الأسد يحضر جيشه لمواجهة إسرائيل

16-10-2006

الأسد يحضر جيشه لمواجهة إسرائيل

أعربت إسرائيل عن خشيتها، أمس، من أن الرئيس بشار الأسد يعد جيشه لمواجهة مع إسرائيل. وحذرت من أن إيران قد تمرر السلاح النووي إلى حزب الله إذا امتلكته.
واستخف رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت بدعوات الأسد لاستئناف العملية السياسية مع إسرائيل. وقال، أمام جلسة الحكومة في نوع من الرد على الأصوات المنطلقة من داخل حكومته ومن دمشق بشأن ضرورة استئناف المفاوضات بين الدولتين، إن كل من يريد سلامة الأسد، ويتوق للسلام معه، ينبغي أن يتذكر من هو الأسد. هذا هو الأسد ذاته الذي يستضيف (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد) مشعل، والذي يريدون منا إجراء مباحثات موهومة معه حول السلام .
وطلب أولمرت من استخباراته توفير البراهين القاطعة على مساهمة سوريا في تهريب الأسلحة لحزب الله كي يطلب من الأسرة الدولية اتخاذ موقف، وذلك بعد أن كان رئيس وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية العميد يوسي بايدتس أشار إلى أن دمشق تعد جيشها للمواجهة مع إسرائيل، وأنها تشارك رسميا في تهريب الأسلحة إلى لبنان.
واعتبر أولمرت أنه ليس صدفة أن هناك قرارا مشتركا لسوريا وحزب الله ب إسقاط رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة. وتساءل أولمرت أمام أعضاء حكومته هل إن الوضع في لبنان هو الوضع المثالي؟، لقد كنا نرغب في رؤيتهم وهم يجرّدون حزب الله من سلاحه، ولكن هذا ليس ما يحدث. لقد سألت العميد بايدتس، هل إن الوضع تغير نسبيا مقارنة بما كان عليه في 12 تموز، فأجابني بنعم. ليس هناك رجال لحزب الله يعملون في الجنوب، وهناك تواجد لحوالى 15 ألف جندي لبناني، وقوة متعددة الجنسيات، لقد تغير الوضع .
وفي الموضوع الإيراني، قال أولمرت في النهاية فإن الخطر الاستراتيجي على إسرائيل يأتي من إيران، وهذا الخطر جدي، ليس فقط على إسرائيل بل على الأسرة الدولية بأسرها. ليس هناك من يوهم نفسه للحظة بأنه إذا كانت لدى إيران قنبلة نووية فإنها لن تصل إلى أياد أخرى، والخشية الدولية، كما هي خشيتنا، من وصول القنبلة إلى أيدي جهات مثل حزب الله ، مضيفا أن جهة لا تمتلك دولة، لا تمتلك مسؤولية ولا أرضا، ومن يستخف بالموضوع الكوري سيجد السلاح النووي في إيران، وفي النهاية سلاح نووي لدى (تنظيم) القاعدة . وفي جلسة الحكومة التي خصصت لمناقشة الشؤون الأمنية على كل الجبهات، قال العميد بايدتس إن الأسد يعد جيشه لمواجهة مع إسرائيل . وأضاف أن  الجيش السوري ليس منتشرا بطريقته المعهودة. ومنذ الحرب في لبنان لم يُعد الأسد انتشار جيشه إلى ما كان عليه قبل الحرب مع لبنان، إلا انه أوضح أن الجيش السوري ليس جاهزا للهجوم وإنما للدفاع فالأمر يتعلق بمنظومة النيران، والصواريخ المنتشرة بصورتها الأولى. إذ أنه جاهز للرد على إسرائيل دفاعيا وليس هجوميا. ولدى الأسد تقدير بأن إسرائيل تريد مهاجمته .
وأضاف بايدتس أن الأسد يواصل دعم حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله. ولدينا براهين قاطعة على شراكته في تهريب وسائل قتالية إلى لبنان. في الماضي لم تكن لدينا مثل هذه البراهين، ولكننا نملكها الآن . وأشار إلى أن هناك براهين على تورط جهات رسمية سورية في عمليات تهريب الأسلحة.
وفي تلك اللحظة وقع حادث محرج إذ توجه أولمرت لبايدتس موضحا انه حتى الآن كان يحصل على جواب سلبي عندما كان يسأل عن وجود براهين قاطعة. ووبخ أولمرت بايدتس. وقال لقد سألت مرات عديدة إن كانت هناك براهين قاطعة وكانوا يردون لي بسلبية. يهمني جدا الحصول على معطيات دقيقة بهذا الشأن. فهناك تفاهم بيني وبين جهات دولية بشأن حظر تصدير السلاح إلى لبنان، وعليك أن تجلب لي البراهين .
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية ألح على أجهزة الاستخبارات البحث عن مثل هذه البراهين من أجل استخدامها ضد سوريا دوليا. وأشار بايدتس إلى أن السوريين يواصلون تخريب مساعي تنفيذ قرار 1701 لوقف النار. كما أنهم يحاولون المساس بسيادة السنيورة، وخلق كتلة مانعة ضده في الحكومة .
وأشار إلى أن الأسد يواصل موجة إطلاق الرسائل المتناقضة، فهو يتحدث تارة عن تمسكه الاستراتيجي بالسلام وفي الوقت نفسه يتحدث أيضا عن المواجهة ويشير إلينا بوصفنا غير ناضجين لخطوة سياسية، وهو تحديدا يقصد خيارين على حد سواء: تسوية سياسية وفق شروط الأسد المعروفة، وكذلك إعداد جيشه للمواجهة مع إسرائيل .

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...