%5 من صحافيي العراق قتلوا منذ 2003

25-07-2007

%5 من صحافيي العراق قتلوا منذ 2003

على رغم حذر الصحافيين خلال أدائهم عملهم، وكثرة التدابير الأمنية المتخذة لحمايتهم، ما زال العراق أخطر بلد يعمل فيه الصحافيون في العالم، إذ قُتل 5 في المئة من صحافييه وإعلامييه، وهو ما دفع الحكومة العراقية إلى الاعلان عن خطة أمنية خاصة لحماية الاعلاميين.

وتختلف إحصاءات أعدتها المنظمات الدولية في خصوص أعداد الصحافيين القتلى والمخطوفين والمعتقلين، إلا أن جميعها تتفق على أن عامي 2006 و2007 كانا الأصعب على صحافيي العراق.

ويقول نقيب الصحافيين العراقيين شهاب التميمي إن «إعلاميي العراق يعانون من مشكلة أساسية هي غياب حرية الصحافة»، لافتاً إلى أنهم باتوا «يتحركون وسط حقل ألغام حيث يتربص بهم الموت في كل لحظة، إذ أن جميعهم مهددون بالقتل أو الخطف من جهات عديدة، لأسباب بعضها واضح ومعروف وأخرى مبهمة». ويتابع التميمي أن «أعداد الصحافيين القتلى بلغت 230 قتيلاً بينهم 14 صحافية، أما الصحافيون المختطفون فهم 15 غالبيتهم مجهولة المصير»، مشيراً إلى أن «نقابة الصحافيين العراقيين تحاول جاهدة منذ أكثر من ثلاث سنوات، حض الأطراف الحكومية على اتخاذ الاجراءات المناسبة لحماية جميع الاعلاميين في العراق وتأمين حياتهم وتوفير العيش الكريم لعائلات الشهداء منهم». ووفقاً لاحصاء نقابة الصحافيين العراقيين، يمثل عدد الصحافيين الذين قتلوا منذ غزو العراق عام 2003 (230 صحافياً)، خمسة في المئة من مجموع الصحافيين العاملين في هذا البلد (خمسة آلاف مسجلين لدى النقابة).

لكن تدهور الأمن ليس المشكلة الوحيدة التي يعاني منها إعلاميو العراق، بل أن حرية الرأي تتدهور أيضاً بعد ربيع الحريات الذي تلى سقوط نظام صدام حسين. يقول أستاذ الاعلام في جامعة بغداد الدكتور سلام علي إن «حرية الصحافة في العراق أخذت تتلاشى بعدما كان هناك هامش من الحرية في النصف الاول من عام 2003، إلا أن السنوات الثلاث الماضية كانت الأسوأ بالنسبة إلى اعلاميي العراق حيث أُغلقت أكثر من قناة تلفزيونية محلية وقُتل واعتُقل عشرات الصحافيين».

و «على رغم أن اتفاقية جنيف الرابعة عام 1949 تلزم قوات الاحتلال حماية أرواح الابرياء ومن ضمنهم الصحافيون، إلا ان القوات الأميركية قتلت حوالي 15 صحافياً خلال السنوات الأربع الماضية، ولا يوجد إحصاء لعدد الاعلاميين الذين اعتقلتهم. وبالنسبة إلى الجانب العراقي، أكدت المادة الـ23 من الدستور الحالي حرية الصحافة، وهي غير موجودة على أرض الواقع، فلا يستطيع الصحافيون انتقاد أي جهة سياسية بصراحة أو التعرض الى الميليشيات أو الجماعات المسلحة». ويشير علي الى أن «معظم الصحافيين والمصورين يتحاشون الظهور في الشارع لتغطية الاحداث الميدانية، ولا سيما في بغداد حيث يفضلون العمل داخل الدوائر الحكومية لتوفير الحماية والامن فيها».

جاء ذلك في حين أعلنت الحكومة العراقية عن إعدادها مشروعاً بالتعاون مع القوات الاميركية لحماية الصحافيين للحد من استهداف الاعلاميين. وقال الناطق المدني باسم خطة «فرض القانون» في بغداد تحسين الشيخلي إن الحكومة «ستدعو الصحافيين والاكاديميين وطلاب الاعلام إلى معرفة أصل المشكلة لدرسها في شكل معمق مع القوات الاجنبية والخروج بتوصيات للحكومة العراقية لتبني مشروع وعد به رئيس الوزراء لحماية الصحافيين». وأشار الشيخلي خلال مؤتمر صحافي الى أن «الحكومة ترى في خطة حماية الإعلاميين مشروعاً مهماً، لاعتبارها الصحافي عيناً على الحكومة والشعب».

وقال المسؤول في قوات «التحالف» بقيادة الولايات المتحدة الجنرال ماركس فوكس إن «استهداف الصحافة يعكس لنا صورة العدو الذي نواجهه مع الحكومة العراقية، لذا فإن معركتنا مع هذا العدو معركة شديدة الأهمية، لأننا نحمي المدنيين والصحافيين».

عمر ستار

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...