مومياءات تدمر بين النهب والتلف

22-02-2007

مومياءات تدمر بين النهب والتلف

لم تحظ مومياءات تدمر بالاهتمام الكبير كما انها لم تثر اهتمام علماء الآثار سابقا حيث لم تعالج الدراسات مسألة التحنيط وقد غاب عن ذهن هؤلاء البحاثة أهميتها التاريخية والعلمية التي تفتح ابوابا واسعة لدراسة الحضارات القديمة وعاداتها الجنائزية والدينية , ورغم انه من الصعب جدا تحديد تاريخ المكتشفات الاولى لهذه المومياءات في تدمر والتي يقدر عددها بالمئات لكن غالبيتها وجدت اثناء الانتداب الفرنسي وقد نزعت عنها الأكفان الحريرية مما ادى الى تلفها لتعرض هذه الاكفان الآن في متحف اللوفر في باريس .‏

هذه المومياءات والتي لم يبق منها الان سوى أربعة حسب ما ذكر امين متحف تدمر الوطني خليل الحريري والمسؤول عن هذه المومياءات ومتابعتها أنها وضعت في جناح خاص بين أروقة متحف تدمر بعد حفظها بشكل لائق خوفا عليها من التلف وهي لرجلين وامرأتين يعود تاريخ وفاة احدهما الى القرن الاول قبل الميلاد والاخرى الى القرن الثاني الميلادي منها جثة فريدة بالعالم كونها لم يدخل فيها المواد الكيميائية في التحنيط وبقيت محافظة هذه المدة الطويلة في المدفن لأنها لم تتعرض للعوامل الخارجية .‏

مومياءات بين النهب والتلف :‏

هناك مئات المومياءات التدمرية بعضها نقل الى خارج سورية قديما ومنها الآخر تلفت نتيجة عدم الدراية بأهميتها والحفاظ عليها ورغم المحاولات الكبيرة التي قامت بها المديرية العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع خبراء من ايطاليا وفرنسا بهذا المجال للوقوف على حالة المومياءات المتبقية بتدمر والتي تعتبر الوحيدة في سورية للحد من تلفها باستخدام مواد حافظة ومعالجتها بعد اصابتها بالبكتريا والفطور التي تنخرها فإنه وضعت الدراسة يضيف - الحريري - لإيجاد الطرق الملائمة للحفاظ على هذا الإرث الانساني الذي لا يوجد مثيلا له سوى في مصر , خاصة انه تم الكشف عن الامراض التي اصابت هذه الجثة المحنطة وبدأنا بمعالجتها بأساليب علمية دقيقة بعد ان تم الاقرار ان البكتريا التي انتشرت في هذه الاجساد يمكن معالجتها من خلال ايقاف زحفها بعكس الفطريات التي تستشري أيضا فيها والتي تبقى كامنة وفعالة لوقت طويل واذا ما استمرت تتسبب في تدهور هذه المومياءات وترهلها مع مرور الزمن كما تفقد بعض صفاتها الكيميائية الاصلية وهذا ما يؤدي الى تفسخ النسج المحيطة بها .‏

ورأى الحريري ضرورة متابعة معالجة الامراض التي اصابت مومياءات تدمر بالاستعانة مع خبراء ومختصين باستخدام تقنيات حديثة في علم امراض النسج للمحافظة عليها خاصة ان هناك تجارب عالمية بهذا المجال واضاف امين متحف تدمر انه لا يزال هناك اعداد هائلة من المومياءات مدفونة تحت انقاض المدافن البرجية المنهارة التي تحتاج الى معاول المنقبين ورصد الاموال اللازمة للكشف عنها خاصة ان التدمريين تأثروا كثيرا بالمصريين‏

المصدر: العروبة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...