كوليت خوري أنا برجوازية.. نحن حققنا استقلال البلاد.

04-01-2013

كوليت خوري أنا برجوازية.. نحن حققنا استقلال البلاد.

استضافتني في منزلها ليلة «كاملة»، ألبستني عباءة شرقية لأشعر براحة المجلس... والنقاش... و«التلاقي والحوار»!... فتحت لي قلبها قبل أن تفتح باب بيتها المضياف. «هل تسجلين؟»، سألت ذات لحظة لتتأكد فليس لديها ما تخفيه. «أنا إنسانة محبة والذي يُحب لا يخاف»! طبعاً، كنت أسجل في آلتي الصغيرة وفي ذاكرتي شخصية أديبة سورية استثنائية... طويلة قصصها القصيرة وقصير اللقاء الطويل معها!!!
كان الحوار متشعباً... متأرجحاً بين الأدب والسياسة... من الشعر إلى القصة القصيرة فالرواية... وتجربة المقعد النيابي... وحرية التعبير في المجالين(!) لقد تدمشقت وأنا أستمع إلى حديثها «الحر». كلماتها طبيعية بلا قيود أو عُقد، تتنفّس عبق ياسمين الشام، بلادها التي تُحب وتقول عنها: «سوريا ـ دمشق دائماً بخير مهما جرى!»
تتغنى بتاريخ وطنها كما تفتخر، أيضاً، بتاريخ عائلتها التي لها علاقة وطيدة بالثقافة والسياسة... حتى اتهمها، البعض يوماً، بالتباهي بالحب والنسب في أدبها... وشبّهها البعض الآخر بمي زيادة الشام متحدثين عن صالونها الأدبي...
عَوْدٌ على بدء
} لم يكن عندي صالون أدبي في يوم من الأيام (تضحك). عشتُ، في الماضي، في مجمع محافظ. تربيت في بيت منفتح. لأن جدي فارس الخوري كان رجلاً منفتحاً وتؤم منزله أفواج من كل فئات الناس: أدباء وسياسيون وغيرهم... ترعرعت أنا في هذا الجو. إذاً، عندما كبرت وأصبحت أتعاطى الكتابة، أصبح الأدباء يأتون إليّ. لم أذهب أنا إليهم. وهذا كان من دواعي سروري فأنا بطبعي أحب الناس. وبفضل معارف أهلي، كان لديَّ الكثير من الأصدقاء. فحين كان يزورني ضيف من لبنان ـ أديب مثلاً ـ كنت أدعو من أجل تكريمه بعض الأدباء السوريين على الغذاء، أو بعد الظهيرة، أو على العشاء... وهكذا كانت تجتمع في بيتي حلقة مختارة حيث لم يكن يأتي سوى من أدعوه أنا!
÷ بطريقة عفوية؟
} نعم. كان بيتي مفتوحاً ولا يزال. ربما ضاق الوقت أو تبدّلت الظروف. هذه اللقاءات كانت تتم في بيتي لأنني (ست مجتمع) وليس لأن عندي (صالون أدبي). أحب العلاقات العامة وتعريف الناس ببعضهم البعض. السياسة في دمي! وهنا، أريد البوح بأنني ضد الصالون الأدبي. فهذا الأمر يفترض بعض الطقوس الخاصة به، حيث يستطيع أن يؤمه من يشاء. وهذا ما لا أقبله. بيتي ليس مفتوحاً لمن يريد بل لمن أريده أنا أن يزورني! تستطيعين القول انني سيدة راقية، في المجتمع، وأتعاطى الأدب...
÷ وأغلب المدعويين أدباء وشعراء، عادة؟
} لا، أبداً. ليس بالضرورة.
÷ من كل الفئات الاجتماعية؟
} طبعاً...
÷ ولماذا، إذاً، هذه اللقاءات أخذت الطابع الأدبي!
