(الحرب الدولية ضد الإرهاب) قتلت ما لا يقلّ عن 1.3 مليون مدني

01-06-2015

(الحرب الدولية ضد الإرهاب) قتلت ما لا يقلّ عن 1.3 مليون مدني

الجمل ـ مارك دوميرامون /الجمعة، 24 نيسان، 2015 /اللومانيته ـ ترجمة أزدشير علي:
كشف تقرير نشرته مجموعة من الأطباء من حملة نوبل للسلام أن مليون مدني عراقي، 220 ألف أفغاني و 80 ألف باكستاني قتلوا باسم معركة الغرب ضد (الإرهاب).
(أعتقد أنّ الصّورة الناجمة عن الخسائر البشرية تمثّل أحد أخطر أعدائنا الذين نواجههم) ، أعلن الجنرال الأمريكي ستانلي ماكريستال خلال خطاب تنصيبه كقائد للقوات الدولية في أفغانستان (ISAF) في حزيران 2009. هذه العبارة تمّ ابرازها في تقرير نشر للتوّ من قبل الجمعية الدولية للأطباء للتحذير من خطر الحرب النووية (IP-PNW), الحائزة على نوبل للسلام عام 1985، يوضح التقرير الأهمية والأثر الفاعل للعمل المنجز من قبل هذا الفريق من العلماء الذين يحاولون عدّ الضحايا المدنيين للـ (حرب ضد الإرهاب) في العراق، في أفغانستان وفي باكستان.تفجير البنتاغون في أحداث 11 أيلول

(الحقائق عنيدة)

للتقدمة لهذا العمل الذي تجاهلته وسائل الإعلام الناطقة بالفرنسية، كتب المنسّق السّابق للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في العراق هانز فون سبونيك: (القوّات المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق، الـ(ISAF)  في أفغانستان (...) قامت وبشكل ممنهج بعدّ خسائرها. (...). خسائر المقاتلين الأعداء وخسائر المدنيين (بالمقابل) تمّ تجاهلها بشكل رسمي، وهذا، بالتأكيد، لا يشكّل مفاجأة، إنّه إغفال متعمّد).
تسجيل هذه الوفيات كان لـ (يقوّض الحجج التي بني عليها تحرير العراق من طاغية بالقوة العسكرية، أو القول بأن مطاردة القاعدة في أفغانستان أو تصفية مواطن ارهاب في المناطق القبلية من باكستان منع الإرهاب من الوصول إلى الأراضي الأمريكية، بكلفٍ (يمكن الدفاع عنها).
لكنّ، (الحقائق عنيدة)، يتابع (الحكومات والمجتمعات المدنية تعلم أنّ كلّ هذه  التأكيدات سخيفة و مغلوطة. المعارك العسكرية تمّ ربحها في العراق وفي افغانستان ولكن بكلف ضخمة لأمن الإنسان وللثقة بين الأمم).
بطبيعة الحال، فإنّ مسؤولية القتلى المدنيين تلقى أيضاً على عاتق (فرق الموت) و (الطائفية) والتي حملت بذور الحرب الشيعية السنية الحالية، يشير وزير الدفاع دونالد رامسفيلد في مذكراته (« Know and Unknown », Penguin Books, 2011).
لكن وكما يذكر الدكتور روبرت غولد (من المركز الطبي لجامعة كاليفورنيا)، وأحد كتّاب التقرير، (رغبة الحكومات في إخفاء الجدول الكامل للتدخلات العسكرية والحروب ليس فيه جديد. فيما يتعلق بالولايات المتحدة، تاريخ حرب فييتنام رمزي. التكلفة الهائلة لمجمل جنوب شرق آسيا، بما في ذلك مقتل ما يقدر بمليوني فييتنامي غير مقاتل، و الأثر طويل الأمد على الصحّة والبيئة من مبيدات الأعشاب كالعامل البرتقالي، ماتزال غير معترف بها بشكل كامل من الشعب الأمريكي). يوازي الدكتور روبرت غولد بين وحشية الخمير الحمر الخارجين من كمبوديا تمّ رجمها بالقنابل، والقلاقل (ما بعد الحرب) في العراق وجيرانه، الأمر الذي جعل الصعود القوي لمجموعة ارهابية تدعى (الدولة الإسلامية) ممكناً.

