واشنطن ترشو فتح
ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 13 في الساعات ال24 الاخيرة، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي ينفذ عدواناً جديداً في قطاع غزة تحت اسم رجل المطر ، كما أقام معسكر اعتقال بمحاذاة القطاع وداخل الخط الأخضر في ما ينذر بأنه سيشن حملة اعتقالات جديدة في صفوف المواطنين الفلسطينيين.
في غضون ذلك، أطلقت الولايات المتحدة حملة يقدر أن تصل تكلفتها إلى 42 مليون دولار، لدعم خصوم حركة حماس وخصوصاً منهم حركة فتح، قبيل انتخابات فلسطينية مبكرة محتملة، فيما ذكرت وكالة اسوشييتد برس أن إيران تعهّدت بتزويد قوات الامن الفلسطينية التي تسيطر عليها حماس بعربات عسكرية.
وشدّدت حماس على رفض الحكومة الفلسطينية منح اعتراف إسلامي بشرعية إسرائيل، مكررة التزامها عدم الانزلاق إلى الاقتتال الداخلي، فيما اعتبرت فتح تصريحات رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل تكراراً للشعارات التي لا طائل لها . واتهم وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار واشنطن بالسعي الى فرض حكومة جديدة على الفلسطينيين. وقال لا يريدوننا ان نعبد الله، يريدوننا أن نعبد أميركا .
واستشهد ثلاثة مقاومين من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، هم القيادي المحلي في كتائب القسام عماد المقوسي (30 عاما) وعصام ضاهر ومحمد التلولي، وأُصيب خمسة آخرون، في غارة جوية نفذتها طائرة استطلاع إسرائيلية استهدفت سيارة كانت تقل الناشطين الثلاثة في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
واستشهدت الفلسطينية زهرية احمد قديح (29 عاماً)، وهي أم لخمسة أطفال، بعد إصابتها في منزلها برصاص جنود إسرائيليين يواصلون التوغل في منطقة الفراحين في بلدة عبسان شرقي خان يونس في جنوبي القطاع، لليوم الثاني على التوالي.
وكان الاحتلال قد قتل تسعة فلسطينيين في غزة، أمس الاول. وذكر التلفزيون الإسرائيلي أن العدوان الحالي على غزة هو الأوسع منذ أسابيع.
وفي سياق الدعاية الإسرائيلية لتبرير الجرائم المستمرة في غزة، ذكرت يديعوت أحرونوت أن الجيش الاسرائيلي يقدّر أن 20 صاروخاً متطوراً مضاداً للدروع على الاقل، مماثلة لتلك التي استخدمها حزب الله خلال تصدّيه للعدوان على لبنان، هرّبت الى القطاع من مصر عبر الأنفاق في محور فيلادلفي.
وذكرت يديعوت أن الجيش الإسرائيلي أقام مؤخراً معسكر اعتقال مؤقت ، وذلك في إطار عدوان رجل المطر الذي يشنه في غزة. وأوضحت الصحيفة أن المعسكر اقيم بمحاذاة القطاع وداخل الخط الأخضر، لزجّ فلسطينيين فيه، تترواح أعمارهم بين 15 و45 عاماً، بعد اعتقالهم خلال العدوان والتحقيق معهم في هذا المعسكر الجديد.
ونقلت رويترز عن مذكرة رسمية أميركية أن الولايات المتحدة بدأت حملة من المقدر أن تصل تكلفتها إلى 42 مليون دولار، لدعم خصوم حماس قبيل انتخابات فلسطينية مبكرة محتملة. والمبلغ المرصود يزيد ثلاثة أضعاف على ما أنفقته الأحزاب الرئيسية والمرشحون في الانتخابات الفلسطينية التي اجريت في كانون الثاني الماضي.
وتتضمّن الخطة، التي تقضي بتشجيع بدائل لحماس، تقديم أموال للمساعدة على إعادة هيكلة فتح وتقديم التدريب والمشورة الاستراتيجية لسياسيين وأحزاب علمانية يعارضون حماس. وجاء في المذكرة أن المشروع يدعم هدف توفير بدائل ديموقراطية للبدائل السياسية الشمولية أو الإسلامية المتشددة .
وقال مسؤولون ومستشارون أميركيون إن الخطة تنفذ من دون ضجة، بهدف حماية الفلسطينيين الذين يتلقون المساعدة. وقال أحد المتعاقدين الذين يعملون مع فتح لحساب وزارة الخارجية الأميركية لا نعمل من خلال إعلانات تلفت الانتباه إلينا .
وستستخدم الأموال الأميركية لتشجيع جماعات المراقبة والصحافيين المحليين على مراقبة أنشطة حماس، بينما سيخصص ما يصل إلى خمسة ملايين دولار لمدارس فلسطينية خاصة تقدّم نظاماً تعليمياً بديلاً لنظام التعليم العام الذي تسيطر عليه حماس.
وقال القنصل العام الأميركي في القدس المحتلة جاكوب والس لا شيء جديداً هنا. تنفذ الولايات المتحدة ومنذ اعوام طويلة برامج في الضفة الغربية وغزة تستهدف دعم تطوير الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ، مضيفاً نحن لا نشجع حزباً بعينه. وفي الحقيقة إننا سنعمل مع أي حزب طالما أنه لا يرتبط بتنظيمات إرهابية . وتابع انه لن يكون هناك تمويل مباشر للأحزاب.
غير أن الوثائق التي اطلعت عليها رويترز تشير بشكل متكرر إلى برامج جديدة بدأت في الأسابيع الأخيرة.
من جهته، اعتبر القيادي في حماس النائب فتحي حماد أن تلك الأموال الأميركية هي جزء من مؤامرة لإسقاط حكومة حماس. وقال إنه تحدّ ندركه وسنواجهه .
في المقابل، نقلت وكالة اسوشييتد برس عن مسؤول رفيع المستوى في حماس أن ايران تعهدت، خلال الزيارة التي قام بها الى طهران قبل أيام وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام، بتزويد قوات الأمن الفلسطينية التي تسيطر عليها حماس بعربات عسكرية.
والتقى صيام والوفد المرافق له، خلال الزيارة، كلاً من المرشد آية الله علي خامنئي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ووزير الداخلية مصطفى بور محمدي ونائبه، كما تفقد جامعة الشرطة النظامية الإيرانية ومقر القوات الخاصة لحفظ النظام، ومركز العمليات الانتظامية ومركز الطوارئ، تخللها إجراء عروض خاصة.
وأشار موقع حماس على شبكة الانترنت، إلى ان المراكز الاربعة أعربت عن استعدادها لتقديم الدعم وإمكانات يستطيعونها لخدمة الشعب الفلسطيني، ومنها منح لكليات الشرطة ودورات تدريبية وأمنية خاصة .
ونقل الموقع عن نجاد قوله إنه لا توجد لدى إيران أية تحفظات أو حدود تحول دون نقل إنجازاتها وتجاربها في المجالات كافة للحكومة الفلسطينية برئاسة حركة حماس .
ومن جهة أخرى مدد الرئيس الأميركي جورج بوش، ستة أشهر أضافية لمنظمة التحرير الفلسطينية للإبقاء على مكتبها في واشنطن. وكتب بوش لوزيرة الخارجية الاميركية كونداليسا رايس من مصلحة الأمن القومي التنازل عن التدابير التي صدرت في العام 1987 ومنعت المنظمة من امتلاك مكتب لها في واشنطن.
وكان الرئيس الاميركي بيل كلينتون أول من تخلى عن هذه التدابير، التي استمرت الإدارات اللاحقة بتجاهلها. ويشكل المكتب مركز تواصل بين واشنطن والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد