التي عملت فيها فيروز بشكل شبه حصري مع عاصي ومنصور، مع استثناء لأغنية «حبوا بعضن» التي لحنها الياس.

الأغنيات التي قدمتها مي هي بعدَنا، بعدك على بالي، يا ربوع بلادي، لا تنسَني، حبوا بعضن، طريق النحل، بيتك يا ستي الختيارة، أقول لطفلتي، يا جسراً خشبياً، ندهتني النسمة الغريبة، بيني وبينك يا هالليل.

في حديث لها مع هيام حموي على أثير «شام اف ام» بعد ظهر اليوم الخميس 26 آذار، قالت مي نصر: «أنا ممنونة لأصدقائي جداً الذين قربوني من أغاني فيروز. فقبل عشر سنين، لم أكن لأعي هذا الدفق من القوة والحب في أغانيها، فأمي كانت قد وُلدت وكبُرت في المكسيك، لذا ففيروز والرحابنة ضيوف أيامي المفضلين منذ أن عرفوني عليها». واعتبرت أغنية «يا شمس المساكين» أغنيتها المفضلة، غير أنها لم تغنِها هذه الليلة.

أما في المداخلة النهائية، فقد تكلّم الياس رحباني عن بعض الحوادث الطريفة التي حدثت معه حين سفره مع أخويه للبرازيل في رحلات العمل.

المصدر: أكتشف سورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...