بريجينسكي يقترح محاورة إيران وإعادتها إلى دور “شرطي الخليج”

28-05-2008

بريجينسكي يقترح محاورة إيران وإعادتها إلى دور “شرطي الخليج”

وصف مستشار الأمن القومي الأسبق زبغينو بريجينسكي والرئيس الأسبق لوكالة الأمن القومي الجنرال ويليام أودوم، السياسة الأمريكية الحالية تجاه إيران التي تعتمد “العصا والجزرة”، بأنها فاشلة و”لا تصلح سوى للحمير”. وستؤدي بالتأكيد الى تحول الجمهورية الإسلامية الى دولة نووية، واقترحا التفاوض مع إيران وإعادتها الى دورها التقليدي “شرطي الخليج”. وانتقد بريجينسكي في تقرير أعده بمشاركة أودوم المسؤولين في إدارة الرئيس جورج بوش الذين يرددون أن خيار العمل العسكري مطروح على الطاولة، ما اعتبره سيزيد من رغبة ايران في الحصول على ترسانة نووية.

وأكد ان السياسة الامريكية تجاه ايران “قد تنجح مع الحمير، لكن ليس مع الدول الجادة”، ورأى ان واشنطن قد تنجح إذا تخلت عن التهديد العسكري لإيران، والسعي لتغيير النظام الإسلامي. وأشار الى أن دولاً مثل الأرجنتين والبرازيل وجنوب افريقيا كانت لديها برامج تسلح نووي، سرعان ما تخلت عنها طواعية، لكنها لو واجهت تهديدات من الولايات المتحدة على غرار إيران، لما تخلت عن هذه البرامج.

وأشار أيضا الى أن سياسة العصا والجزرة فشلت مع باكستان والهند، فاضطرت واشنطن الى أن تكون لديها علاقات جيدة مع إسلام آباد ونيودلهي بدلاً من معاداتهما.

وضرب بريجينسكي مثلا ساخرا، وتساءل: ماذا ستفعل الولايات المتحدة، إذا هددت الصين الولايات المتحدة بأنها ستعمد الى تغيير النظام الامريكي إن لم تتخلص واشنطن من ترسانتها النووية؟

وطالب بريجينسكي وأودوم في تقريرهما ب “الواقعية” في التعامل مع ايران، باعتبار أن أي هجوم جوي أمريكي أو “اسرائيل” على ايران لن يسفر سوى عن إحداث شلل مؤقت أو تراجع محدود في البرنامج النووي للجمهورية الاسلامية، واعتبرا أن واشنطن في الحالتين ستدفع الثمن، الذي سيكون ردة فعل تنتج عنها زعزعة استقرار الشرق الأوسط وارتفاع حاد في أسعار النفط المرتفعة أصلاً، وشددا على أن الولايات المتحدة و”إسرائيل” هما أول من سيتأذى من نتائج أي هجوم استباقي على ايران.

وشرح بريجينسكي مطلب “السياسة الواقعية” بالدعوة الى إعادة ايران الى دورها التقليدي في منطقة الخليج، وهو الدور الذي كانت تمارسه قبل 1979 على عهد الشاه السابق، أي دور “شرطي الخليج”. وأشار المسؤول السابق الى أن “إعادة ايران” ممكنة عبر التفاوض، مع وقف أو تعليق العقوبات الدولية ضدها، الى جانب استذكار العداء بين القاعدة والنظام الايراني وهو أمر يصب في مصلحة أمريكا. وشدد بريجينسكي على أن الامريكيين سيفضلون بالطبع ملء خزانات سياراتهم بوقود سعره منخفض.

حنان البدري

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...