الدول العربيةتفشل مجدداً في استصدارمشروع قرارينتقدالنووي الإسرائيلي

05-10-2008

الدول العربيةتفشل مجدداً في استصدارمشروع قرارينتقدالنووي الإسرائيلي

باءت محاولات المجموعة العربية خلال اجتماعات المؤتمر السنوي العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية مجدداً بالفشل في اعتماد مشروع قرار ينتقد الترسانة النووية الإسرائيلية ويطالب بإنشاء منطقة شرق أوسط خالية من السلاح الذري، وذلك نتيجة رفض الدول الحليفة لتل أبيب نص مشروع القرار.
وواجه مشروع القرار الذي طرحته مصر بدعم من بقية الدول العربية على المؤتمر العام، اعتراضات كبيرة من الولايات المتحدة وكندا واسرائيل، ما أدى إلى إدخال تعديلات جوهرية على فحواه تركز في مجملها على ربط عملية السلام في الشرق الأوسط بإخلاء المنطقة من السلاح النووي.
واعتبر ديبلوماسي رفيع المستوى من المجموعة العربية في تصريحات لـ «الحياة» أن هذه التعديلات أفرغت مشروع القرار من محتواه بحيث بات يتعارض بصيغته الجديدة مع روح النص الأساسي وجوهره، مبدياً استياءه من الضغوط الغربية التي مورست لعرقلة المساعي العربية داخل المؤتمر العام من أجل التوصل إلى تسوية في شأن مشروع القرار وتبنيه من المؤتمر العام.
وشهدت جلسات المؤتمر العام الـ52 للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي نظرت في مشروع القرار العربي، جدلاً كبيرا استمر على مدى يومين، إذ اضطرت رئاسة المؤتمر إلى التصويت على بنود مشروع القرار بصيغته المعدلة بنداً بنداً، وتعليق جلساتها مرات قبل أن تتمكن من البت في المسألة، وذلك نتيجة غياب الإجماع بين الدول الـ145 الاعضاء في الوكالة على صيغة مشروع القرار.
ورأى ديبلوماسي متابع أن مشروع القرار الذي يقدم سنوياً بدا هذه المرة أقل حدة في لهجته حيال إسرائيل، ما يعكس وجود عدم توازن وخلل وازدواجية المعايير من الأسرة الدولية في ما يتعلق بقضايا السلاح النووي. وأشار الديبلوماسي إلى أن التصويت على بنود صيغة القرار جسد وجود محاولات حثيثة للحؤول دون التوصل إلى تسوية أو صيغة توافقية تنتقد الترسانة النووية الإسرائيلية، مشيرا الى أن الدول الغربية أدخلت تعديلاً يتضمن دعوة الدول في الشرق الأوسط إلى التزام واجباتها المتعلقة باتفاقية الضمانات. واعتبر الديبلوماسي أن هذا البند يبرئ ساحة اسرائيل باعتبارها ليست عضواً في هذه الاتفاقية، مشيرا الى أنه على رغم القرارت العديدة التي صدرت في السابق في شأن خطر التسلح النووي، إلا أن اسرائيل ما زالت تشكل ترسانة نووية عسكرية يتم تجاهلها.
يذكر ان مشروع القرار العربي الذي يطرح سنوياً على جدول أعمال المؤتمر العام للوكالة، عدل في 3 فقرات رئيسية تتناول دعوة اسرائيل للانضمام الى اتفاق الضمانات وإنشاء منطقة شرق أوسط خالية من السلاح الذري  والامتناع عن تطوير أي نوع من أنواع السلاح الذري. لكن اسرائيل أدانت التحرك الهادف الى عزلها في المحفل الدولي، على حد تعبيرها، وطالبت بإلغاء البند المتعلق بقدراتها النووية من على جدول الأعمال، قبل أن تتمكن نهاية من دفع الدول التي تدعمها الى إدخال تعديلات جوهرية على مشروع القرار العربي بحيث شدد على أن «لعملية السلام في الشرق الأوسط أهمية بالغة في تعزيز الثقة المتبادلة والأمن في المنطقة، بما في ذلك إنشاء منطقة خالية من السلاح النووي».
واستهجن المندوب الإيراني إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية في تصريح لـ «الحياة» سياسة ازدواج المعايير التي تتعامل بها بعض الدول حيال القدرات النووية، وذلك في تلميح منه إلى الولايات المتحدة والمجموعة الغربية التي وقفت إلى جانب تل أبيب في منع تبني قرار قوي بحقها. واعتبر أن تصويت 65 دولة مع صيغة القرار العربي يعكس قلق الاسرة الدولية، خصوصا دول حركة عدم الانحياز من القدرات النووية لاسرائيل.
من جهته، تساءل مدير لجنة الطاقة الذرية الاسرائيلية شاؤول تشوريف عن جدوى إثارة قدرات بلاده النووية على جدول أعمال الوكالة من دول لا تعترف بدولته أصلا، وذلك في اشارة منه إلى إيران.

وعلى صعيد متصل (رويترز)، اتهمت اسرائيل كوريا الشمالية امس بتزويد ست دول في الشرق الاوسط أسلحة دمار شامل في تجاهل لالتزامات كبح الاسلحة. جاءت هذه التصريحات عقب اتخاذ المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة المؤلفة من 145 عضوا، قرارا بالاجماع يحض كوريا الشمالية على تغيير الخطوات التي اتخذتها لاحياء برنامجها النووي الذي كانت أغلقته.
وقال المبعوث الاٍسرائيلي في الاجتماع في فيينا دافيد دانييلي: «في وقت يركز فيه المجتمع الدولي على أنشطة كوريا الشمالية النووية وعدم اذعانها للاتفاقات المتعلقة بالسلامة، فان الشرق الاوسط يقف في الجانب المتلقي لممارسات كوريا الشمالية المتهورة. كانت كوريا الشمالية منذ فترة طويلة مصدر انتشار أسلحة الدمار الشامل الخطيرة والصواريخ ذاتية الدفع في الشرق الاوسط». وأضاف أن ست دول على الاقل في المنطقة تتلقى هذه الاسلحة من كوريا الشمالية عبر السوق السوداء وقنوات سرية، لكنه لم يشر الى هذه الدول الست بالاسم.
وتابع دانييلي: «ليس هناك اهتمام بهذا العنصر المظلم في ما يتعلق بسلوك كوريا الشمالية والذي أصبح مصدر قلق كبير لحكومتي ولآخرين». وأضاف أن هناك أدلة متزايدة على أن مثل هذه الدول «تحاكي الممارسات الخطيرة غير القانونية» لكوريا الشمالية التي انسحبت من معاهدة حظر الانتشار النووي عام 2003 وصنعت قنابل نووية. واستطرد: «ندعو المجتمع الدولي للاهتمام بهذه التطورات الخطيرة وعواقبها».

علياء الأتاسي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...