حصيلة مقدرة بـ 3 ملايينالهجوم الإرهابي على صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية

بعيداً عن الأرقام المقبولة إلى الآن، مثل الـ 110 ألف قتيل المقدمة من قبل إحدى المراجع في هذا الميدان (IBC Iraq Body Count)  والذي يضمّن في قاعدة بيانات القتلى المدنيين المؤكدين من قبل مصدرين صحفيين، التقرير يؤكد المنحى الذي اتّخذته المجلّة العلمية (Lancet)، والتي قدرت عدد القتلى العراقيين بـ 655 ألف بين عامي 2003 و 2006.
منذ إعلان الحرب من قبل جورج دبليو بوش، رست دراسة الـ (IPPN) على رقم مذهل لما لا يقل عن المليون قتيل مدني عراقي، 200 ألف افغاني، و 80 ألف باكستاني. إذا أضفنا إليها، حصيلة حرب الخليج الأولى في بلاد مابين النهرين (220 ألف قتيل)، والقتلى الناجمين عن الحصار الهمجي المفروض من قبل الولايات المتحدة (ما بين 500 ألف والـ 1.7 مليون قتيل)، مايقارب الـ 3 ملايين قتيل يعزى مصرعهم للسياسات الغربية، كلّ ذلك باسم حقوق الانسان والديمقراطية.
في ختام التقرير، يذكر الكتّاب المنسّق الخاص للأمم المتحدة من 2004 إلى 2010 حول الإعدامات خارج إطار القانون، الجماعية و العشوائية: بحسب فيليب ألستون، والذي يصرح في تشرين أول 2009، التحقيقات حول حقيقة هجمات الطائرات من دون طيّار كانت تقريباً مستحيلة التنفيذ، بسبب الغياب التّام للشفافية ورفض التعاون من قبل السلطات الأمريكية. ثم أضاف، بعد الإصرار على الصفة غير القانونية من وجهة نظر القانون الدولي لهذا القتل المستهدف، (موقف الولايات المتحدة كان يستحيل الدفاع عنه). بعد ثلاثة أسابيع، كان باراك أوباما يتقلّد جائزة نوبل للسلام ...

ملحق: في العشرين من نيسان الماضي، يشير الـ(تحالف ضد الجهاديين) الذي تقوده الولايات المتحدة في بيان لقيامه خلال 24 ساعة بـ 36 غارة جوية ضد مواقع للجماعة (الدولة الإسلامية) ، منها 13 في الأنبار غرب بغداد. كم عدد (الخسائر الجانبية) من المدنيين في هذه المنطقة، وهي واحدة من أكثر المناطق التي طالها العنف بعد غزو العراق 2003؟ البيانات العسكرية تصمت بشكل ممنهج عن هذه المسألة، في حين أنّ أكثر من 3200 (غارة) جوية، بحسب الـ(novlangue moderne) نفذت منذ شهر آب 2014 واستيلاء الـ(دولة الإسلامية) على الموصل. في الـ 18 من نيسان، عملية انتحارية، (تقنية) قتال لم تكن معروفة في افغانستان قبل الـ 11 من أيلول 2001، نجم عنها 33 قتيل قرب الحدود الباكستانية. نهاية شهر آذار، مصادر أمنية باكستانية تعلن مقتل 13 (جهادي) مرتبط بطالبان بهجوم لطائرة أمريكية من غير طيّار.
تذكير: قرابة الـ 10 آلاف جندي أمريكي مايزالون متمركزين في أفغانستان.


المصدر:
http://www.humanite.fr/la-guerre-mondiale-contre-le-terrorisme-tue-au-moins-13-million-de-civils-572310

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...