مقبـــلات الأطفـــال طـعـــم لـذيـــذ وألـــوان جذابـــة

24-05-2011

مقبـــلات الأطفـــال طـعـــم لـذيـــذ وألـــوان جذابـــة

حيرة وقلق يومي من الأهل بشأن ما يسمى ( الأكلات الطيبة ) والمسألة لا تقف عند استنزاف مصروف الطفل اليومي بهذه الأشياء إنما بوجود أصناف لا حصر لها من مقبلات الأطفال وبعضها يستخدم ألواناً ومنكهات قد تشكل ضرراً صحياً على صحتهم خصوصا تلك غير المسموح بها أو المبالغ بتراكيزها وكمياتها ..‏

والسؤال ..من يراقب هذه الأغذية ويضبطها في زحمة العمل اليومي لجهات الرقابة والصحة ..أم إن الأمر متروك للمستقبل وظهور أمراض نجهلها من بعض المقبلات الضارة قد تؤثر على ذكائهم وحتى على خصوبتهم عندما يصبحون كباراً ..ومن يدري ؟؟‏

- مديرية الشؤون الصحية بمحافظة دمشق تولي مقبلات الأطفال الغذائية اهتماماً خاصاً، لاسيما المكشوفة منها ويقوم مخبرها بتحليل عينات منها جرثومياً و كيميائياً و هي تشمل أكياس رقائق البطاطا والذرة وغيرها إضافة إلى البسكويت والشوكولا والسكاكر والكريمات والعلكة والمساحيق الغذائية والمرطبات إلخ..‏‏

ومن شروطها العامة: أن تكون خالية من الحشرات والديدان ولها رائحة وطعم مميز, خالية من التزنخ والطعم والرائحة غير المرغوبين, هشة سهلة القضم, متجانسة اللون دون حرق, نسبة المقبلات المكسورة أقل من حد معين.‏‏

ومن شروط المقبلات الجرثومية أن يكون التعداد العام الجرثومي والعصية الشمعية والفطور أقل من حد معين إضافة لشروط خاصة بالمضافات الغذائية بنسبة معينة وكذلك الملح والرماد والدسم ورقم البيروكسيد ورقم الحموضة وكذلك الشوارد كالتوتياء والزرنيخ والرصاص والنحاس والملونات المسموحة عالمياً وغلاف الكيس خال من أحبار الطباعة‏

وحسب علمنا فإن نسبة عدد عينات المقبلات التي يتم تحليلها للتأكد من صلاحيتها جرثوميا لا يتجاوز 70 عينة خلال العام الماضي ماعدا أغذية الأطفال الأخرى وهذا رقم ضئيل ويتطلب مضاعفته خلال خطة العام الحالي ..‏

وغالبا مايتم التركيز على المقبلات المعرضه للشمس بينما يغض الطرف عن تعرضها للغبار لأنها مغلفة وبالتالي تزداد حالات الرقابة صيفا ..غير أن العقوبات غير رادعة لمن يعرض المقبلات للشمس فالضبط الأول قيمته 500 ليرة وفي حال الضبط الثاني 500 ليرة أيضا وفي حال التكرار يتم إغلاق المحل المخالف ثلاثة أيام وأقصاها أسبوع ..‏

وتحت مقولة القانون لا يحمي المغفلين تكتفي الشركات لرفع المسؤولية عن نفسها بكتابة عبارة ( لسنا مسؤولين عن سوء العرض والتخزين ) بينما يفترض من الشركات التي تحرص على سمعتها أن يزور مندوبها المحلات التي تعرض منتجاتها للتأكد من ظروف بيعها وتخزينها بافتراض غياب الوعي لدى البقاليات‏

- و المفاجأة كانت في مخبر مديرية اقتصاد دمشق إذ إن نسبة مخالفة مقبلات الأطفال ضئيلة لا تذكر فمن أصل 194 عينة العام الماضي لم تظهر سوى عينتين مخالفتين وهي تشمل أصنافاً عديدة من المقبلات كالبطاطا الشيبس والبسكويت والشوكولا.‏‏

أما السكاكر والشوكولا فظهرت 7 مخالفات من أصل 159 عينة وأغلبها بسبب استخدام الأصبغة والملونات غير المسموح بها بينما مخالفات الحلويات بلغت 12 عينة من أصل 138 عينة ومعظمها بسبب ارتفاع مادة الأفلوتكسين في المكسرات إضافة لخلط السمن النباتي بالحيواني المستخدم في صناعة الحلويات.‏‏

