باراك وأشكنازي يحاولان ضبط لعبة الكراسي في الجيش الإسرائيلي

25-08-2010

باراك وأشكنازي يحاولان ضبط لعبة الكراسي في الجيش الإسرائيلي

بدا أمس من تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية للقاء وزير الدفاع إيهود باراك مع رئيس الأركان غابي أشكنازي أنها تعتبر هذا اللقاء حدثا عظيما. فالقطيعة التي كانت بين الرجلين في الأسابيع الأخيرة كانت شديدة، لدرجة أن العديد من المعلقين طالبوا بلجنة تحقيق لقراءة عواقب ذلك على الأمن الإسرائيلي.

ومع ذلك فإن الحزم الذي أبداه باراك في تعيين رئيس جديد للأركان يؤاف غالانت سمح له من ناحية بتسجيل هدف قوي في مرمى خصمه أشكنازي، وهو ما أتاح له، من ناحية أخرى إظهار كرم كبير بمطالبته رئيس الأركان الحالي بالبقاء في منصبه إلى حين انتهاء ولايته في شباط المقبل.

والواقع أن لقاء باراك بأشكنازي لم يكن الحدث الوحيد ذي الصلة بالشأن الأمني الإسرائيلي. فقد التقى كذلك مع قائد الجبهة الشمالية غادي آيزنكوت وطلب منه البقاء في الجيش. ومن شبه المؤكد أن باراك عرض على آيزنكوت تعويضه عن عدم تعيينه رئيسا للأركان بترفيعه للعمل نائبا لرئيس الأركان، وربما أيضا تعيينه رئيسا لشعبة الاستخبارات العسكرية التي تملك قوة هائلة في الحلبة الإسرائيلية بوصفها الجهة المسؤولة عن تقديم «تقدير الموقف» القومي السنوي.

وتشير الأنباء الإسرائيلية إلى أن باراك بحث مع أشكنازي التعيينات الجديدة في قيادة الجيش، حيث ستشغر عدة مناصب، فيما أن عددا من العمداء يستحقون الترفيع لرتبة لواء وضمهم لهيئة الأركان العامة. وهكذا من المحتمل أنه خلال الأسابيع القريبة ستبدأ لعبة الكراسي في هيئة الأركان الإسرائيلية. ومن المتوقع أن يعلن نائب رئيس الأركان الحالي الجنرال بني غينتس عن استقالته من الجيش خلال أيام. وهذا سيفسح المجال لتعيينات جديدة قريبا تتم بالتوافق بين أشكنازي وغالانت وباراك.

وهكذا فإن باراك يحاول المساهمة في تلطيف الأجواء العكرة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية والتي بلغت ذروتها بما يسمى ب«وثيقة غالانت». وقد اعتقلت الشرطة الإسرائيلية المقدم بوعاز هرباز المتهم بصياغة الوثيقة وتوزيعها. لكنه، وكما أعلن، أنكر التهمة في التحقيقات وأصر على أنه تسلمها من مكتب أحد المسؤولين، في إشارة لمكتب صديقه أشكنازي. ويصر محامي هرباز على أنه لم يصغ أو يزور الوثيقة، وأنه لن يقبل بتحويله إلى «كبش فداء». وبالمقابل هناك جهات في إسرائيل تعتقد أن القضية تكبر وأن هرباز يحاول إلقاء ذنب الوثيقة على أشكنازي شخصيا.

وفي كل الأحوال أبدى باراك أمله في حديثه مع كل من أشكنازي وآيزنكوت بالبقاء في الخدمة العسكرية. ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أقوالا منسوبة لأشكنازي تؤكد فيها نيته البقاء في منصبه حتى شباط. غير أن الأمر ليس كذلك بالنسبة لآيزنكوت الذي قيل أنه طلب من باراك مهلة للتفكير قبل الرد.

وامتدح باراك في أعقاب اللقاء رئيس الأركان الإسرائيلي ومآثره في إعادة بناء الجيش بعد حرب لبنان الثانية. وكان المقربون من أشكنازي قد أعلنوا مرارا أن مجرد تعيين غالانت رئيسا للأركان هو ذروة الإهانة، وأن باراك لم يتعاط بأي نوع من التسامح مع رئيس الأركان.

وتبع لقاء باراك بأشكنازي، لقاء آخر على انفراد بين رئيس الأركان وغالانت بحثا فيه سبل تخلي غالانت عن منصبه الحالي في قيادة الجبهة الجنوبية للتمكن من الاقتراب من أشكنازي، والتعرف على عمله بالتدريج. ويقال أنه خلال بضعة أسابيع سيتم تعيين قائد جديد للجبهة الجنوبية بدلا من غالانت ومن أجل توفير الوقت المناسب له للتعرف على عمل رئيس الأركان.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...