الدراما السورية على «حافة» الكساد بانتظار انفراج سياسي

02-06-2011

الدراما السورية على «حافة» الكساد بانتظار انفراج سياسي

يبدو أن البحث عمن يشتري من الفضائيات العربية حقوق عرض مسلسلاتهم، سيكون، خلال الشهرين المقبلين، الشغل الشاغل لعدد كبير من منتجي الدراما السورية في الموسم الرمضاني 2011. فقد أفادت مصادر أن صعوبات تواجه هؤلاء في تسويق مسلسلاتهم، بعد أن تريث عدد من الفضائيات العربية المهمة (الخليجية) في شراء الأعمال الدرامية السورية، وأدارت فضائيات أخرى ظهرها لكل ما عرض عليها من تلك المسلسلات.كاريكاتور لسعد حاجو
وسرعان ما القى ركود سوق الدراما السورية بظلاله على الخطط الإنتاجية لعدد من شركات الإنتاج الخاصة، بالإضافة إلى «المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني»، التي تمثل القطاع الإنتاجي العام، والتي أعلنت صراحة عن تأجيل تصوير عدد من أعمالها إلى العام المقبل لأسباب تسويقية.
وفي وقت تواصل مسلسلات سورية أخرى تصوير مشاهدها، دون أن يعرف منتجوها، حتى الساعة، قنوات عرضها، لا يخفي منتجون عرفوا ببيع مسلسلاتهم قبل المباشرة بتصويرها، بأن مصير عرض مسلسلاتهم لم يزل حتى الساعة مجهولاً. بينما نُقل عن أحد المنتجين قوله بأنه عرض بيع مسلسله لفضائية عربية، على أن يقدم لها معه أحد مسلسلاته القديمة لعرضه مجاناً!
نظرياً، فإن عزوف الفضائيات الخليجية، كلياً، عن شراء الأعمال السورية لعرضها في الموسم الدرامي 2011، أمر لا يمكن الجزم به بشكل نهائي، ولا سيما أن الدراما المصرية هي الأخرى تشهد انخفاضاً كبيراً في إنتاجها هذا العام. وبالتالي، ستجد تلك الفضائيات نفسها أمام تحد ملأ ساعات بثها الطويلة، وهي وإن ردمته بأعمال درامية تركية وأردنية، إلا أن هذه النوعية من الأعمال لا تشكل حتى الساعة عامل جذب إعلاني وجماهيري.
يفصلنا اليوم نحو شهرين ونصف الشهر عن بدء الموسم الدرامي الرمضاني المقبل. وهي مسافة زمنية طويلة نسبياً من شأنها أن تحدث انقلاباً في حركة السوق الدرامية، وإن كان البعض لا ينفي تأثر الفضائيات الخليجية بمواقف حكوماتها السياسية من الأحداث الأخيرة في سوريا، فإن انفراجاً سياسياً من شأنه أن يرافقه انفراج في السوق الدرامية السورية. فضلاً عن احتمال التوصل إلى اتفاقيات بيع بـ«تراب الفلوس» بين شركات الإنتاج والقنوات العارضة، فيما يمكن تسميته باتفاقيات «الرمد الأفضل من العمى».
لكن ما مصير الإنتاج الدرامي السوري في ظل استمرار ركود سوقه هذا العام؟
الفضائيات الخليجية ستقوم غالباًَ بعرض المسلسلات التي تشارك في إنتاجها جزئيا أو كليا، مثل مسلسل «الفاروق» للمخرج حاتم علي عبر قناة «أم بي سي» أو «قطر»، ومسلسل «الزعيم» للأخوين بسام ومؤمن الملا على «أم بي سي»، و«دليلة والزيبق» للمخرج سمير حسين على «دبي». ومن المنتظر أن تعرض عدد من الفضائيات اللبنانية عددا من الأعمال السورية الجديدة، إلا أن قوتها الشرائية تبقى الأضعف إذا ما قيست بمثيلاتها الخليجية.
ولا يستبعد أن تتقدم عدد من الفضائيات المصرية مثل «الحياة» و«دريم» و«المحور»، لشراء جزء من الإنتاج الدرامي السوري لتعويض نقص الإنتاج الدرامي لبلادها، وإن بدا هذا الاحتمال ضعيفاً. وفي الغالب سيقوم تلفزيون «الدنيا» بعرض عدد من المسلسلات أقلها تلك التي تنتجها شركة «سورية الدولية» وعددها خمسة هذا العام. ولا نعرف مقدار حصة تلفزيون «المشرق» من الأعمال السورية، مع العلم بأنه عمد خلال السنوات الأخيرة الى شراء عدد منها. فيما ستكون الحصة الكبرى وربما الكاملة (تصل هذا العام نحو ثلاثين عملا سوريا) للتلفزيون السوري بقنواته الأربع .
وكانت الدراما السورية قد تعرضت لأزمة تسويقية مشابهة منذ سنوات، متأثرة بأجواء سياسية أيضاً، قام خلالها التلفزيون السوري بتبني شراء الأعمال الدرامية السورية، وبأسعار تشجيعية، الأمر الذي ينتظر أن يقوم التلفزيون السوري ايضا هذا العام دعماً للإنتاج الدرامي السوري.
وكانت السنوات السابقة، مع تكرار «الخضات» التسويقية للإنتاج الدرامي، قد شهدت دعوات لتشجيع ودعم افتتاح قنوات تلفزيونية خاصة، كأحد الحلول لكسر الطوق الذي تفرضه احياناً الفضائيات العربية الكبرى على الدراما السورية، ووقوع هذه الأخيرة رهينة رغبات سياسية.. وربما شخصية لأصحاب تلك الفضائيات.

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...