} لأن حضر أديبين او ثلاثة كان يطغى على حلقة تضم في أكثر الأحايين موظفين في الدولة، أصحاب مهن حرة، أطباء... وغيرهم. وكانت الأحاديث تتنوَّع ما بين أدب وسياسة... بمجرد أن أكون سيدة هذا الصالون، لا بد أن يكون هناك حديث فكر. لأنني لا أسمح أن يهبط الكلام إلى مستوى التفاهة، او الغزل... ولغاية الآن، كل اللقاءات التي تتم في بيتي يطغى عليها العمق. جو بيتنا هكذا. دعيني أردف مؤكدة انني لا أستطيع أن أفتح صالوناً أدبياً. فأنا مزاجية! يجب أن توضحي هذه النقطة. لا أستطيع أن أفرض على نفسي أشخاصاً لا أحبهم، مرة في الأسبوع مثلاً: قد يُمكن ان يؤم صالوني الأدبي من لا أحبه أو لا أحترمه أو لا أرغب بحضوره. لذا، أنا لا أستقبل في بيتي إلا وفق مزاجي!
÷ كيف كان يتم (صالون كوليت خوري الأدبي)؟ بصفة أسبوعية أم مرة في الشهر؟
} حسب الظروف... سأحكي لكِ كيف: في الماضي، كانت الأيام مختلفة. لم يكن هناك نشاط ثقافي كالأمسيات الشعرية والمحاضرات ومعارض رسم... ولم تكن هناك، أيضاً، كثافة سكانية... ولم يكن زماننا يعيش عصر السرعة... ولم نكن مشغولين كما في الوقت الحاضر. هذا من جهة، ومن جهة أخرى كنت أسكن وحدي مع ابنتي، بعد انفصالي عن زوجي الأول... وكنت في العشرينيات من عمري، إذاً، كان بإمكاني استقبال الناس خلال يومين أو ثلاثة وبعدها كنت أقطع اتصالي مع العالم الخارجي حوالي خمسة عشر يوماً او شهراً! حين كنتُ أكتب، لم أكن أردُّ على الاتصالات الهاتفية. وغالباً ما كنتُ أنزع فيشة الهاتف وأقطع جرس الباب... حتى لا يعود بإمكان أحد ما زيارتي على الإطلاق. وهكذا، كنتُ أبقى في منزلي منكبّة على إنهاء رواية... او كنت أمضي، مثلاً، الى بيروت...
برج عاجي أم برجوازية؟
÷ قيل إن كوليت خوري، في البداية، كانت شبه منعزلة عن عالم الناس وتعيش في برجٍ أدبي عاجي. كما اتُهمتِ بالبرجوازية. ما ردُّك على الاتهامين؟
} هذا القول خطأ جداً. فأنا كنت أعيش في الصميم... لم أترك الأصحاب أبداً. تعرّفت على معظم الأدباء... التقيت بهم وسهرت معهم.. وأصبحوا أصدقاء لي. كنتُ دائماً قريبة من جوّهم... وهمومهم. لم أكن منعزلة أبداً ولم أعش في البرج العاجي إطلاقاً. أصلاً، أنا في حياتي كلها لم أكن أملك المال الوفير! ثم ان اتهام الناس بالبرجوازية، كان موضة في فترة من الزمن والموضة تحمل موتها معها. لم أخجل، في حياتي، بأن أكون برجوازية. وأنا أعرف أخطاء «البرجوازية» كما أعرف أخطاء الناس البرجوازيين. صحيح أن بعضهم كان لديه نوع من التفاهة، لكن البرجوازية الحقة في بلادنا هي الفئة الوطنية الأكثر وطنية... وهي التي أخذت الاستقلال...
÷ أحد النقّاد يستنكر لديكِ التباهي بالبرجوازية في مقالاتك وكتاباتك الأدبية... ويدّعي انك استمديتِ شهرتك من مجد جدك فارس خوري. ما ردكِ؟
} ردي أن هذا اتهام متحامل! أولاً، أنا بدأت الكتابة باسم «كوليت سهيل» ورفضت أن أضيف «خوري» كي لا يعرف أحد من أنا... وبأني ابنة فلان! وحين صدر كتابي الأول بالفرنسية، لم يتعرف عليّ الناس. ثم ان في رواياتي، كانت هناك قصص غرامية فلم أجرؤ أن أذكر اسم عائلتي!
÷ في تعاطيك مع الأدب، قيل إن هناك نوعاً من الترف في المعاناة...
} هذا ليس لأن جدي فلان وأبي فلان... بل لأن طبعي أنا برجوازي! أنا برجوازية! وأزايد: أنا برجوازية ـ وطنية ونحن أخذنا استقلال هذه البلاد!
