الأسـد يلتقي جليلي: التخصيب حـق لإيران

04-12-2009

الأسـد يلتقي جليلي: التخصيب حـق لإيران

كشفت دمشق انها عرضت على باريس أفكاراً محددة لإتمام صفقة تبادل اليورانيوم المخصب مع ايران، وأخذ مكامن القلق الايرانية بالاعتبار، بما يضمن نجاح الحوار السياسي ويستبعد العقوبات، وذلك في وقت اكد الرئيس بشار الاسد، خلال استقباله الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي، على استمرار التنسيق بين دمشق وطهران بما يخدم مصالح المنطقة، وعلى حق ايران، كما حق كل الدول الاخرى، بالتخصيب السلمي، في حين اكد المسؤول الايراني ان «ما تقوم به إيران ليس دفاعاً عن نفسها فحسب، بل عن جميع البلدان التي ترغب في الحصول على طاقة نووية سلمية».
وذكرت وكالة «سانا» ان الأسد بحث مع جليلي في دمشق، «علاقات التعاون المميزة التي تربط سوريا وإيران في جميع المجالات، والحرص المستمر من قبل قيادتي البلدين على تعزيزها وفتح آفاق جديدة تخدم مصالح الشعبين الصديقين». ونقلت الوكالة عن الأسد «تأكيده على حق إيران، كما هو حق الدول الأخرى الموقعة على اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية، بالتخصيب السلمي». كما تم «التأكيد على أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين سوريا وإيران بما يخدم أمن واستقرار المنطقة وشعوبها».
وبحث الأسد وجليلي، بحضور وزير الخارجية السوري وليد المعلم والسفير الإيراني في دمشق، الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصة المستجدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتطورات الملف النووي الإيراني. وفي الإطار ذاته، التقى نائب الرئيس فاروق الشرع مع جليلي، بحضور نائب وزير الخارجية فيصل المقداد.
وقال جليلي، في مؤتمر صحافي مشترك مع المعلم، إن الأسد يؤيد المنطق الإيراني في التعاطي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومع الأطراف المعنية، مشيراً إلى أن الرئيس السوري دعا إلى إيضاح وجهة النظر الإيرانية.
من جهته، أكد المعلم أن وجهات النظر كانت متطابقة بين الطرفين في مجمل القضايا التي تمّ بحثها. وأوضح أنه حين زار الأسد باريس منتصف تشرين الثاني الماضي، وأجرى محادثات مكثفة مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، «كان الموضوع النووي الإيراني على بساط البحث».
وأكد الأسد، وفقاً للمعلم أن «سوريا لا تقوم بوساطة في هذا المجال، ولكنها تدعم اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية، وحق إيران في تخصيب اليورانيوم، والاستخدام السلمي للطاقة الذرية كما هو حق جميع الدول العربية، وحينذاك أذكر أنه اقترح أولاً تركيز الجهد على الحل السياسي من خلال الحوار في هذا الموضوع، وثانيا حين وافقت إيران على تخصيب 20 في المئة الأمر الذي يشير إلى نواياها للاستخدام السلمي للطاقة النووية».
وتابع إن الأسد اقترح «أن يتم تبادل تدريجي بين اليورانيوم المنخفض التخصيب، واليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، وكان هذا موقف سوريا (حيث) لا بد أن ندرس سبب عدم الثقة القائم عند الإيرانيين اتجاه الغرب نتيجة تجربتهم السابقة». واوضح أن ذلك هو سبب اقتراح التبادل التدريجي، مضيفاً «مع الأسف أنه حتى العامل التجاري لهذا التبادل يدخل فيه العامل السياسي بشكل واضح».
وأعلن جليلي أن هذه «المعادلة دقيقة جداً»، موضحاً أن «إيران وفقا لحقوقها القانونية أعلنت أنها بحاجة لليورانيوم لأسباب إنسانية لتوفير إنتاج الدواء في مفاعل طهران، وأنها بحاجة لوقود مخصب بنسبة 20 في المئة». وأضاف أن «المشتري هو إيران والبائع هو أي بلد يمتلك هذا الوقود ويستطيع أن يبيعه، وهذا سبب القول إنها معادلة تجارية وليست سياسية».
واعتبر أن ما يطرح من شروط على طهران، لا يحتكم للمنطق التجاري. وشرح، مستعيناً بقنينة ماء أمامه، أنه بدل رغبة إيران بشراء قنينة ماء واحدة على سبيل المثال «يجب شراء 4 قناني، أو عليك دفع ثمن القنينة الآن على أن تتزود بها بعد سنة، أو بدل أن نقوم بهذا العمل التجاري في مكانه المفترض، علينا أن نذهب لمكان آخر للقيام به»، أو أن «يفرض علينا ثلاثة أضعاف ما نحتاجه». وأضاف «هذه حقائق على الأرض. وهذه الشروط تثير عدم الثقة، وما تقوم به إيران ليس دفاعاً عن نفسها فحسب، بل عن جميع البلدان التي ترغب في الحصول على طاقة نووية سلمية».
وشدد جليلي على أن الموقف الإيراني لا زال يرتكز إلى مناقشة كل الحزمة التي قدمتها طهران للوكالة الذرية، مضيفاً أن هذا يمنح الأطراف الأخرى «الفرصة بمتناول أيديهم، وبإمكانهم أن يختاروا، أو لا يختاروا»، مشترطاً التباحث وفق «أسس حضارية» أما «أن يقوم البعض بإطلاق التهديدات ووضع الشروط لهذا التعاون، فهذا بعيد عن الحضارة وغير مقبول إيرانياً». وأكد أن «إيران ستمضي قدماً في الدفاع عن حقوقها في هذا المجال».
واعتبر جليلي «أن الشعوب جادة في الدفاع عن حقوقها وتيار المقاومة يزداد يوما بعد يوم والقوى التي تريد ممارسة الضغوط للحيلولة دون حصول الدول على حقوقها، قد أخفقت».
ورأى المعلم، رداً على سؤال، أنه «لا بد من تكثيف التشاور مع الأشقاء في طهران حول هذا الموضوع للوقوف على رؤيتهم، حتى تنقل هذه الرؤية للآخرين، انطلاقا من قناعة سوريا بضرورة إيجاد حل سياسي». وقال «نحن نؤمن بأن العقوبات غير مجدية، وأن الحديث عنها غير مجدٍ، أو حتى القرار الذي اتخذه مجلس المحافظين (في الوكالة الذرية) غير مجد. ما نراه، هو أن تؤخذ مصادر قلق إيران بعين الاعتبار، وأن تصبّ الجهود في عملية تباحث إيجابية». وأضاف «نحن اقترحنا في سوريا أن تتم (عملية التبادل) تدريجياً، بمعنى أن تستلم إيران كمية، لنقل 40 كيلوغراماً من اليورانيوم منخفض التخصيب، وتستلم فوراً 40 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، ونأمل أن لا تــصل الأمور لمرحلة المجابهة، أو فرض عقوبــات لأنها تقطع الطريق على اعتماد الحوار السياسي».
إلى ذلك، أعلن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق أن جليلي التقى قادة الحركة في دمشق، وبحث معهم تطورات القضية الفلسطينية. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصادر فلسطينية قولها إن جليلي بحث مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل والأمين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة أحمد جبريل الأوضاع على الساحة الفلسطينية في الداخل والخارج وما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات يومية من استيطان وحصار على الشعب الفلسطيني في غزة. كما تناولت المحادثات دور المقاومة وأهميتها في مواجهة تلك الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى ملفات عديدة أبرزها صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل.

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...