الانتخابات اللبنانية من وجهة نظر إسرائيلية

06-06-2009

الانتخابات اللبنانية من وجهة نظر إسرائيلية

الجمل: بدت دوائر اللوبي الإسرائيلي أكثر توتراً وقلقاً إزاء التوقعات القائلة أن قوى 14 آذار ستخسر جولة الانتخابات اللبنانية العامة التي بدأت اليوم وتشير التحليلات والتقارير الواردة اليوم على المواقع الإلكترونية الخاصة بمراكز اللوبي الإسرائيلي إلى عدم وجود أي تفاؤل بإمكانية احتفاظ قوى 14 آذار بالأغلبية البرلمانية وأكثر التحليلات تفاؤلاً كانت تتمثل في الواقع بأن قوى 8 آذار ستحصل على أغلبية بسيطة داخل البرلمان الجديد.
* أبرز تقارير اللوبي الإسرائيلي:
جاءت أبرز التقارير حول الانتخابات بواسطة معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ويمكن استعراض أهم التقارير على النحو الآتي:
* تقرير ديفيد شينكر: جاء ضمن ورقة الرصد السياسي رقم 1526 التي حملت عنوان «لبنان يذهب لصناديق الاقتراع: مفاجآت الدقيقة الأخيرة والتداعيات الطويلة الأجل». وقد أشار فيه إلى النقاط الآتية:
• بدت حركة أمل وزعيمها نبيه بري أكثر اهتماماً في اللحظات الأخيرة بعمليات تنمية وتعمير جنوب لبنان.
• حصل فؤاد السنيورة على تمويل سعودي بمبلغ 20 مليون دولار لإقامة مشروع تعميري بمدينة صيدا وذلك بما أتاح له تجديد حيويته أمام الناخبين الصيداويين,
• استطاع حزب الله أن يثبت للناخبين اللبنانيين انه قادر على القيام بدور إقليمي حقيقي من خلال ظهوره كلاعب في الساحة المصرية واليمنية والفلسطينية.
• أدى اعتقال شبكة التجسس الإسرائيلية إلى تعزيز مكانة حزب الله وحلفاءه في أوساط الرأي العام اللبناني.
• أدى إطلاق سرح الضباط الأربعة إلى إضعاف مكانة قوى 14 آذار.
وخلص شينكر إلى أن الوقائع والتطورات الجارية التي حدثت بشكل دراماتيكي في لبنان مؤخراً سيترتب عليها الآتي:
• ستؤدي داخل لبنان في تعزيز قوى 8 آذار وإضعاف قوى 14 آذار.
• ستؤدي خارج لبنان إلى حدوث تغييرات كبيرة في السياسة الإسرائيلية إزاء لبنان.
أشار شينكر إلى السيناريو المتفائل لجهة أن نجاح قوى 14 آذار في الانتخابات سيكون نجاحاً لا قيمة له طالما أن السبب الأساسي المبرر لوجود هذه القوى أصبح بلا قيمة. فقد كانت إدارة بوش وإسرائيل تستخدمان قوى 14 آذار من أجل الضغط على حزب الله للوصول إلى إضعاف إيران وسوريا والآن وبسبب توجهات إدارة أوباما الجديدة إزاء إيران وسوريا فإنه لم يعد لقوى 14 آذار إن بقيت في الحكومة أو خارج الحكومة أي دور تقوم به في الساحة الإقليمية.
* تقرير ماتيو ليفيت: جاء ضمن ورقة الرصد السياسي رقم 1528 التي حملت عنوان «حملات حزب الله في الداخل تنكشف في الخارج» وأشار إلى النقاط الآتية:
• إن صعود قوى 8 آذار سيؤثر سلباً على مشروع الضغوط الأمريكية – الإسرائيلية على سوريا وإيران.
• استطاع حزب الله أن يتحول إلى لاعب ليس في البلدان العربية فحسب بل في إفريقيا القوقاز وأمريكا اللاتينية وغرب أوروبا.
• صعود قوى 8 آذار إلى السلطة في لبنان سيترتب عليه انهيار كامل معادلة توازن القوى في الشرق الأوسط .
• خروج قوى 14 آذار من السلطة سيؤدي إلى إخراج المعتدلين العرب ليس من الساحة اللبنانية فحسب وإنما من شرق المتوسط الكامل.
• صعود قوى 8 آذار سيغري طهران بالدخول إلى ساحة الصراع اليمني والتي أصبحت على وشك الانفجار بسبب الخلافات اليمنية – اليمنية وظهور حالة استقطاب بين قوى المعارضة وقوى مدعومة بواسطة أمريكا وبعض الأطراف العربية الحليفة لواشنطن.
نلاحظ أن ما رد في هذه التقارير يشير إلى مدى خيبة أمل دوائر اللوبي الإسرائيلي بنتائج الانتخابات اللبنانية إضافة إلى تزايد الشعور بالمخاطر وتجدر الإشارة إلى أن التحليلات والتقارير الواردة في بقية مراكز دراسات اللوبي الإسرائيلي تصب في الاتجاه ذاته وعلى وجه الخصوص تلك الواردة بواسطة معهد المسعى الأمريكي الذي يمثل صقور المحافظين الجدد والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي الداعم لأمن إسرائيل العسكري.
* هل من قواعد اشتباك جديدة؟
خلال الفترة الممتدة من لحظة اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري وحتى عشية الانتخابات النيابية ظلت الورقة اللبنانية تلعب دوراً بارزاً في دولاب قواعد الاشتباك السياسي والدبلوماسي في الشرق الأوسط.
الآن وبعد خروج قوى 14 آذار ودخول قوى 8 آذار بالتأكيد ستتغير قواعد الاشتباك الدبلوماسي – السياسي في المنطقة ومن أبرز الدلائل على ذلك أن خروج المعتدلين من الساحة اللبنانية سيترتب عليه ضعف وزن معسكر المعتدلين العرب في معادلة التوازنات الإقليمية وسيلقي كل ذلك بتداعياته على بقية التفاعلات الجارية في المنطقة وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن الدور المصري لن يستطيع تجاوز مجرد القيام بفتح أو غلق بوابة معبر رفح المؤدي إلى قطاع غزة.
برغم ذلك، فإن الأمل الكبير بأن تسعى جماعة المعتدلين العرب إلى التقليل من أجندة الاندماج ضمن جدول أعمال السياسة الخارجية الأمريكية وذلك ليس من قبيل شق عصا الطاعة على واشنطن وإنما لأن واشنطن قد بدأت في تغيير سياستها الخارجية إزاء المنطقة وذلك بما سيؤدي إلى جعل المعتدلين العرب أمام الخيارات التي يتمثل أولها في الوقوف إلى جانب نتينياهو في صراعه مع واشنطن أو خيار العودة إلى معسكر الثوابت العربية.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...