الاستخبارات الأمريكية تعترف بوجود حرب أهلية في العراق

03-02-2007

الاستخبارات الأمريكية تعترف بوجود حرب أهلية في العراق

"كل يوم، ينزلق العراقيون اكثر فاكثر في هاوية الحرب الاهلية. ان تاريخ حروب كهذه يعلمنا ان نتائجها كارثية لكل المشاركين فيها (...) وللاسف، قريبا سوف نجبر على ان نسأل عن السبيل الافضل لتجنب "خسارة" حرب اهلية عراقية (...) ولذلك، واستنادا الى امثلة من التاريخ الحديث في مجال الحروب الاهلية، على واشنطن ان تضع استراتيجيات للتعامل مع نتائج حرب اهلية عراقية شاملة على الرغم من عدم وضوح معالم هذه الحرب بعد".

هذه مقتطفات من تقرير صدر يوم الثلاثاء عن مركز سابان للدراسات الشرق اوسطية التابع لمؤسسة بروكينجز الامريكية والتي تعتبر من اهم مراكز الابحاث الامريكية منذ تأسيسها على يد رجل الاعمال الامريكي الناجح روبرت بروكينجز عام 1927.

جاءت الدراسة التي وضعها دانيال بايمان وكينيث بولاك تحت عنوان "الامور تنهار في العراق: احتواء امتداد الحرب الاهلية العراقية" في 140 صفحة، تطرقت الى وصف الوضع الحالي في العراق وعلاقة الولايات المتحدة به، كما يتضمن وصف حالات سابقة لحروب اهلية وانتشارها ونتائجها، ويتجه بعدها الى اقتراح سياسات لاحتواء تمدد الحرب الاهلية العراقية.

وتستند الاقتراحات التي تقدم بها الباحثون الى حالات سابقة من الحروب الاهلية جاءت في ملحق من نحو مئة صفحة تضمن وصفا وملاحظات حول حرب افغانستان، وحرب لبنان، والحرب الاهلية في الكونغو والصومال ويوغسلافيا.

ويهدف تحليل هذه الامثلة الى استخلاص العبر والدروس من قبل واشنطن كي ترسم استراتيجيات احتواء الامتدادات المتعددة التي قد تنتج عن حرب اهلية في العراق.

ومما ورد في التقرير ان "اندلاع حرب اهلية شاملة في العراق سينتج عنه مئات آلاف القتلى وحالات نزوح ولجوء تقدر بالملايين ما قد يشكل كارثة اقليمية فعلية، بالاضافة الى اضطرابات شديدة في مجال االامدادات النفطية "، كما تشير الدراسة الى ان "توسع النزاع الاهلي في العراق قد يدفع بالامور الى مواجهة مباشرة بين واشنطن وطهران".

كما يفيد بولاك انه، "سيكون على الجيش الامريكي الانسحاب من المدن العراقية لان ذلك يمثل التصرف العقلاني الوحيد على الرغم مما قد ينتج عنه من مآس، الا اته في حينه، يجدر بالولايات المتحدة تركيز جهودها على احتواء نتائج النزاع الاهلي بدلا من منع وقوعه".

ويحذر التقرير كذلك من تنامي ظاهرة التطرف في منطقة الشرق الاوسط ونشوء حركات انفصالية في بعض الدول المجاورة وتنامي ظاهرة "الارهاب" بالاضافة الى امكان تدخل مباشر من قبل ثلاثة اطراف اساسية في الحرب الاهلية العراقية وهي السعودية وتركيا وايران.

وتتابع الدراسة بالقول ان انهاء حرب اهلية شاملة في العراق يتطلب على الاقل 450 الف جندي أي ثلاثة اضعاف عدد القوات الامريكية الموجودة حاليا في العراق.

ويقول مركز سابان للدراسات ان الحرب الاهلية في العراق ستجعل ايران "العدو الاكثر وضوحا للولايات المتحدة"، وحول هذا الموضوع، افادت صحيفة الاندبندنت البريطانية صباح الثلاثاء ان "كل المؤشرات تدل على ان النزاع الامريكي الايراني قد بدأ والدليل على ذلك اتهامات القادة الامريكيين لايران بتدريب وتسليح ميليشيات سيعية عراقية".

كما انتهى التقرير، بالاضافة الى التوصيات الميدانية والاستراتيجية، الى توصية سياسية تقضي بانشاء مجموعة اتصال دولية تشمل جيران العراق واهمهم سوريا وايران بهدف احتواء نتائج النزاع والعمل على على ابتكار حلول دبلوماسية للازمات الاقليمية مثل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني والازمة السياسية المندلعة في لبنان.

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...