العالم يواجه احتمال انهيار أسعار النفط

05-11-2014

العالم يواجه احتمال انهيار أسعار النفط

قبل حوالي 15 عاماً، أبرم ثلاثة من كبار منتجي النفط اتفاقاً سرياً لإنعاش أسعار الخام من مستوياتها التي كانت تقترب آنذاك من عشرة دولارات للبرميل. أما الآن، فيقوم وزير البترول السعودي علي النعيمي بزيارة نادرة للمكسيك وفنزويلا، في ظل تراجع أسواق النفط.
وعلى مدى سلسلة اجتماعات سرية من مدريد إلى كانكون (المكسيك)، منذ 15 عاماً، نحى وزراء من السعودية وفنزويلا والمكسيك خلافاتهم الحادة جانباً، من أجل الاتفاق على خفض الإنتاج. ويقوم وزير النفط السعودي علي النعيمي، خلال الأسبوع الحالي، بزيارة نادرة للبلدين الآخرين اللذين شاركا في ذلك الجهد. ولا يرى خبراء "علامة على تحالف جديد قيد التحضير رغم بعض أوجه الشبه مع فترة أواخر التسعينيات التي تتمثل في تراجع مطرد لأسواق النفط وحديث يتردد عن حرب أسعار بين المنتجين".
ويشير خبراء نفطيون إلى أن النعيمي قد يسعى "ببساطة إلى توضيح الموقف الأحدث للسعودية بشأن السوق وتوجيه رسالة صعبة مفادها أن على كبار المنتجين أن يستعدوا لتحمل فترة من انخفاض الأسعار كي يكبحوا مسيرة أحدث منافس لهم، الولايات المتحدة".
ويقول رئيس شركة "بي.كيه فيرليجر" الاستشارية والمستشار السابق للرئيس الأميركي جيمي كارتر فيليب ك. فيرليجر، "أظن أن النعيمي سيبلغ الفنزويليين بالحقيقة العارية، بأنه ينبغي أن تنخفض الأسعار انخفاضاً كبيراً".
وتعتبر المديرة التنفيذية للطاقة والاستدامة في جامعة كاليفورنيا دافيس آمي مايرز جاف أن "هناك بعض التغيرات والفرص المثيرة للاهتمام اليوم في ضوء أن الولايات المتحدة أصبحت منتجاً كبيراً للخام الخفيف منخفض الكبريت".
وقد تكون الجولة مؤشراً مبكراً على أن الدول الثلاثة، التي كانت يوماً تتنافس منافسة حادة فيما بينها على بيع الخام الثقيل إلى السوق الأميركية المجزية، تجد هدفاً مشتركاً في مواجهة الخطر المتصاعد بسرعة للنفط الصخري ورمال القطران لأميركا الشمالية.
وكانت قد انخفضت أسعار النفط نحو 30 في المئة، منذ حزيران الماضي، في حين انخفض الخام الأميركي عن 80 دولاراً للبرميل، أمس. ويرى خبراء أنه "حتى إذا كان النعيمي يحشد الدعم لاتخاذ إجراء فإن منتجي أميركا اللاتينية الذين يكابدون صعوبات للمحافظة على مستويات الإنتاج سيكونون ملاذه الأخير على الأرجح".
ويُشار إلى أن الغرض المعلن لجولة النعيمي هو حضور مؤتمر عن تغير المناخ في فنزويلا، وآخر للغاز الطبيعي في المكسيك. والنعيمي هو المبعوث السعودي منذ فترة طويلة لمحادثات المناخ العالمية، لكنه لم يزر فنزويلا منذ العام 2006.
وستعطي الزيارتان الفرصة للنعيمي، الذي شارك في محادثات أواخر التسعينيات، لتوضيح موقف المملكة المتراخي إزاء أسعار النفط لفنزويلا، التي تعد من أشد أعضاء "أوبك" تضرراً في حالة انخفاض إيرادات الخام. وقد تكون الجولة مقدمة لمفاوضات أكثر صعوبة في وقت لاحق.
وقبل أقل من أربعة أسابيع على اجتماعات منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" في فيينا، لا توجد بادرة على أن الأعضاء الخليجيين الرئيسيين يستعجلون تقليص الإمدادات. ومن دون خفض إنتاج "أوبك" أو تباطؤ حاد لإنتاج النفط الصخري الأميركي، فإن بعض المحللين يتوقعون استمرار تراجع الأسعار في العام المقبل.
ويرفض المسؤولون في فنزويلا والمكسيك الإفصاح عما إذا كان هناك أي مباحثات مباشرة مزمعة بين مسؤولي النفط.
وينتقد المسؤولون الفنزويليون علناً الحديث عن "حرب أسعار" بعد قيام السعودية، الشهر الماضي، بخفض أسعار صادراتها من الخام، والذي رأى فيه البعض مؤشراً على أن أكبر مصدر في العالم قد حول إستراتيجيته إلى الدفاع عن حصته في السوق، حتى لو أدى ذلك إلى خفض الأسعار العالمية. والآن تكافح فنزويلا لمنع تراجع الإنتاج.
من جهة أخرى، يعتبر رئيس "فورين ريبورتس" في واشنطن ناثانيال كيرن أنه "إذا كنت تريد خفض الإنتاج فإن آخر مكان تذهب إليه في الوقت الحالي هو كراكاس أو مكسيكو سيتي".


 (أ ف ب)
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...