كذلك الحال في مخبر مديرية اقتصاد ريف دمشق تشير نتائج تحليل العينات فيه إلى أن أغذية الأطفال وضعها جيد حيث جميع عينات الشيبس البالغة 29 عينة العام الماضي كانت مطابقة للمواصفة بينما سجلت عينة واحدة مخالفة في السكاكر من أصل 45 عينة بسبب استخدام أصبغة غير مسموح بها وعينة مخالفة من 27 عينة شوكولا ولنفس السبب أيضا وهو الأصبغة كذلك الحليب المنكه سجلت مخالفة واحدة ضمن 19 عينة وذلك لانتهاء مدة الصلاحية وسجلت ثلاث مخالفات من أصل 46 عينة من البسكويت وذلك لنقص الوزن واحتوائها على جراثيم .‏

كذلك ظهرت 11 عينة مخالفة من أصل 55 عينة بوظة بسبب ارتفاع عدد الجراثيم فيها وأغلبها تصنع يدويا ومعرضة للهواء والغبار ، بينما الصناعة الآلية تندر فيها المخالفات . وفي العصائر الطبيعية ظهرت عينتان مخالفتان من أصل 34 عينة بسبب انخفاض نسبة المواد الصلبة فيها وظهرت 29 عينة مخالفة من أصل 190 عينة عصائر صناعية بسبب استخدام الأصبغة الصناعية الممنوعة وزيادة تعداد الجراثيم فيها وكذلك تبين وجود عينتين مخالفتين من أصل 52 عينة للشرابات الغازية لاستخدامها ملونات صناعية غير مسموح بها‏

-والغريب ان يستخدم أسلوب تحرير الأسعار للمقبلات لتحقيق أرباح فاحشة لدى بعض الأنواع الشهيرة أو بعض الأنواع غير المعروفة أو التي يشك بترخيصها حيث نجد أن كيس الشيبس كان وزنه نحو 30 غراما ويباع بخمس ليرات ومع غلاء البطاطا في بعض السنوات تم تخفيض الكمية عدة مرات لتصل وزنها إلى أقل من 15 غراما وطالما سعر البطاطا عاد وانخفض فلماذا لا تزيد هذه الشركات وزن كيس الشيبس ..؟‏

ولو حسبنا ثمن مئة كيس بخمس ليرات لأصبح سعر الكيلو والنصف من البطاطا 500 ليرة أي ان الكيلو البطاطا 330 ليرة فكم كلفة تصنيعه ونقله وتغليفه ..وكم سيكون الربح فاحشا خصوصا وان طلبات الأطفال لا تنقطع يوميا لعدة مرات ولعدة أصناف ..فهل يعاد النظر بتحرير أسعار هذه المقبلات أم تترك على راحتها علما ان بعض شركات البسكوت والشوكولا قد فعلت العكس بسبب شدة المنافسة وقدمت عروضا بزيادة الوزن ..‏

-وتكمن المشكلة في الإعلانات المبهرة للعلكة أو البسكويت أو الشيبس التي تشد الأطفال وحتى الكبار ناهيك عن الإغراءات التي توضع داخل العبوة من أشكال حيوانات بلاستيكية أو صور وغيرها والحيرة التي يقع بها الأطفال أمام بسطات ضخمة جدا في مسألة صعوبة الاختيار بكميات وماركات لانهاية لها مما يجعله يختار على اللون أو الدعاية أو الهدية ويغرر به لينسى اختيار الأطيب والأفيد وحتى الأهل لا يستطيعون التمييز‏

والغريب أن هناك نكهات لاذعة كالخل والملح والشطة نجدها مخصصة للأطفال ويقبلون عليها ويعتادون على إدمانها وهذا أسلوب خاطئ ويخالف أخلاقيات المجتمع لتغرير أطفالنا بشراء منتجات لا نعرف قيمتها الغذائية‏

وفي الوقت ذاته تغيب المقبلات المصنوعة من أشياء طبيعية كتلك التي عشناها في الصغر من أقراص عجوة أو جوز هند أو كعك أو بوشار أو النعومة وغيرها فلماذا لا تقوم هذه الشركات التي توظف رؤوس أموال كبيرة بصناعات مفيدة أكثر وبذات الوقت لا تخسر وتربح وتكسب ثقة الكبار والصغار ..‏

وأخيرا.. نسأل : أين الدراسات الصحية والبيئية والتربوية والإعلامية عن أغذية الأطفال لنعرف لماذا هذه المبالغة بها ..والسؤال الآخر:‏

لماذا لا نبادر لإصدار قائمة ايجابية للمقبلات الجيدة والمفيدة في الأسواق لنرشد الأهل والأطفال إليها وبذات الوقت نترك الأنواع الرديئة خارج القائمة أو نصدر قائمة سلبية بها إذا لزم الأمر ..وهذه مســؤولية كبيــرة وعاجلــة بآن واحد ..فهل من مجيب ؟؟‏

قاسم البريدي

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...