السعوديون يهزمون القطريين في قيادة«الائتلاف» السوري والصوت الواحد بسعر 30 ألف دولار

06-07-2013

السعوديون يهزمون القطريين في قيادة«الائتلاف» السوري والصوت الواحد بسعر 30 ألف دولار

«الائتلاف الوطني السوري» قد يكون أنهى ليلة أمس الاسطنبولية الأخيرة في عهدة مجلس القبائل والعشائر البدوية، حيث جعلت كل الترجيحات من رئيس مكتبه السياسي الشيخ أحمد العاصي العدنان الجربا الشمري رئيساً جديداً خلفاً لأحمد معاذ الخطيب، بعد انتخابات تأخرت حتى ما بعد منتصف الليل.
وإذا صحت الترجيحات، فإن رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان سيكون بذلك قد أحكم قبضته بقوة على المعارضة السورية بجناحيها العسكري والسياسي، حيث ان الجربا مقرب من السعودية. ويتجه بندر إلى إعادة هيكلة «المجلس العسكري الموحد» الذي يرأسه اللواء سليم إدريس الوفي لمدير الاستخبارات السعودية.
الائتلافيون استسلموا مساء أمس إلى قدر الاحتكام إلى صندوق الاقتراع السري، وتوافدوا إلى صالة الاجتماع لانتخاب احد أقوى مرشحين من بين «القطري» مصطفى الصباغ، «والسعودي» احمد الجربا. وكان الصباغ قد رفض عرضاً توافقياً بأن يتم تعيينه نائباً للرئيس، ومنح كتلته بعض المناصب في الهيئة السياسية لقاء التخلي عن خيار الانتخاب. وبدت محاولة جورج صبرا للترشح مجرد محاولة لتسجيل موقف، بعد أن تخلت عنه مجموعة «المجلس الوطني»، فيما خاض لؤي صافي المحاولة مع وعود بأن يكون المرشح الملجأ بين المرشحين القويين.
ولم تصدر حتى فجر اليوم النتائج النهائية لعملية الاقتراع، لكن مصدراً في المعارضة قال إن الجربا قد حصل على أكثرية ٦٠ صوتاً من أصل ١١٤ هم أعضاء «الائتلاف». وفاز بنيابة الرئيس كل من سهير الأتاسي وكمال اللبواني ولم يعرف الثالث ليلا. ويتجه انس العبدة ليخلف مصطفى الصباغ في منصب الأمين العام لـ«الائتلاف».
وسبق الاقتراع، بالتزامن مع المشاورات، حملات انتخابية حقيقية، سادها محاولات لشراء بعض الأصوات. وكان قطب سوري معارض قد اتهم مصطفى الصباغ بتنظيم حملة لشراء الأصوات منذ أيام، وبلغ ثمن الصوت الواحد ٣٠ ألف دولار. ولم يكن ممكنا الذهاب إلى انتخابات من دون انقلاب في الاستقطاب داخل «الائتلاف».
وشكل «اتحاد الديموقراطيين السوريين»، الذي يقوده ميشال كيلو، حجر الزاوية في إستراتيجية قلب التحالفات التي عمل عليها السعوديون داخل «الائتلاف»، لاستلام زمامه نهائياً من القطريين، الذين قبلوا بهزيمتهم.
وتشكلت خلال المشاورات في اسطنبول كتلة غيرت المعادلة داخل «الائتلاف»، أدت إلى انتقال كتلة «جماعة الإخوان المسلمين» الأساسية من التحالف مع ممثل قطر مصطفى الصباغ، إلى التحالف مع الكتلة العلمانية الديموقراطية التي ترعاها السعودية. وللمرة الأولى منذ ولادة المعارضة السورية الخارجية، يخرج «الإخوان» من العباءة القطرية للاقتراب أكثر من «خصمهم» السعودي.
وقال قطب سوري معارض في اسطنبول إن الانعطافة التي أجراها «الإخوان»، وتراجع القطريين نسبياً عن إعادة تشكيل كتل مناوئة للسعودية، مهد الطريق أمام الجربا، وألغى الاستقطاب الذي كان سائداً بين ما هو قطري وما هو سعودي. وهكذا استطاعت مجموعة ميشال كيلو- الجربا ضم كتلة «الإخوان» المؤلفة من ١٥ صوتاً على الأقل، كما ضمت إليها نصف مجموعة «المجلس الوطني» التي التحق شطرها الآخر بالصباغ. أما كتلة «إعلان دمشق» الصغيرة، التي تزن ٦ أصوات، فقد توزعت بين الطرفين.
ويخرج من الصورة رياض سيف. وينضم فايز سارة ووليد البني إلى الهيئة السياسية بحسب آخر التوقعات. أما «الجيش الحر» الذي قدم أصواته إلى كتلة كيلو ـ الجربا فحصل على تعهدات بأن يشرف مباشرة على وحدة الدعم والتنسيق، التي تمر عبرها عمليات التمويل والتسليح، لتخرج كلياً عن سيطرة «الائتلاف». ومن المتوقع أن يتم استبدال غسان هيتو، «رئيس الحكومة المؤقتة» التي لم تتشكل، بأحمد الطعمة. أما قرار الذهاب إلى مؤتمر «جنيف 2» أو عدم الذهاب إليه فيعود إلى الهيئة السياسية التي ستجتمع لتتخذ القرار المناسب، عندما يحين الوقت المناسب لذلك، كما قال قطب معارض.

المصدر: السفير

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...