الكويت تنفي قصف مواقع عراقية

سارعت وزارة الدفاع الكويتية أمس الى نفي أخبار بثتها احدى الصحف العراقية وتناقلتها وكالات الأنباء عن ضرب قواتها البحرية وطائراتها لمواقع داخل الحدود العراقية، في وقت ذكرت مصادر أمنية ل”الخليج” ان مصدر الشائعات “المغرضة” أن جريدة “الصباح” التي نشرت الخبر معروفة بموالاتها لحكومة نوري المالكي التي تقوم بتمويلها، ما يعني أن الحكومة تقف وراء نشر الخبر، وتساءلت عن أسباب عدم نفيه رسمياً من قبل الحكومة العراقية أو ادانته اذا كان حدث بالفعل باعتبار انه اعتداء عسكري على أراضيها؟

وأكدت أن الخبر عار تماماً عن الصحة، وأوضحت أن هدفه الرئيسي دفع بعض الأطراف في الحكومة العراقية وتيارات منتمية اليها الى تأزيم العلاقة بين البلدين خاصة في ما يخص ملف الحدود، وعزت ذلك الى رغبة هذه الأطراف في إيجاد أي مبرر لإعادة فتح ملف الحدود الذي ترفض الكويت الحديث بشأنه أو المساومة فيه، معتبرة انه مغلق بقرارات لأمم المتحدة. ولفتت الى رغبة عراقية تتردد من حين الى آخر على لسان مسؤولين وأقطاب سياسية وحزبية عبر وسائل الاعلام هدفها ايجاد منفذ بحري للعراق عبر الخليج، معتبرة اعادة ترديد هذه النغمة بمثابة اعادة للتوتر بين البلدين، لأنها الحجج نفسها التي استخدمها النظام السابق ليبرر غزوه للكويت.

وطالبت المصادر القيادات العراقية “باحترام القانون وسيادة البلدين، وعدم اللجوء الى الاستفزاز بإطلاق هذه الأكاذيب التي ستساهم في عودة التوتر بعدما تجاوزه البلدان ودخلا في علاقة طبيعية قدمت الكويت خلالها العديد من المساعدات السياسية والأمنية للعراق”.

وأكدت مصادر ان ملف الحدود لا يزال ساخناً منذ أن أوقفت الكويت بناء الأنبوب الحدودي مع العراق منذ سنتين بعد اعتداء مجموعة من الفلاحين العراقيين عليه وادعاء ملكيتهم لهذه الأراضي. وأشارت الى استعداد الكويت لتعويضهم عن تلك الأراضي التي تملكها بالفعل لإقامة حدودها.

وذكرت ان تلك الحدود تشهد توترات من آن الى آخر وان الجهات المعنية قامت بتعزيز الاجراءات الامنية عليها لمنع تهريب السلاح والمخدرات.

 وكشفت المصادر عن مخطط لبناء 3 مراكز حدودية جديدة على طول الحدود لتقريب المسافات بين نقاط التفتيش واستخدام احدث تقنيات الكشف والمراقبة، واكدت ان ضبط الحدود مسؤولية مشتركة كما ان فائدته مشتركة حيث تعترف الحكومة العراقية بان حدودها مع الكويت آمنة وان المتسللين والارهابيين يدخلون اليها من حدود اخرى.

ودعت المصادر القيادات العراقية الى سرعة تكذيب الخبر والتشديد قبل نشر مثل هذه الاخبار التي تسيء الى العلاقة بين البلدين وتسهم في اعادة التوتر اليها مرة اخرى، مؤكدة حرصها على استتباب الامن في العراق والخروج من كبوته.

وكانت وزارة الدفاع الكويتية قد نفت امس قيام قواتها البحرية وطائراتها المقاتلة بقصف مواقع في المياه الاقليمية العراقية، مؤكدة حرصها على الالتزام بالمواثيق والقرارات الدولية وعلاقات حسن الجوار.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع والجيش الكويتي العميد يوسف الملا “لا صحة اطلاقا لهذا النبأ وهو عار عن الصحة ولا يمت للحقيقة بصلة”.

واكد العميد الملا احترام دولة الكويت لسيادة الدول والعمل الجاد على تعزيز الامن والاستقرار في المنطقة، مشيرا الى ان اشاعة مثل هذه الاخبار لن تنال من عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين.

محمد العجمي

المصدر: الخليج