إسرائيل ومخطط استغلال وتوظيف صراع فتح- حماس
الجمل: تناقلت الصحف الأمريكية والإسرائيلية، خبر مطالبة بنيامين نتنياهو زعيم الليكود المعارض للمسؤولين الأمريكيين بضرورة العمل من أجل:
- نشر قوات أردنية في الضفة الغربية.
- الضغط على مصر لكي تقوم بوقف عمليات التهريب عبر معبر فلادلفيا. وتشير المعلومات إلى أن زيارة بنيامين نتيناهو إلى واشنطن مباشرة بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت.
• واشنطن ونفوذ نتيناهو:
محور علاقات تل أبيب- واشنطن يقوم على المستوى الشكلي الثانوي بين حكومة أولمرت وإدارة بوش، وعلى المستوى الرئيسي الجوهري بين بنيامين نتنياهو زعيم الليكود المعارض، وجماعة المحافظين الجدد ومنظمات اللوبي الإسرائيلي.
مباشرة بعد مطالبة بنيامين نتيناهو بنشر القوات الأردنية في الضفة الغربية، وتشديد الضغوط على مصر لكي توقف حركة التهريب إلى قطاع غزة، كانت ردود الأفعال الفورية بواسطة الكونغرس والإدارة الأمريكية دليلاً جديداً على مدى قوى ونفوذ محور بنيامين نتنياهو- ايليوت ابراهام في تسيير دفة محور تل أبيب- واشنطن، وقد شرعت واشنطن فوراً في الآتي:
- بدأت التحركات داخل الكونغرس بهدف الضغط على مصر لكي تقوم بتشديد الرقابة على حدودها مع قطاع غزة، منعاً لتهريب الأسلحة والعتاد العسكري.
- كذلك بدأ بعض أعضاء مجلس النواب الأمريكي في إعداد مذكرة لوزيرة الخارجية الأمريكية، تتعلق بضرورة أن تستخدم وزارة الخارجية الأمريكية نفوذها ضد مصر، بحيث يتم تهديدها بوقف المعونة الأمريكية عنها إذا لم تقم بإغلاق المعابر مع غزة ووقف عمليات التهريب، وقد بدأت وزارة الخارجية الأمريكية الاستعداد لتهديد مصر بتجميع مبلغ 200 مليون دولار الذي كان محدداً أن يتم تقديمه لمصر خلال الأيام القادمة كجزء من مبلغ المساعدات الأمريكية لمصر في عام 2007م، والبالغ 1،3 مليار دولار.
• إسرائيل ومخطط استغلال وتوظيف صراع فتح- حماس:
التحركات الإسرائيلية الساعية لتوظيف واستغلال صراع حماس- فتح، تهدف هذه المرة إلى توريط مصر في قطاع غزة، والأردن في الضفة الغربية، وذلك بحيث تتكفل الأطراف العربية ببعضها البعض وكفى الله إسرائيل شر القتال والخسائر.
إن وجود القوات الأردنية في الضفة الغربية، ووجود القوات المصرية على حدود غزة، هما أمر يشير بوضوح إلى وجود عسكري (بالوكالة) عن إسرائيل، وهذا الوجود في حقيقة الأمر ليس وجوداً يهدف لإحلال السلام، وإنما –بحسب تصريح بنيامين نتنياهو- (....من أجل تحقيق الاستقرار)، والاستقرار الذي قصده نتنياهو، وتبنته الإدارة الأمريكية وأعضاء الكونغرس ليس معناه بالضرورة اسقرار الضفة الغربية وقطاع غزة، بل هو استقرار إسرائيل، ومن ثم فإذا انطلقت الصواريخ من قطاع غزة ضد إسرائيل، فإن مصر سوف تكون المسؤولة، وإذا انطلقت الصواريخ من الضفة الغربية ضد إسرائيل، فإن الأردن سوف تكون هي المسؤولة.
