إيران تطلق صاروخاً فضائياً

26-02-2007

إيران تطلق صاروخاً فضائياً

قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ان بلاده حصلت على التكنولوجيا الخاصة بإنتاج الوقود النووي، وان برنامجها بات مثل قطار "يسير من دون مكابح". وكررت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان على طهران ضغط زر التوقف، مكررة عرضها التفاوض اذا عُلق تخصيب الأورانيوم. وعلى رغم نفي وجود خطة لمهاجمة إيران، تحدثت مجلة "نيويوركر" عن لجنة في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" للاعداد لهجوم يمكن تنفيذه في غضون 24 ساعة من تلقي اوامر من الرئيس الأميركي جورج بوش، وسط تلويح جنرالات اميركيين بالاستقالة احتجاجاً على مثل هذه الخطوة. وفي المقابل، تستعد طهران لكل الاحتمالات "حتى الحرب" وقد اجرت تجربة ناجحة لاطلاق اول صاروخ "الى الفضاء"، عشية اجتماع للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا للبحث في زيادة العقوبات على ايران.
وأكد احمدي نجاد امام مسؤولين دينيين وعسكريين في الشرطة ان "ايران تسيطر على تقنيات انتاج الوقود النووي، والحركة الايرانية في هذا المجال كقطار يسير من دون مكابح ولا يمكنه ان يعود ادراجه ولا يجد مكاناً ليتوقف... لقد نزعنا المكابح منذ مدة، كما عطلنا قدرة القطار على السير الى الوراء. وقلنا ان هذا القطار الايراني على السكة ولا يمكنه ان يتوقف او يعود ادراجه".
واضاف إن المسؤولين الغربيين "يدعون انهم يريدون الحوار، ولكن عندما لا يخرجون بالنتيجة التي يريدونها، يلجأون الى السلاح، غير ان اسلحتهم صارت قديمة وغير قابلة للاستعمال".
وكان يعلق بذلك على تصريح لنائب الرئيس الاميركي ديك تشيني بأن "كل الخيارات مطروحة" في التعامل مع الملف النووي الايراني.
واستقبل أحمدي نجاد وفداً من رجال الدين الاميركيين من البروتستانت والميثوديين، وابلغ اليه ان "الامة الايرانية لا تكن اي شعور بالحقد او الكراهية للشعب الاميركي، ونعتقد ان جميع الشعوب تستحق الاحترام، وفي امكانها تحقيق العدالة والسلام"، متهماً الإدارة الاميركية بأنها "بدأت بمعاداة ايران ولا تزال". ورأى ان "اخطاء الزعماء الاميركيين تسببت بتشويه صورة الولايات المتحدة في المنطقة".
وفي تصعيد كلامي جديد، شدد مساعد وزير الخارجية الايراني منوشهر محمدي على "الاستعداد لمواجهة كل الاوضاع، بما فيها نشوب حرب". وقال: "عقدنا لقاءات غير رسمية مع الولايات المتحدة في شأن افغانستان والعراق، لكنهم يقولون ان علينا ان نقبل شروطهم قبل التفاوض.
اذا قبلنا شروطهم، فلا مبرر للتفاوض".
وافاد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني على لاريجاني الموجود في جنوب افريقيا ان رد طهران "سيتناسب" مع اي ضغط إضافي.

وبث التلفزيون الإيراني ان السلطات أطلقت "اول صاروخ فضائي بنجاح الى الفضاء"، من غير ان يورد تفاصيل عن مداه وقوته أو تصوير التجربة.
وقال رئيس مركز الابحاث الفضائية محسن بهرامي: "هذا الصاروخ يحمل معدات للأبحاث صنعتها وزارتا الدفاع والعلوم".
ونقلت وكالة "فارس" شبه الرسمية عن مساعد رئيس مركز الابحاث الفضائية علي اكبر غولرو ان "هدف الصاروخ الذي يصل مداه الى 150 كيلومتراً، المساعدة في التقدم العلمي والابحاث"، ذلك ان المجال الفضائي يبدأ، بحسب الاتحاد الدولي الجوي، اعتباراً من ارتفاع 100 كيلومتر. وأوضح ان الصاروخ لن يوضع في مدار، وسيعود الى الارض "بواسطة مظلة"، وان "كل التجارب اجريت في الوحدات الصناعية في البلاد بموجب المعايير الدولية. وتولى خبراء من مركز الأبحاث الفضائية ومركز الهندسة في وزارة الزراعة جمع قطع الصاروخ".

