"المنار": تقرير إسرائيلي يحذر من تقارب أمريكي إيراني سوري

27-09-2006

"المنار": تقرير إسرائيلي يحذر من تقارب أمريكي إيراني سوري

على اسرائيل اليوم ان تعترف بان الحل الوحيد لضمان الأمن الاسرائيلي هو التقدم في عملية السلام مع جيرانها" هذا ما جاء في دراسة لمركز ابحاث متخصص يعمل لصالح جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلي وتضيف هذه الدراسة ان على القيادات الاسرائيلية ان تتوقف عن المكابرة وتعترف بان الحرب الاخيرة على لبنان افرزت الكثير من النتائج علينا استخلاص الدروس من خلالها، وهي دروس تفرض نهجا وسلوكا جديدين في التعاطي مع القضايا المصيرية وفي مقدمتها بقاء اسرائيل، وجاء في هذه الدراسة المكونة من 54 صفحة ان هناك فرص حقيقية يجب عدم تضييعها واستثمارها لتحقيق انتصارات دبلوماسية وعقد معاهدات سلام مع اطراف اقليمية ودولية مختلفة على رأسها سوريا والفلسطينيون.
وفي تقرير استخباري آخر حصلت (المنار) على اجزاء منه أعدته ثلاث شعب في جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلي بالتعاون مع طواقم بحثية متخصصة ان الاشهر القادمة صعبة جدا بالنسبة لاسرائيل، وانها أي تل ابيب سوف تتعرض لضغوط سياسية ودبلوماسية من اجل الدفع بها للتوصل الى حلول للصراع مع اكثر من دولة وجهة، وان من بين الاطراف التي ستمارس ضغوطا على اسرائيل هي الولايات المتحدة.
هذا التقرير الذي وصفه مسؤول اسرائيلي كبير بالهام والخطير نقله جهاز الاستخبارات الى ايهود اولمرت رئيس وزراء اسرائيل الذي التقى مع المشرفين على هذا التقرير وهم رؤساء شعبة ايران وشعبة سوريا والمسألة الفلسطينية في الجهازالامني المذكور، بالاضافة الى خبراء من وزراء الخارجية المهتمين في شؤون الشرق الاوسط والولايات المتحدة.
هذا التقرير اثار قلقا كبيرا لدى المستوى السياسي في اسرائيل، حيث يتحدث عن ضغوط دبلوماسية هائلة سوف تتعرض لها اسرائيل في المرحلة القادمة، وان الورقة الاسرائيلية سوف تتحول الى ثمن تسعى واشنطن الى استخدامه لتحقيق مكاسب استراتيجية لها في المنطقة.
وجاء في التقرير ان شن هجوم على ايران على يد الولايات المتحدة لم يطرح في الآونة الاخيرة سوى من جانب بعض الصقور داخل وزارة الدفاع، وهؤلاء لم يعد صوتهم مسموعا كما كان في ايام الحرب على العراق، وان الاوضاع الحالية المتدهورة في العراق باتت تستدعي تقديم تنازلات امريكية الى اي طرف يستطيع اخراج وانقاذ الولايات المتحدة من المصيدة التي اوقعت نفسها فيها داخل العراق، وان الاستقرار الذي يتطلع اليه الجيش الامريكي في المدن العراقية لا يمكن تحقيقه الا من خلال التعاون مع الدول المحيطة بالعراق، ومن ابرزها: سوريا وايران. وسوريا اليوم قادرة على تقديم الكثير من اجل دعم الاستقرار في اكثر من ساحة في الشرق الاوسط، وان القيادة السورية اثبتت قدرتها وحكمتها في مواجهة الاحداث، ودعم الشارع السوري لها وعجز جماعات امريكا عن التأثير في الساحة السورية، كما ان الحرب الاخيرة عززت الموقف السوري والاستقرار السوري وقوة القيادة السورية.
ويتحدث التقرير عما اسماه بـ (حساب النفس) داخل الادارة الامريكية، وان الرئيس جورج بوش بات يأخذ على محمل الجد بعض الدعوات التي تطلق سرا وعلانية من قبل جهات رفيعة المستوى داخل المؤسسات العسكري الامريكية السياسية والعسكرية والامنية، واستنادا الى هذا التقرير فان ايران والولايات المتحدة قد تتفقا على بدء مفاوضات سرية ثنائية من اجل توضيح وتبيان وتحديد الخطوط الحمراء لكل جانب منهما.
ويضيف التقرير ان مستشارين للرئيس جورج بوش اكدوا في اتصالات واحاديث ونقاشات مغلقة ان الرئيس الامريكي مصاب بخيبة امل حيث راهن على بعض القيادات والشخصيات في المنطقة والتي لم تستطع تحقيق اي شيء من الاهداف والمهام حتى الآن.
ويؤكد التقرير ان اي عمل عسكري ضد ايران سوف يشعل المنطقة لفترة طويلة، وان الوضع داخل ايران يختلف عما هو في العراق، ويكشف التقرير ان الادارة الامريكية ابلغت اسرائيل رسائل تطمين عبر وزيرة الخارجية تسيفي ليفني اكدت فيها ان واشنطن ما تزال ملتزمة بالحفاظ والدفاع عن أمن اسرائيل، الا ان التقرير يشير هنا الى ان الدفاع عن امن اسرائيل قد لا يتم عبر الطرق العسكرية، وانه قد يأخذ مسارا سياسيا ودبلوماسيا يضمن لاسرائيل الأمن خلال السنوات العشر القادمة.
ويوصي التقرير المذكور بالتعامل الحذر مع الولايات المتحدة ومحاولة شرح الصورة والوضع بشكل يضمن لاسرائيل تحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب والانجازات، وفي نفس الوقت ان لا تدخل في صدام مع الولايات المتحدة ومصالحها، بل على العكس محاولة تفهم الأزمة الامريكية مع ضرورة ان يبقى الامن الاسرائيلي هو المطلب الاول.

المصدر : موقع المنار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...