• التداعيات المحتملة:
بالنسبة لمصر: إن وقف المعونة الأمريكية عن مصر في حد ذاته يعتبر كارثة حقيقية، وذلك لأن 35 مليون مصري من إجمالي عدد السكان البالغ 70 مليوناً يعتمدون في غذائهم على قمح المعونة الأمريكية، وقد توترت الأجواء في (السراي) المصري خوفاً من قطع المعونة الأمريكية، وبادر الرئيس المصري حسني مبارك إلى المطالبة بعقد قمة رباعية في شرم الشيخ، تضم: حسني مبارك، اولمرت، الملك عبد الله الثاني، ومحمود عباس، وذلك من أجل التشاور ووضع الخطوط العامة حول:
أ- كيفية دعم سلطة الرئيس محمود عباس.
ب- كيفية محاصرة وإضعاف حماس.
تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي حول قمة شرم الشيخ الرباعية من خلال نقطتين:
* ان القمة تمثل عملاً مشتركاً يهدف لخلق الأرضية التي يمكن أن تؤدي الى (بداية جديدة) بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
* ان الرئيس بوش يأمل في الإيفاء بوعده بإقامة دولة فلسطينية قبل مغادرته البيض الأبيض في مطلع عام 2009م.
كذلك تشير المعلومات والأخبار إلى ان الرئيس المصري قام بإخطار العاهل السعودي الملك عبد الله، بأمر القمة الرباعية، وطلب منه العمل من أجل الضغط على العرب لكي يتواجدوا ويقفوا صفاً واحداً في دعم محمود عباس ضد حماس.
بعد استيلاء حركة حماس على قطاع غزة، قامت مصر مباشرة، بسحب وسطائها من غزة، وبالسماح لعناصر أمن فتح بالهرب عبر الأراضي المصرية إلى الضفة الغربية، وأيضاً بنقل السفارة المصرية من قطاع غزة إلى الضفة الغربية.
وعموماً، إن استخدام القوات الأردنية في تأمين الاستقرار لإسرائيل من الضفة الغربية، واستخدام القوات المصرية في تأمين الاستقرار لإسرائيل في قطاع غزة سوف تترب عليه الكثير من التعقيدات والتداعيات المؤجلة:
- تحويل الصراع إلى صراع عربي فلسطيني.
- تزايد المعارضة في مصر والأردن للتوجهات الجديدة.
- احتمالات إرجاع مصر لفترة ما قبل اتفاقية كامب ديفيد، والأردن إلى فترة ما قبل اتفاقية وادي عربة، وذلك بعدم النجاح في حفظ الاستقرار والنظام معناه قطع المعونات الأمريكية.
إن سيناريو (نظرية المؤامرة) مازال قائماً بشدة، فربما تكون إسرائيل قد خططت هذه المرة من أجل القيام بإلقاء المسؤولية بمحاربة حماس على المصريين والأردنيين، ثم العمل سراً من أجل تنفيذ سيناريو جديد بالكامل، يقوم على أساس اعتبارات أن تقوم إسرائيل بتوفير الذرائع القوية لاحتلال غزة والضفة بالكامل، ثم إقامة الجدار العازل ضمن حدود جديدة، وتسمية جديدة، والتخلي بالكامل عن عملية سلام الشرق الأوسط، وهو أمر ليس بمستبعد إذا تمعنّا وأعدنا قراءة النقاط التي أشار إليها أولمرت عندما قال بأن القمة الرباعية تمثل عملاً مشتركاً بهدف خلق الأرضية التي يمكن أن تؤدي إلى (بداية جديدة) بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
والسؤال هنا: ما هي هذه البداية الجديدة؟
كذلك حديثه حول رغبة وأمل الرئيس بوش في الإيفاء بوعده بإقامة دولة فلسطينية قبل مغادرته البيت الأبيض في مطلع عام 2009م، معناه بوضوح أن على الفلسطينيين الإسراع وقبول (البداية الجديدة) وذلك حتى لا تفوتهم فرصة بوش التي سوف تضيع منهم إذا جاء مطلع عام 2009م وغادر بوش البيت الأبيض الأمريكي.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد