الأسد يزور أوكرانيا نهاية هذا الأسبوع

يقوم الرئيس بشار الأسد بزيارة رسمية تستمر يومين إلى العاصمة الأوكرانية في الثاني من الشهر القادم
هي الأولى لرئيس سوري إلى كييف يعقد خلالها محادثات مع نظيره الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، كما يلتقي مسؤولين آخرين في الدولة بينهم رئيس الوزراء ورئيس البرلمان الأوكراني، وممثلون عن الجالية السورية في أوكرانيا.
وتركز الزيارة على العلاقات الثنائية بين البلدين، وآفاق التعاون الاقتصادي ولاسيما في مجال الطاقة خصوصاً في ضوء إطلالة أوكرانيا على البحر الأسود، لكونها ممراً لإمدادات الطاقة لأوروبا الغربية.
وتأتي الزيارة بعد تسلم يانوكوفيتش سدة الرئاسة، حيث يتخذ الرئيس سياسة معتدلة بين الشرق والغرب.
وسلم وزير الخارجية وليد المعلم في وقت سابق رسالة من الرئيس الأسد إلى نظيره الأوكراني يانوكوفيتش تتعلق بسبل تطوير العلاقات الثنائية والأوضاع الراهنة في المنطقة. وجرى خلال اللقاء استعراض التطورات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وواقع العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل الارتقاء بها إلى علاقات إستراتيجية تصب في مصلحة البلدين والشعبين الصديقين. ‏
وأكد الرئيس يانوكوفيتش أن أوكرانيا تعتبر سورية بلداً كبيراً ومهما ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط وإنما في العالم العربي لافتاً إلى أن استئناف الحوار على المستوى السياسي العالي سيمكن الجانبين من دفع عجلة العلاقات قدما. من جهته وزير الخارجية الأوكراني قسطنطين غريشينكو أكد استعداد بلاده لتوسيع الحوار السياسي والاقتصادي وفي كل المجالات الأخرى مع سورية. ‏
وبحث الجانبان حينها الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط والدور المهم الذي تقوم به سورية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وكانت وجهات النظر متفقة على أهمية تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين والعمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام. ‏ وتعود العلاقات الدبلوماسية بين سورية وأوكرانيا إلى عام 1992 لكن افتتاح السفارات تأخر حتى عام 2000 حين قام الجانب الأوكراني بافتتاح سفارته في دمشق كما افتتح قنصلية فخرية في حلب، بينما تأخر افتتاح سفارة سورية في كييف حتى عام 2004
وسبق للرئيس الأوكراني ليونيد كوتشما أن قام بزيارة سورية عام 2002 كما قام رئيس مجلس الشعب محمود الأبرش بزيارة كييف منذ ثلاثة أعوام. بدوره قام النائب الأول لرئيسة الوزراء الأوكرانية حينها ألكسندر تورتشينوف بزيارة سورية 2008 في سياق فعاليات اللجنة الحكومية الأوكرانية السورية المشتركة لشؤون التعاون التجاري والاقتصادي والتقني، حيث تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين من بينها اتفاقية حول العلاقات القانونية والتعاون القانوني المشترك في الشـؤون المدنية والجنائية، ومذكرة تفاهم حول التعاون في مجال التزويد بالمياه وصرفها، وبروتوكول بين مصلحة الجمارك الأوكرانية والإدارة الجمركية السورية بخصوص شؤون تبادل البيانات الإحصائية الجمركية والتجارة المشتركة، ونظام للفريق العامل السوري الأوكراني في المجال الصناعي، ومذكرة تفاهم حول التعاون المشترك في مجال الاقتصاد والتجارة الخارجية بين البلدين، وبروتوكول الاجتماع الثاني للجنة السورية الأوكرانية البحرية المشتركة.
وتشكل سورية حالياً أحد أهم الشركاء التجاريين لأوكرانيا بين بلدان الشرق الأوسط، حيث تعد أوكرانيا من أكبر المصدرين إلى سورية وقاربت قيمة صادراتها عام 2008 مبلغ 950 مليون دولار أغلبيتها من المعادن، بينما تصدر سورية لأوكرانيا النسيج والمواد الغذائية والفوسفات. وأكد وزير المالية محمد الحسين أثناء إعلان إنشاء مجلس رجال الأعمال المشترك بين البلدين أن التبادل التجاري تجاوز سقف مليار وستمئة مليون عام 2009.
ولا تزيد نسبة الاستثمارات السورية في أوكرانيا في الأشهر التسعة الأولى من عام 2008 على 20 مليون دولار أميركي، وفقاً لما ذكره موقع «عرب في أوكرانيا» مشيراً أنه «لا تتوافر معلومات حول حجم الاستثمارات الأوكرانية في سورية سوى حصة الشركة الأوكرانية للخلايا الضوئية التي تزيد على 5 ملايين دولار».

زياد حيدر

المصدر: الوطن