بلير الأمريكي

29-05-2006

بلير الأمريكي

مرة أخرى يطلق خصوم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير تحذيرات بأنه هو الزعيم العالمي الوحيد الذي يضع مصالح الولايات المتحدة في مقدمة أولوياته، قبل أي اعتبار لمصالح بلاده والرأي العام الداخلي.

وعندما دق جرس هاتف نقال فجأة أثناء إلقاء بلير لخطاب مهم يوم الجمعة الماضي في جامعة “جورج تاون” العريقة في واشنطن، قال رئيس الوزراء ضاحكاً: “إنني أرجو ألا تكون هذه المكالمة من البيت الأبيض لإبلاغي بأنهم لا يوافقون على هذا الكلام”.

وبالرغم من أن بلير كان يمزح إلا أنه كان يعكس فعلاً الحقيقة حول طبيعة العلاقة الخاصة البريطانية مع أمريكا هذه الأيام، حيث ان إدارة الرئيس بوش “تملي” عليه ما تريده كما يقولون هنا.

ويحاول بلير بكل إمكانياته أن يرضي البيت الأبيض، فعل ذلك بالنسبة للعراق، والآن بالنسبة لسياسات بلاده تجاه إيران. وقد أوضح تقرير صحافي في لندن أن رئيس الوزراء البريطاني أدخل تعديلات جوهرية على هذا الخطاب المهم في جامعة “جورج تاون” بعد خضوعه لاعتراضات من أمريكا.

وقد قام بلير بتعديل فقرات أساسية في الخطاب حول احتمالات التحرك ضد إيران، وغير ذلك من القضايا المهمة وذلك وفقاً لصحيفة “ذي صنداي تلجراف”، وقد لعب مسؤولون من الدائرة الضيقة المحيطة ببوش دوراً رئيسياً في إدخال هذه التعديلات التي أجريت قبل ثلاث ساعات فقط من إلقاء بلير لخطابه وذلك وفقاً لمصادر بريطانية عليمة.

وكان مسؤولو المكتب الصحافي المرافقون لبلير قد أبلغوا الصحافيين البريطانيين قبل هذه الفترة القصيرة من إلقاء الخطاب، بأن رئيس الوزراء سيؤكد أنه لا ينبغي فرض أي تغيير على إيران، مما يعكس وجهة النظر البريطانية بأن توجيه ضربة جوية ضد إيران أو القيام بغزوها ليس “خياراً واقعياً”. إلا ان مسؤولين أمريكيين أصروا على أن الخيار الخاص بالعمل العسكري “لا يزال قائماً ومعروضاً على طاولة البحث”، وذلك من أجل ممارسة أقصى حد من الضغوط على طهران.

وتؤكد المطبوعة البريطانية أن بلير خضع بالفعل للضغوط الأمريكية، قائلاً: “إنني لا أقول إنه ينبغي علينا أن نفرض تغييراً على إيران ونترك الباب مفتوحاً أمام توجيه ضربة عسكرية ضدها”.

 

عمر حنين

المصدر: الخليج
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...