اغتيال النائب اللبناني انطوان غانم يستهدف سورية قبل لبنان

21-09-2007

اغتيال النائب اللبناني انطوان غانم يستهدف سورية قبل لبنان

الجمل:     بعد اغتيال النائب اللبناني أنطوان غانم مساء أمس في بيروت، وقبل البدء بالتحقيقات الرسمية لتحديد الفاعل، سارع الرئيس الأمريكي جورج بوش،  ومن ورائه زعماء قوى 14 آذار، في إلقاء الاتهامات ضد سورية وتحميلها مسبقاً ومع سبق الإصرار والترصد المسؤولية  عن عملية الاغتيال.
• ردود فعل الإعلام الإسرائيلي و(تقرير صحيفة هآرتس):
لم تتردد الصحف الإسرائيلية في الترويج لاتهامات بوش، وركزت صحف هآرتس، أورشليم بوست، معاريف، وايديعوت احرونوت، في نشر اتهامات بوش ضد سورية، وما كان جديراً بالملاحظة اهتمام الصحف الإسرائيلية، إضافة إلى اتهامات بوش، بنشر تصريحات (سعد الحريري) المعادية لسورية، بجانب تقارير اخبارية تقول بأن بنيامين نتنياهو زعيم الليكود، قد قام بالأمس بزيارة خصمه السياسي ايهود اولمرت زعيم كاديما ورئيس الوزراء الحالي، وذلك من أجل تقديم التهنئة له بالنجاح في ضرب (المنشآت الكورية الشمالية الموجودة في سورية).
وبرغم وضوح رسالة الإعلام الإسرائيلي في صبيحة اليوم 20 أيلول 2007م، وتماسك قوام (نظرية المؤامرة) التي يقوم محور تل أبيب- واشنطن بنسج شباكها، ومن ورائه زعماء قوى 14 آذار اللبنانية، إلا أن (غلطة الشاطر) –كما يقولون- قد جاءت هذه المرة في تقرير صحية هآرتس، التي أعدها مراسلها باراك رافيد، والذي نشرته اليوم أيضاً وحمل عنوان (واشنطن تطلب من إسرائيل إيقاف أعمالها في لبنان إلى حين الانتخابات).
أشار التقرير إلى النقاط الآتية:
- طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل وقف الأنشطة التي تقوم بها في لبنان إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية المحدد لها 25 أيلول الحالي.
- نقل المسؤولون الأمريكيون لرصفائهم الإسرائيليين أنه يجب على الإسرائيليين تجنب أي خطوات يمكن أن تؤثر على الوضع الداخلي اللبناني.
- شدد اليهودي الأمريكي ديفيد وولش مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، الذي قام بزيارة لإسرائيل قبل أسبوعين، أمام المسؤولين الإسرائيليين بأهمية الانتخابات الرئاسية اللبنانية وبضرورة أن يتجنب الإسرائيليون القيام بأعمال أو أنشطة داخل لبنان، يمكن أن تؤثر على هذه الانتخابات.
- خلال الاتصالات الإسرائيلية- الأمريكية الدورية بين المسؤولين الأمريكيين، والمسؤولين الإسرائيليين حدد الأمريكيون للإسرائيليين (قائمة بالمسائل والقضايا التي يعتبرها الأمريكيون إشكالية بالنسبة لسياساتهم وتوجهاتهم إزاء لبنان في الوقت الحالي)، وطالبوا الإسرائيليين بضرورة وضع ذلك في عين الاعتبار.
- أشار اليهودي الأمريكي ديفيد وولش مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية في اجتماعه مع المسؤولين الإسرائيليين بأن قيام إسرائيل بأي عمليات داخل لبنان في الوقت الحالي، يمكن أن يؤدي إلى تقوية خصوم حكومة السنيورة، وتعزيز قوة حلفاء سورية في لبنان.
- قام روبرت دانيني نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، بإخطار نظرائه الإسرائيليين في الأسابيع الماضية، بضرورة أن تقوم إسرائيل بتزويد الحكومة اللبنانية بالبيانات والمعلومات المتعلقة بالقنابل العنقودية التي ألقيت على لبنان في حرب الصيف الماضية، وذلك من أجل تدعيم موقف حكومة السنيورة وقوى 14 آذار.
- تعتبر الإدارة الأمريكية أن انتصار قوى 14 آذار ومعسكر السنيورة في الانتخابات الرئاسية اللبنانية القادمة بمثابة الخطوة الأولى الرئيسية والأساسية في إلحاق الهزيمة بالمعسكر اللبناني الموالي لسورية.
- سوف تقوم كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية، وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية في اجتماعها المقرر خلال زيارة رايس لإسرائيل، بمناقشة موضوع الانتخابات اللبنانية، وتحديداً سوف تطالب وزيرة الخارجية الأمريكية نظيرتها الإسرائيلية بضرورة أن تكون الانتخابات الرئاسية اللبنانية (انتخابات نظيفة) لا يشوبها أي نشاط إسرائيلي داخل لبنان، وبالذات في الأيام القادمة التي تسبق الانتخابات.
