السودان تحذر تشاد وتشكوها إلى مجلس الأمن

31-12-2007

السودان تحذر تشاد وتشكوها إلى مجلس الأمن

حذر الجيش السوداني من رد عسكري مؤلم على تشاد لتجاوزاتها وتدخلها عسكرياً في ولاية غرب دارفور، وأكدت القوات المسلحة قدرتها وجاهزيتها للرد على “السلوك العدواني غير المبرر”، وشكت الخرطوم انجامينا إلى مجلس الأمن الدولي. ومن المرتقب أن يتم الاحتفال رسميا بتسلم قوات الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة المشتركة “الهجين” (يوناميد) مسؤولية حفظ السلام في إقليم دارفور، فيما خاضت حركة متمردة في الإقليم مواجهات مسلحة مع قوات حكومية، وأعلنت استيلاءها على مدينة في الإقليم.

وصرح الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية اللواء الركن الدكتور عثمان الأغبش بأن “العمل العسكري العدواني” الذي قامت به القوات التشادية في ولاية غرب دارفور غير مبرر، وأن الدعم العسكري الذي ظلت تقدمه حكومة تشاد للحركات المتمردة انعكس سلباً على الأوضاع في دارفور، وأن القوات المسلحة كانت طرفا في كل الاتفاقات التي تمت بين البلدين، وهدفت إلى تهدئة الأحوال الأمنية ودعم الاستقرار في المنطقة.

 وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية “سونا” أول أمس أن شكوى عاجلة قدمها إلى مجلس الأمن قدمها مندوب السودان لدى الأمم المتحدة السفير عبد المحمود عبد الحليم و”تضمنت فضح المواقف التشادية واعتداءاتها المتكررة على حدود البلاد، وآخرها اعتداء طيرانها وقواتها الغاشم على حدود السودان الغربية”. وأوضحت الوكالة أن السودان “طالب مجلس الأمن بالاضطلاع بدوره، ومطالبة تشاد بالكف عن عدوانها السافر على أراضيه”، وأضافت أن السودان أكد على “الاحتفاظ في الرد على العدوان في إطار ما توفره له مواثيق الأمم المتحدة”.  

 وكانت وزارة الخارجية السودانية قد ذكرت في بيان لها إنه في تصعيد غير مسبوق انتهكت القوات التشادية الحدود المشتركة، حيث قصفت ثلاث طائرات تشادية منطقتين في غرب دارفور يوم 28 الشهر الحالي، غير أن وزارة الشؤون الخارجية التشادية ذكرت أن قوات بلادها البرية والجوية هاجمت أهدافا للمتمردين على طول الحدود، لكنها لم تعبر الحدود السودانية.

 وراجت أنباء حول مبادرة فرنسية لإزالة الأزمة الناشبة بين الخرطوم وانجامينا، بعد تصاعد التوتر بينهما، ولم يستبعد سفير السودان في باريس أحمد حامد الفكي إعلان باريس مبادرتها رسميا في الأيام المقبلة، وعزا ذلك إلى المصالح الاستراتيجية الفرنسية في تشاد، خصوصا أن باريس رعت آخر قمة بين الرئيسين السوداني عمر البشير والتشادي إدريس ديبي، وأن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نادى في الفترة الماضية بضرورة عودة العلاقات السودانية - التشادية إلى سابق عهدها.

 وقال مصدر أمني سوداني ان القوات المسلحة استنفرت، وهي على أهبة الاستعداد للرد على أي هجوم متوقع من القوات التشادية، ووجهت قوات الدفاع الجوي للرد على أي اختراق جوى للطيران التشادي في ولاية غرب دارفور داخل الأراضي السودانية. وأضاف أن المعلومات التي حصلت عليها السلطات الأمنية أشارت إلى تورط حكومة ديبي في تسليح متمردي حركة العدل والمساواة، إضافة إلى مشاركة قيادات عسكرية في العمليات الي جانبهم. وأضاف أنه تم نشر فرق للمراقبة في الولاية، تحسباً لأي اختراقات جديدة من التشاديين.

 وتتسلم القوة العسكرية المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي “يوناميد” اليوم في احتفال كبير في الفاشر مهام حفظ السلام في دارفور رسميا، بدلا من الاتحاد الإفريقي، وسط تفاؤل بأن تحدث عملية الانتقال انفراجا في عملية السلام في الإقليم وتحسن الأوضاع الأمنية.

 وكان مجلس الأمن الدولي قد فوض البعثة في يوليو/ تموز الماضي كأكبر بعثة لحفظ السلام في العالم، تتكون من 20 ألف جندي و6 آلاف شرطي مدني، وستبدأ مهامها اليوم ب 9 آلاف جندي وشرطي، بينهم 7 آلاف جندي إفريقي منتشرين منذ 2004 إلى جانب ألفي عنصر آخر تم نشرهم ضمن حزم الدعم الثقيل.

 وقال رئيس القوة المشتركة “الهجين” رودلف أدادا في بيان مشترك للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي إن “الأوضاع في دارفور لن تتحسن بين عشية وضحاها، لكننا متفائلون بأن نشر قوات “يوناميد” سيساعد على تحسين الأوضاع الأمنية، وسيوجد مناخا جيدا للعملية السلمية وتوزيع أفضل للمساعدات الإنسانية لملايين النازحين”. وأضاف البيان أن قوات مصرية وباكستانية وإثيوبية ووحدة للشرطة النيبالية ستنتشر في دارفور في الشهرين المقبلين، وأن تجهيزات مهمة مثل المروحيات ال 24 التي طلبت “يوناميد” التزود بها لم يتم الحصول عليها بعد.

وقال البيان إن مبعوثي الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة سالم أحمد سالم ويان إلياسون سيواصلان جهودهما من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين الحكومة السودانية وحركات التمرد في دارفور.

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...