جرأة أم... تقدمية؟
واستطردت الأديبة في "حديثها الأربعاء":
ـ كلمة برجوازية تطورت عبر التاريخ. البرجوازي هو الفلاح الفرنسي الذي كان يسكن الضواحي. أصل الكلمة فرنسي بحت. هؤلاء البرجوازيون هم الفلاحون الذين اغتنوا حديثاً ولا يتحدرون من أصل (نبيل). فكانت الكلمة في ذلك الوقت تثير الاحتقار لدى الأرستقراطيين، واطبعت بالغيب. وفيما بعد، أصبح البرجوازيون يتزوجون من طبقة النبلاء... هذا في أوروبا.
أما في بلادنا، فليس لدينا طبقة (نبلاء). كانت عندنا فئتان: المحافظون والثوريون الذين أعلنوا الثورات اليسارية. أنا أنتمي إلى العائلات التي كانوا يطلقون عليها لقب البرجوازية، لأنها لم تكن من فئة اليساريين. عائلتي تنتمي إلى الحكم الأول السابق لليسارية...
إذاً، البرجوازية في سوريا غيرها في فرنسا. وتلك الأبعاد المعنوية للكلمة الفرنسية لا تنطبق علينا. برجوازية بلادنا هي العائلات القديمة التي كانت تحكم البلاد. أما العائلات الجديدة فهي التي بدأت بالثورة.
لكنني لست من عائلة أغنياء! جدي كان مفكراً كبيراً ووالدي لم يكن ثرياً أبداً. جل ما في الأمر أنني أنتمي إلى برجوازية مفكرين، كانوا مع العهد الماضي... وأنا، شخصياً، كنت صديقة للجدد الذين صنعوا الثورة. نحن في بلادنا، البرجوازية الوطنية هي التي أخذت استقلالنا!
ودعيني أعلق: إنني أكره كل من يخجل بأصله. أحترم أصلي أياً يكن. تربيت في بيت مثقف، ساهم في الاستقلال... وكان حجر الزاوية في بناء البلاد... قبل أن تتشكل الأحزاب التي سمّت نفسها تقدمية.
صحيح أنني تقدمية، في دماغي، كثيراً... وأنا تقدمية أكثر من كل الأحزاب التقدمية... إنما أنا أيضا، برجوازية! ولا أنكر ذلك.
الصناعة الأدبية...
÷ البعض يعتقد أن كتاباتك الأولى كانت أكثر شفافية من كتاباتك الأخيرة... وأن ثمة انفصاما في شخصية كوليت خوري الأديبة! أي أنك كنت أكثر حساسية وعمقا في تعاطيك مع الأدب، وأصبح قلمك يحترف الصناعة الأدبية... كيف تردين؟
} يستطيع الناقد أن يقول ما يشاء، شرط أن يستشهد. فإذا قال لي "تغيرتِ"، سأجيبه "أين؟"...
÷ لنقل إن كوليت خوري في العشرينيات من عمرها، كانت أكثر شفافية في كتابتها من الأديبة فيما بعد...
} ربما هذا الناقد على حق! ولكنني أعتقد أن كتابي "أيام مع الأيام" الذي كتبته بعد عشرين سنة من روايتي الأولى "أيام معه"، وهو أكثر شفافية برأيي! أيام مع الأيام شفافة حتى الصميم! هكذا شعرت وأنا أكتب... أما ماذا يشعر الناقد، لدى قراءته، فلا أعرف!
÷ الشفافية التي تقصدينها، هي من ناحية التجربة الفنية أم اللغة والأسلوب؟
} من ناحية العواطف!.. كنت شفافة في التجربة العاطفية إلى حد يفوق شفافية عواطفي في "أيام معه"! قد تكون تقنية "أيام مع الأيام" أفضل مما هي عليه في الرواية الأولى، وهذا شيء طبيعي. فبعد عشرين عاماً من التجربة الكتابية، لا بد أن ينطبع الأسلوب بنوع من الحرفة.
أما أن يقال إن شفافيتي خفّت، فالأمر يجوز. لأن المرء حين يكتب وهو في العشرين من العمر لا تكون محبرته سوى العواطف. أما في الأربعين، فهو يكتب بعواطفه، وعقله، وتجربته... وطبعا، يحدث هناك نوع من الصقل... فتقل العفوية عن الكتاب الأول...
