إيران وتركيا توافق المصالح وتعارض الأهداف

29-10-2007

إيران وتركيا توافق المصالح وتعارض الأهداف

تتبادل إيران الإسلامية وتركيا العلمانية مصالح مشتركة، فإيران مزود أساسي لتركيا بالنفط والغاز، وتسعى الدولتان إلى الحصول على تأييد دولي، فإيران مهددة بسبب برنامجها النووي، وتركيا تحتاج غطاء شرعيا لدخول شمال العراق.
 وتعاني الدولتان من مشكلات مع الأكراد، فإيران تواجه حزب بيجاك الإيراني الكردي، وتركيا تواجه حزب العمال الكردستاني.
 إلا أن إيران تتحفظ على عمليات عسكرية واسعة شمال العراق، ففي وقت سابق اعتبر نائب مدير الشؤون الدولية بشركة النفط الوطنية الإيرانية، أن تهديدات تركيا وإمكانية خفض إمدادات النفط الخام من هذه المنطقة تسببا بزيادة سعر النفط.
ويرى محمد شريعتي الخبير في الشؤون الإيرانية  أن الموقف الإيراني تجاه عمل عسكري تركي في شمال العراق جاء متحفظا، نظرا لعلاقاتها مع الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان.
 وقال شريعتي للجزيرة نت إنه رغم ذلك فالتدخل العسكري التركي لا يضر إيران كثيرا، فهي توافق على اعتبار حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، لكنها لا تؤيد علنا ضربة عسكرية ضده.
 وأضاف أن إيران لعبت على وتر حساس في علاقتها مع تركيا، مستفيدة من اكتشاف أسلحة أميركية مع حزب العمال الكردستاني، وصلت إليه من حزب بيجاك الإيراني الكردي المدعوم أميركيا.
وعن دور الاقتصاد في تحديد العلاقات بين البلدين يرى شريعتي أن الشركات التركية الموجودة هناك أكثر عددا من الإيرانية، وأن حكومة كردستان العراق نجحت في إيجاد تطور اقتصادي تسعى للحفاظ عليه وتجنيبه أي مشكلات.
 وأبدى شريعتي اعتقاده بإيمان إيران بالضغوط الاقتصادية، إذ أعلنت حكومة كردستان العراق عن خسائر تقدر بمليون دولار يوميا جراء إغلاق إيران حدودها معها مؤخرا.
وقال الباحث في العلاقات الدولية كامل وزني إن لدى الإيرانيين مصالح مع الأتراك والعراقيين، ولذا تميل إيران للحياد وليس لتأييد عمل عسكري تركي لا تعرف تبعاته.
 وأضاف أن الإيرانيين ليسوا بحاجة للمساومة مع الأتراك الذين أعلنوا سلفا عدم سماحهم للأميركيين باستخدام قواعدهم في أي تحرك عسكري ضد إيران. 
 وقد وقعت طهران وأنقرة اتفاقية تصدير غاز إلى أوروبا عبر الأراضي التركية، وتصدير ثلاثين مليار متر مكعب سنويا من تركمانستان، عبر الأراضي الإيرانية والتركية، ما يلغي الحاجة لإمدادات بديلة عن خط نابوكو للغاز الممتد للنمسا. 
 ورغم معارضة الولايات المتحدة إلا أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، قال إنه لا يحق لأي بلد مطالبة أنقرة بالتخلي عن علاقاتها بإيران ثاني أكبر مورد غاز لتركيا.

تتفوق العلاقات الاقتصادية بين البلدين على السياسية، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في 2006 حوالي خمسة مليارات دولار، وفي الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي بلغ 5.062 مليارات دولار. 
 ورغم التعاون الاقتصادي والأمني  بين إيران وتركيا إلا أن هناك منافسة حادة بينهما في إقليم كردستان العراق.
 وتزود تركيا كردستان العراق بالكهرباء، ويصل حجم التجارة الحدودية إلى مئات ملايين الدولارات سنويا، ويدير عدد كبير من أصحاب الشركات الأتراك أعمالا شمال العراق.
 ويبلغ عدد الشركات الإيرانية في إقليم كردستان خصوصا في مجال الإعمار والبنى التحتية والتجارة نحو 220 شركة.

 

وائل يوسف

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...