وفي واشنطن، اعربت رايس عن ثقتها باتفاق الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا على اجراءات لزيادة الضغط على ايران. وقالت في حديثين تلفزيونيين: "اتفقنا جميعاً على الحاجة الى اتباع مجلس الامن"، في اشارة الى عقوبات جديدة. لكنها أضافت: "نترك باب المفاوضات مفتوحاً لأن افضل طريقة لحل هذه المسألة هي دفع ايران الى الجلوس الى الطاولة".
وردت على حديث أحمدي نجاد عن قطار من دون مكابح قائلة: "ليسوا في حاجة الى مكابح خلفية للعودة الى الوراء، يحتاجون الى زر للتوقف، وبعد ذلك يمكننا الحديث عما يدور في خاطرهم... أنا مستعدة للقاء نظيري (منوشهر متكي) او الممثل الايراني في اي وقت اذا علقت طهران نشاطاتها المتعلقة بالتخصيب وإعادة المعالجة. هذه يجب ان تكون اشارة واضحة".
وتجنبت الرد على اسئلة تتعلق بسعي بوش إلى إطاحة النظام الإيراني، مكتفية بان "الرئيس أوضح اننا سنواصل العمل من اجل احلال الديموقراطية. ولا اشك اطلاقاً في ان الشعب الايراني يريد ان يكون كباقي الشعوب قادراً على ممارسة حريته من خلال التعددية السياسية. الناس في إيران قلقون من خروج المؤسسات المالية من بلادهم ورفض التعامل مع إيران. إنهم قلقون لأن حقول نفطهم وغازهم تحتاج الى استثمار قد لا يتمكنون من الحصول عليه". وأكدت ان "لايران نشاطات اخرى يجب ان توقفها. فعليها ان توقف دعمها للارهاب في اماكن مثل لبنان وفي الشرق الاوسط عموماً".

وأوردت "النيويوركر" ان "البنتاغون" ألف قبل أشهر لجنة خاصة للتخطيط داخل مكتب هيئة الاركان المشتركة لشن هجوم على ايران يمكن تنفيذه في غضون 24 ساعة من تلقي الأمر.
ونسبت الى مستشار في القوات الجوية ان اللجنة ركزت بداية على تدمير المنشآت النووية الايرانية وتغيير النظام، ولكن طُلب منها أخيراً تحديد أهداف قد يكون لها دور في امداد المتشددين في العراق. ونقلت عن مسؤول استخباري سابق ان فرقاً من الجيش الاميركي والعمليات الخاصة عبرت الحدود من العراق الى ايران لملاحقة عملاء.
كذلك نقل الكاتب سيمور هيرش عن مسؤولين اميركيين سابقين وحاليين ان الإدارة تلقت معلومات استخبارية من اسرائيل ان ايران طورت صاروخاً عابراً للقارات قادراً على اطلاق رؤوس حربية صغيرة يمكن ان تصل الى اوروبا.
وفي تقرير آخر لصحيفة "الصنداي تلغراف" البريطانية ان الاستخبارات الاميركية تمول ميليشيات مسلحة معارضة بين الأقليات العرقية في المناطق الحدودية لإيران، وأن خمسة جنرالات وأميرالات اميركيين لوحوا بالاستقالة اذا شنت الولايات المتحدة ما اعتبروه "هجوماً متهوراً" على ايران.

 

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...