÷ وهل هذا يحتم، بالضرورة، الصناعة الأدبية؟
} (مؤكدة) أوتوماتيكياً، يصبح هناك نوع من الصناعة الأدبية. ففي روايتي الأولى "أيام معه" كنت أنساق وراء العواطف وأنسى متى يجب أن (أقفل) المقطع. أما في "أيام مع الأيام" فقد سيطرت على زمام الأسلوب أكثر وأصبحت أحترم (تكنيك) القصة. الأديبة أصبحت تتدخل أكثر... وهذا لا أعتقده عيباً.
مع النقاد... واختلاف الآراء
وتضيف: صناعة؟ لم لا! أما فقدان شفافية، فلا! ثم أن الناقد حر في أن يرى الأشياء من منظاره الخاص... ومن المفروض أن يعبّر عن رأيه. أنا مع النقد... ومع أي ناقد يكون صادقا مع نفسه! أحب النقاد الذين يدلون بملاحظاتهم عن إيمان فقد أستفيد من نقدهم! وقد حدث معي مرة أن قرأت نقدا لفت انتباهي إلى أمر سهوت عنه... فعالجته في رواية ثانية.
وإذا لم يقل الناقد رأيه، سواء كان معي أو ضدي، سلبا أو إيجابا، أين هو دور النقد؟ وحتى إذا لم أتفق معه، لا يضيرني رأيه أبدا. لا توجد حياة إذا لم يكن هناك تناقض، وإذا لم تختلف الآراء!! أنا مع اختلاف الآراء ومع حرية الرأي. قال لي أحدهم مرة: "متى تريدين الغياب عن الساحة الأدبية لتطلع امرأة غيرك!"، فضحكت وأجبته: "الآفاق تتسع للجميع... إنها واسعة!".
وأردفت: لقد ضحّيت في سبيل الكتابة. دفعت "ثمن المجد" غالياً. عاينت وحدة قاسية. ما بين عمر الـ21 و45 سنة، بنيت مجدي. ولكنني عشت في مجتمع، لا يرحم "المرأة الوحيدة"... إلى أن انسجم عقلي مع قلبي فتزوجت للمرة الثانية.
الأديبة... والنائبة
÷ كيف فكرت بالترشح للمقعد النيابي؟ ما خلفية القرار؟ هل لأنك حفيدة فارس خوري وأحسست أن عليك أن تكملي خطاً سياسياً عائلياً معيناً؟ أم أن طموح المرأة المبدعة حثك على خوض غمار التجربة؟
} لم يكن للعائلة دور في ترشيحي أبدا. إنما الذكرى الطيبة لأهلي ساندتني في الانتخابات. سأحكي لك كيف أتتني الفكرة: مررنا بفترة شعرت بها أن كل القوى في سوريا يجب أن تتضامن من أجل الحفاظ على بلادنا. وشعرت أنه من المفروض أن نتعاون نحن المستقلون "البعيدين"، مع الناس داخل الحكم من أجل الحفاظ على سوريا. هذا كن شعوري. ووجدت أن هناك انتخابات ديموقراطية يمكن أن أعبّر من خلالها عن رغبتي في التعاون... من أجل الحفاظ على وطني الذي أحب... في تلك الفترة الزمنية التي اهتزت فيها أوروبا وتفكك الاتحاد السوفياتي، شعرت أننا في سوريا ما زلنا نقف على أقدامنا ويجب من كل الفئات الوطنية أن تتعاون من أجل الحفاظ على هذا الوطن، أكرر. أحببت أن أقول إنني (هنا في الخدمة). ولو لم يحدث ما حصل في أوروبا وقتها، لما فكرت بالترشح لأن أكون عضواً في مجلس الشعب... وذلك خوفا من الانعكاسات الخارجية.
÷ ما التأثير الذي مارسته "الأديبة" كوليت خوري على "النائبة" وهل تعتقدين أنك جسدت رؤيا أديبة تلعب دورا سياسيا من دون قيود.. وبحرية؟!
