الكوريتان «على شفير الحرب» وواشنطن تعدّ جيشها لدعم الجنوب

25-05-2010

الكوريتان «على شفير الحرب» وواشنطن تعدّ جيشها لدعم الجنوب

استمر تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية أمس، على خلفية اتهام سيول لبيونغ يانغ بإغراق بارجة «شيونان» في آذار الماضي. واعلنت سيول أنها اتخذت إجراءات عديدة لتجعل جارتها اللدودة «تدفع الثمن»، اهمها المقاطعة التجارية، ومطالبة مجلس الأمن الدولي بفرض مزيد من العقوبات، فيما ردت بيونغ يانغ مهددة بفتح النار جنوبا. أما واشنطن فطلبت من جيوشها الاستعداد لدعم سيولجنود كوريون جنوبيون يتفقدون مكبرات صوت مستخدمة لبث دعاية ضد بيونغ يانغ عند موقع حدودي قرب المنطقة الخالية من السلاح في يانغو أمس في حال حدوث مواجهة عسكرية، وفشلت على ما يبدو في كسب تأييد الصين التي دعت إلى ضبط النفس وأرسلت مندوبا لها إلى سيول.
وهدد الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك، في خطاب تلفزيوني طغت عليه الحدة، بيونغ يانغ برد عسكري فوري اذا وقع اي «عدوان» جديد. وقال ان «كوريا (الجنوبية) لن تقبل بعد الآن بأي عمل استفزازي من الشمال وستبقي على مبدأ الردع الاستباقي»، مضيفا أنه «اذا انتهكت مياهنا الاقليمية ومجالنا الجوي او ارضنا فسنلجأ على الفور الى حقنا في الدفاع عن انفسنا». واعلن لي عن تعزيز «كبير» في الوسائل الدفاعية الكورية الجنوبية، مشيراً إلى أنّ سيول ستضع حدا لعلاقاتها التجارية مع كوريا الشمالية وستحظر على السفن التجارية الآتية من الشمال سلوك ممرات الملاحة في مياهها الاقليمية، كما تعهد بإحالة القضية على مجلس الأمن الدولي، مطالبا بيونغ يانغ بالاعتذار ومحاسبة المسؤولين.
وقال ان الجنوب تساهل في الماضي مع «وحشية» الشمال، لكنه اضاف انّ «الامور تغيرت الآن وستدفع كوريا الشمالية الثمن بحجم اعمالها الاستفزازية». واعلن وزير الدفاع كيم تاي يونغ ان البحريتين الكورية الجنوبية والاميركية ستقومان قريبا بتدريب مشترك قبالة الساحل الغربي، كما اعلن عن استئناف الدعاية الاعلامية التي تجري انطلاقا من الحدود عبر مكبرات الصوت، والمعلقة منذ العام 2004.
في المقابل، انتقدت بيونغ يانغ الخطاب الذي ألقاه لي. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» عن متحدث باسم لجنة الدفاع الوطني الكورية الشمالية، وصفه للخطاب بـ«المهزلة الهادفة لإخفاء الطبيعة الحقيقية للمهزلة التآمرية»، واصفة الرئيس الجنوبي بأنه «مجنون مناهض للوحدة، ويسعى إلى خنق زملائه في الوطن». ووصف المتحدث لي بـ«الخائن» وقال إن «هذا عمل إجرامي شائن يمحو ويلغي تماماً إعلان 15 حزيران التاريخي وإعلان 4 تشرين الأول (اتفاقيتي تعزيز الوحدة بين الكوريتين) وبرنامج تنفيذهما». واتهمت بيونغ يانغ سيول بـ«فبركة» الادلة مؤكدة ان البلدين باتا «على شفير الحرب».
من جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبز ان واشنطن «تؤيد طلب الرئيس لي أن تعتذر كوريا الشمالية فورا وتعاقب المسؤولين عن الهجوم والاهم ان تمتنع عن سلوكها العدواني التهديدي»، وأضاف ان «تأييد الولايات المتحدة لدفاع كوريا الجنوبية تأييد مطلق، وقد أعطى الرئيس (باراك) اوباما توجيهات لقادته العسكريين بالتعاون عن كثب مع نظرائهم في كوريا الجنوبية لضمان الاستعداد وردع اي عدوان في المستقبل».
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في لقاء مع الصحافيين عقدته خلال زيارتها الحالية لبكين، إن كوريا الشمالية سببت خلق وضع «خطير للغاية» في المنطقة تنبغي السيطرة عليه. وأضافت ان الولايات المتحدة تحاول أن تبعث برسالة الى بيونغ يانغ مفادها أنه «لن يمر شيء مرور الكرام». كما أكدت أنه يمكن لكوريا الجنوبية أن تثق بدعم الولايات المتحدة الكامل لها، مشيرة إلى أن واشنطن تتبنى فكرة عرض المسألة على مجلس الأمن الدولي وتعمل مع شركائها الدوليين على اتخاذ موقف موحد. أما حول الموقف المتحفظ للصين، فقالت كلينتون إن «الحكومة الصينية تفهم جدية الموقف الذي نواجهه».
لكن بكين التي تعد من أقرب حلفاء كوريا الشمالية، اكتفت بتجديد دعوتها إلى «ضبط النفس». وأكد متحدث باسم الحكومة الصينية ما شاو شو، على هامش «الحوار الاستراتيجي والاقتصادي» الصيني ـ الأميركي، ضرورة التعامل مع المشاكل الإقليمية والدولية بطريقة موضوعية وعادلة تستند إلى الوقائع، فيما ذكر مسؤولون بوزارة الخارجية الكورية الجنوبية أن كبير المبعوثين النوويين الصينيين وو داوي وصل إلى سيول أمس، لاجراء محادثات مع نظيره الكوري الجنوبي.
وفي طوكيو قال الأمين العام لمجلس الوزراء الياباني هيروفومي هيرانو في مؤتمر صحافي إنه «في الوقت الذي نخطط فيه لدعم كوريا الجنوبية بقوة، فإننا نخطط لتعزيز علاقاتنا على المستوى الدولي بين اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بما في ذلك اتخاذ موقف في مجلس الأمن»، واضاف: «تعتزم اليابان النظر في تطبيق إجراءات جديدة من جانب واحد ضد كوريا الشمالية».
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن الى اتخاذ إجراءات بحق كوريا الشمالية، وقال بان الذي كان يشغل منصب وزير خارجية كوريا الجنوبية، إن «الأدلة قاطعة» في إدانة كوريا الشمالية وذلك على الرغم من محاولته «التمسك بالموضوعية» بحكم منصبه.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...