العراق: محادثات المالكي والأكراد قفزة نحو اتفاق دائم لا يبدو قريباً

06-08-2009

العراق: محادثات المالكي والأكراد قفزة نحو اتفاق دائم لا يبدو قريباً

حقق الزعماء العراقيون العرب والأكراد، قفزة كبيرة نحو حل الخلافات حول النفط والمناطق المتنازع عليها، خصوصا كركوك، لكن الوصول إلى اتفاق دائم لن يكون قريبا، حيث لم يتفق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي و«رئيس» إقليم كردستان شمال العراق مسعود البرزاني إلا على إجراء مزيد من المحادثات وتشكيل لجنة مشتركة لبحث الخلافات.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء ياسين مجيد، لوكالة «رويترز»، أمس، إن زيارة المالكي لكردستان الاحد الماضي «إيذان بحقبة جديدة. هناك اتفاق لكن التحديات كبيرة». وأضاف «اللقاءات والاجتماعات شكلت مرحلة جديدة من العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم بسبب ما يمكن تسميته الرؤية المشتركة التي تبلورت أثناء اللقاءات تجاه المخاطر التي تواجهها العملية السياسية والتجربة الديموقراطية من تحديات».
ومع استعداد قوات الاحتلال الأميركي للانسحاب من العراق في نهاية العام 2011، تنظر واشنطن إلى الخلاف بين إقليم كردستان والحكومة المركزية على أنه اكبر تهديد لاستقرار البلاد الهش. وحاول نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الدفاع روبرت غيتس في زيارتين قاما بها إلى العراق، تسليط الضوء على مدى إلحاح المشكلة.
وقال الباحث في مجلة «فورين بوليسي» مارك لينش «الجميع كانوا يحذرون من أن الانقسام العرقي بين العرب والأكراد هو الأكثر خطورة، لكن الساسة العراقيين لم يتصرفوا من هذا المنطلق». وأضاف «حقيقة أن المالكي أخذ زمام المبادرة مؤخرا، تظهر أنه كان هناك الكثير من الضغط الأميركي. حاول غيتس وبايدن وآخرون تنبيهه إلى أن فرصته للتحرك على وشك أن تنتهي. الأميركيون ينسحبون، لهذا خير له أن يتحرك بسرعة».
وقال رئيس ديوان الرئاسة في إقليم كردستان فؤاد حسين، إن هذه خطوة أولى في اتجاه جيد، لكن يجب أن يكون المرء واقعيا لأن الطريق طويل، معتبرا أنه من السابق لأوانه تقديم تنازلات.
وفي حين لم يظهر المالكي أو البرزاني أي رغبة في التنازل في قضايا النفط والمناطق المتنازع عليها، خصوصا كركوك، فإن محللين يقولون إن هذه ربما تكون مناورة قبل المحادثات. ويقول انطوني كوردسمان، من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، «حين تملك موقفا تفاوضيا قائما على الحد الأقصى من المطالب، والى أن تحرز نوعا من التقدم، فإنه سيبدو غير مرن، وهذا لا يعني أنه غير مرن».
إلى ذلك، وصل إلى بغداد مساعد وزير الخارجية المصرية للشؤون الإدارية والمالية خير الدين عبد اللطيف، حيث سيبحث مع المسؤولين العراقيين الاستعدادات الخاصة لفتح السفارة المصرية.
من جهة ثانية، أمر المالكي، في بيان، برفع كافة الحواجز الخرسانية من جميع شوارع وطرق بغداد «من دون استثناء» وخلال مدة 40 يوما. وقتل 10 أشخاص، وأصيب 15، بانفجارات وهجمات في الدورة والموصل والرمادي. وتأتي الهجمات عشية إحياء ذكرى مناسبة ولادة الإمام المهدي التي تبلغ ذروتها في كربلاء اليوم. وأعلن الجيش الأميركي وفاة أحد جنوده لأسباب لا تتعلق بالعمليات العسكرية. وأشار إلى انه سلم العراقيين قاعدتين في ميناء أم قصر الاستراتيجي في محافظة البصرة ومدينة القرنة.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...