} عزيزتي، لا تحصريني في إطار فأنا المرأة والأديبة والنائبة معا! في الأدب، كنت أكتب عن الواقع الذي حولي وأرسم رؤية في الحياة... وفي البرلمان، طرحت هموم الناس بشكل مباشر وشعرت أنني أستطيع التطرق إلى شجون وشؤون المجتمع دون لف ودوران!!... حرية الكلمة، كانت على طرف لساني كما انسابت من قلمي في رواياتي... وشعرت بحرية التعبير أكثر! هناك مساحة كبيرة للكلام...
وأردفت: أنا لم أكن في يوم من الأيام الباحثة عن الحرية لنفسي! فأنا لم أشعر يوما أن حريتي أخذت مني. فأنا إنسانة محبة والذي يحب لا يخشى أن يسلب منه شيء لأنه لا يملك سوى المحبة! أما الإنسان الذي يكره فهو الخائف على نفسه... لأنه لا يستطيع أن يعطي!!
÷ حدثينا، استطرادا، عن الجمال! (وانتقلنا فجأة إلى عالم جبراني، فقالت):
} الجمال هو هذا النور الذي يشع من الداخل. الجمال الخارجي هو للتماثيل والجماد! أما الإنسان، فجماله من الداخل. والإنسان "الجميل" يعطي أدبا أهم من أدب الإنسان "القبيح" ـ بالنسبة لي على الأقل.
الإنسان القبيح من الداخل، يكون أدبه مهدماً! أما الإنسان الجميل فيعطي أدباً بناءً!
بالعودة إلى مبدأ الحوار: أنا أحب كثيرا كلمة "حوار". وهو بنظري معاناة! أجل، فقد تحاورين إنسانا عقله من حجر... وتعانين حتى الوصول إلى نقطة تفاهم. والحوار ينقلنا من القول... إلى الفعل! وما نعانيه هو عدم التلاقي... "نحن نجتمع كي نلتقي"، أي نتحاور! التلاقي والحوار هما الأساس في صنع الجنة على الأرض!!
أقدم مدينة ... بخير!
ـ دمشق أقدم مدينة في التاريخ. كل قوافل العالم كانت تمر بهذه المنطقة وتستوطن بها. لا يوجد دمشقي أصيل. كل من عاش في دمشق، يقال عنه "تدمشق" أي أصبح حضاريا وواسع التفكير... ثم أن الأساطير القديمة كلها نبعت من هنا: قابيل وهابيل كانا هنا... الواقع السوري عبر في مصاعب عبر التاريخ والحاضر... ولكن (سوريا ـ دمشق) دائماً بخير مهما جرى!
الرواية... وعصر سرعة الأحداث
هذا غيض من فيض. ويمكن لهذه الكلمات الأخيرة لكوليت خوري أن تكون مسك الختام... لكن لا بد من سؤال أخير للأديبة:
÷ قال جبرا إبراهيم جبرا مرة "انتهى عصر الشعر ونحن في عصر الرواية" كيف تعلقين على هذه النقطة؟
} أنا أقول: انتهى عصر الرواية ونحن، اليوم في زمن القصة القصيرة والمقالة.
نحن في عصر السرعة. الأحداث تتلاحق ومن أجل إيصال الفكرة، لا يستطيع القارئ أن ينتظر حتى ينتهي الأديب من روايته ليتلقّى الرأي أو يعبر عن نفسه. لا بد من المقالة التي تواكب الحدث... والقصة القصيرة التي تختزل ما يود الكاتب قوله.
على الرغم من هذا، أنا أميل إلى الرواية أكثر. لأنها تعطيني مساحة كبيرة، أحرك فيها أبطالي كما أريد... وأمتلك الوقت الذي أريد من أجل بلورة الشخصيات... وأنا من الكتّاب الذين يقولون: "روايتي انتهت ولم يبق لي إلا أن أكتبها"! كيف؟ أفكر بها، أركب خيوطها في رأسي من المقدمة إلى النهاية، قبل الشروع في كتابتها... القلم لا يجرني نحو الكلمات، بل أنا التي أمسك بزمام الفكرة من أول السطر حتى الأخير.. وهكذا شخصيتي. أنا إنسانة مفكرة. لا أستطيع أن أقرر شيئا في حياتي، لا أعرف ما تواليه... ولذا، أنا دوما في حالة قلق مستمر.

أليس سلوم

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...