• الحرب السرية الإسرائيلية ضد لبنان:
محتويات التقرير الاخباري الذي نشرته صحيفة هآرتس، تشير بوضوح إلى وجود عمليات إسرائيلية ضد لبنان، وإلى مخاوف الأمريكيين من أن يكون لهذه العمليات السرية الإسرائيلية رد فعل غير موات وتأثير عكسي على الوزن الانتخابي والجماهيري لحلفاء أمريكا وإسرائيل في لبنان.
تقول التوقعات بأن زعماء قوى 14 آذار هم الذين طلبوا من الأمريكيين التوسط لدى الإسرائيليين من أجل وقف العمليات السرية الإسرائيلية في الوقت الحالي، وتحديداً تم ذلك عندما قام هؤلاء الزعماء بالاجتماع مع اليهودي الأمريكي ديفيد وولش الذي زار العاصمة اللبنانية قبل زيارته الأخيرة لإسرائيل، حيث تم الاتفاق بينه وبين زعماء قوى 14 آذار على ضرورة إيقاف العمليات السرية الإسرائيلية كإجراء احترازي وقائي.
الحرب السرية الإسرائيلية في لبنان، ليست أمراً جديداً، فعلى مدى السنوات الطويلة ظلت إسرائيل تستخدم كافة وسائل الحرب السرية ضد لبنان باعتباره (النافذة) التي يمكن أن تهدد من خلالها سورية، طالما أن إسرائيل سوف تظل عاجزة عن مواجهة سورية عبر (الباب).
أصبحت البيئة السياسية اللبنانية، بفضل وجود وصعود قوى 14 آذار وحكومة السنيورة، بمثابة (مخبر) حقيقي لكافة أنواع العمليات السرية الإسرائيلية- الأمريكية، ومن أبرز وسائط الحرب السرية التي يستخدمها محور تل أبيب- واشنطن ضد سورية ولبنان في لبنان، نجد:
- الوسائط السياسية: وتتضمن الوسائل السياسية الرسمية، وعلى وجه الخصوص مجلس الوزراء اللبناني (حكومة السنيورة)، والخارجية اللبنانية الحالية، أما الوسائط (المدنية) غير الرسمية فتتمثل بتحالف قوى 14 آذار (تيار المستقبل، القوات اللبنانية.. وغيرها).
- الوسائط الإعلامية: وتتضمن العديد من أجهزة الإعلام اللبنانية التي تكرس جهودها من أجل تسويق العداء لسورية والكراهية للفلسطينيين، وتتلقى هذه الوسائط الدعم الأمريكي عن طريق المنح والهبات التي تقوم بتقديمها نيابة عن إسرائيل بعض المؤسسات الأمريكية مثل: بيت الحرية، مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، مؤسسة منحة الديمقراطية... وغيرها.
- الوسائط الاقتصادية: ويتمثل أبرزها في (نادي باريس للمانحين) والذي يقدم المزيد من الوعود بالدعم بالاقتصادي للبنان ضمن عملية إغراء الإدارة الأمريكية لحلفائها اللبنانيين من أجل تقديم المزيد من التنازلات التي تدعم موقف إسرائيل وأمريكا في المنطقة.
- الوسائط العسكرية: وتتمثل في جانبين، الأول استخدام الجيش الإسرائيلي كوسيلة ضاغطة ضد اللبنانيين وعلى النحو الذي يؤدي لكسر إرادة المقاومة الوطنية اللبنانية، والثاني تقديم بعض المعونات العسكرية الهادفة إلى تقوية الجيش اللبناني وأجهزة الأمن اللبنانية وتعزيز قدرتها، لا من أجل مواجهة العدوان الإسرائيلي، وإنما من أجل الاستعداد للمواجهة المحتملة التي تخطط لها إسرائيل بين الجيش اللبناني من جهة، والمقاومة الوطنية اللبنانية من الجهة الأخرى.
- الوسائط الأمنية والاستخبارية: وتتمثل في مئات العملاء الذين استطاعت المخابرات الإسرائيلية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية تجنيدهم في الساحة اللبنانية، إضافة إلى مئات العناصر الأجنبية التي تمت (زارعتها) في البيئة اللبنانية، الأمر الذي أدى إلى حدوث أكبر (انكشاف أمني) في المنطقة، وعلى النحو الذي أصبح فيه الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية يعرفان كل كبيرة وصغيرة قبل حدوثها في لبنان.
وعموماً، الحرب السرية الإسرائيلية، وعملياتها السرية الجارية ضد لبنان، سوف تظل تلقي بالكثير من تداعياتها السلبية الضارة بالمجتمع اللبناني، وذلك لأن الأمر لم يعد يتعلق باختراق الأجهزة الرسمية اللبنانية والتجسس عليها، وإنما أصبح الأمر يتعلق بحدوث (تغلغل) إسرائيلي- أمريكي داخل بعض فئات وشرائح المجتمع اللبناني.. على النحو الذي أصبح يهدد بتحويل لبنان إلى حصان طروادة إسرائيلي في المنطقة العربية!!.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...