هل يشكل اجتماع الصيف القادم نقطة التحول في العلاقات التركية-الكردية

28-04-2008

هل يشكل اجتماع الصيف القادم نقطة التحول في العلاقات التركية-الكردية

الجمل: بدأت البراجماتية السياسية تلقي بظلالها على السياسة التركية إزاء ملف كردستان، هذا، والتشدد التركي الذي ظل طوال الفترة الماضية في حالة تأكيد مستمر على الرفض المبدئي للتعامل مع أي كيان سياسي يحمل صفة "كردستان"، وما أورده الموقع الإلكتروني الخاص بصحيفة زمان اليوم التركية يحمل بعضاً من ملامح الموقف التركي الذي يبدو إن لم يكن مفاجئاً.
* الحدث:
نشرت الصحيفة تقريراً إخبارياً أعده الصحفي التركي كريم بالشي حمل عنوان «الاجتماع مع البرزاني تحدد قبل الصيف»، وقد أشار إلى النقاط الآتية:
• سيتم عقد اجتماع بين الحكومة التركية وحكومة إقليم كردستان العراقية.
• تقرر أن يتم عقد الاجتماع قبل نهاية فصل الربيع الحالي.
• سيضم الاجتماع كبار المسؤولين الأتراك وميخرفان البرزاني رئيس وزراء حكومة كردستان العراقي.
• موافقة الحكومة التركية على إجراء الاجتماع مع حكومة إقليم كردستان العراقي، هي موافقة تمت بعد قيام مجلس الأمن القومي التركي برفع التوصيات وممارسة الضغوطات التي تطالب الحكومة التركية بالتفاهم وعقد الاجتماعات مع الحكومة الكردية.
• يوجد خلاف داخل أنقرة حول من يقابل ميخرفان البرزاني، ولكن آخر التسريبات تقول بأن الحكومة التركية قد تركز على تفويض مراد أوزيليك المبعوث التركي الخاص إلى العراق، بالقيام بمهمة تمثيل تركيا في الاجتماع مع البرزاني.
• من حيث المبدأ ما زال الأتراك يرفضون عقد الاجتماع في أربيل أو في تركيا لأن ذلك يشكل سابقة ستؤثر سلبياً على مواقف أنقرة وشددت أنقرة على أن يكون مكان الاجتماع العاصمة العراقية بغداد.
* ما وراء الحدث:
من الواضح أن أجندة اجتماع حكومة تركيا – حكومة كردستان ستكون أمنية – عسكرية وذلك طالما أن مجلس الأمن القومي التركي هو الذي مارس ضغوطه المكثفة على الحكومة التركية لكي تقبل بهذا الاجتماع الذي سوف يرسى سابقة جديدة في العلاقات التركية – الكردية تنقل هذه العلاقات من إطار الصراع العدائي الكامل إلى إطار التعاون، ولكن ما هو واضح فإنه سيكون تعاوناً ضمن خلفية واسعة من الحرب الباردة التركية – الكردية. وتتكون عضوية مجلس الأمن القومي التركي من:
• رئيس الجمهورية (السيد عبد الله غول).
• رئيس هيئة أركان الجيش التركي (الجنرال بيوكانيت أليسار).
• قادة الفروع العسكرية الأربعة: البرية – البحرية – الجوية – المخابرات.
• أعضاء مختارون من مجلس الوزراء التركي: وعلى الأغلب أن يكون بينهم وزيرا الداخلية والخارجية.
من المعروف أن "حلفاء أمريكا" في هذا الاجتماع يتمثلون في رئيس هيئة الأركان التركي الجنرال أليسار وقادة الفروع العسكرية الأربعة، وتنطبق عليهم صفة الحلفاء لجهة علاقات وروابط المؤسسة العسكرية التركية القوية بالولايات المتحدة وإسرائيل وحلف الناتو إضافة إلى دورها المساند للقوى والحركات العلمانية المعارضة لحكومة حزب العدالة والتنمية التركي وعلى الأغلب أن تكون جهود الأطراف العسكرية داخل مجلس الأمن القومي قد أثرت على قرارات المجلس لجهة التأثير على الحكومة التركية.
على الجانب الكردي، يعتبر عقد مثل هذا الاجتماع بمثابة تطور سياسي جديد، أو بالأحرى خطوة إيجابية لصالح أربيل في الصراع التركي – الكردي. ولكنه من الناحية الأخرى، هو اجتماع سيشكل نقطة حاسمة في مسار العلاقات الكردية – الكردية، لأنه سيكون مطلوباً من أربيل القيام بدور حاسم في إنهاء ملف حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وهي المهمة التي باشرت أربيل في تنفيذها بشكل غير معلن في الماضي، إلا أنه بعد هذا الاجتماع سيكون مطلوباً منها أن تباشر علناً بهذه المهمة.
اجتماع أربيل – أنقرة المقرر عقده في بغداد هو اجتماع سيؤسس لدبلوماسية شراكة حكومة إقليم كردستان – الحكومة التركية الهادفة إلى:
• القضاء على حزب العمال الكردستاني.
• التزام أربيل بالتصرف ضمن هامش السقف المحدد بواسطة أنقرة.
• حل الملفات العالقة التي من بينها:
* ملف أزمة كركوك.
* ملف أزمة العرب والتركمان الموجودين في شمال العراق.
* التخلي نهائياً عن دعم الحركات الكردية التركية.
وحتى الآن وبرغم التسريبات فإن الإدارة الأمريكية التي تمثل الحليف الرئيسي للطرفين لن تكون بعيدة عن الاجتماع التركي – الكردي، بل سوف تكون حاضرة بقوة في بنود شراكة أربيل – أنقرة المتوقعة.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...