قتلى وجرحى بالمئات والبصرة ماتزال صامدة

30-03-2008

قتلى وجرحى بالمئات والبصرة ماتزال صامدة

ارتفع شلال الدم العراقي ليصل الى أكثر من 257 قتيلا ومئات الجرحى في المعارك الضارية، والمتصاعدة منذ الثلاثاء الماضي، بين القوات العراقية وميليشيا جيش المهدي في البصرة وبغداد وكربلاء وغالبية المناطق الجنوبية، والتي كشفت أن الغالبية الشعبية تعارض الحملة العسكرية للجيش العراقي وقوى الأمن المدعومة بشكل مباشر من قوات الاحتلال الأميركي والبريطاني، والتي لم تتمكن من السيطرة سوى على ربع مدينة البصرة الجنوبية، وتتعرض لانشقاقات في بقية مناطق القتال.
وزاد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من الرهانات السياسية لحملته ضد «جيش المهدي»، عندما وصفه بأنه «أسوأ» من تنظيم القاعدة. وأعلنت القيادة العسكرية لبغداد انه تم تمديد العمل بقرار حظر التجول الشامل الذي فرض منذ الخميس على العاصمة إلى أجل غير مسمى، في حين كان يفترض رفعه صباح اليوم.
في المقابل، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، في مقابلة مع قناة «الجزيرة» جرى تسجيلها قبل اندلاع المعارك، «جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة إلى الاعتراف بشرعية المقاومة، والوقوف وراءها». وشدد على أن «هدف جيش المهدي يبقى تحرير العراق من الاحتلال»، مؤكدا أن «المقاومة حق شرعي للشعوب، وإن شاء الله نتحرر كما تحرر لبنان».
وقال المتحدث باسم الجيش البريطاني الرائد طوم هولواي إن قوات بلاده انضمت إلى معركة البصرة، وأطلقت عددا قليلا من رشقات المدفعية ضد مسلحين يهاجمون القوات العراقية بقذائف الهاون في البصرة، بعد طلب دعم من القوات العراقية.
وبرغم محاولة متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية التقليل من أهمية الموضوع، واعتباره عملية روتينية، فإنها المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات الأرضية في المعارك الدائرة في المدينة. وكانت الطائرات البريطانية تؤمن دعما جويا استخباراتيا للقوات العراقية.
وأعلن هولواي أن مقاتلات أميركية أسقطت، خلال غارة هي الثالثة خلال يومين، قنبلتين موجهتين على موقع للميليشيات في كرمة علي في البصرة. وأضاف «حسب فهمي كان ذلك مبنى فيه أشخاص يطلقون النار على القوات العراقية»، موضحا أنه لا يعرف عدد قتلى الهجوم.
وكانت مقاتلة أميركية دكت منزلا في المدينة، وقتلت ثمانية من المدنيين، بينهم سيدتان وطفل، حسبما قال عناصر في الشرطة العراقية. وأظهرت لقطات متلفزة أعمدة من الدخان ترتفع فوق حي الحيانية، وبرك من الدماء وشاحنة صغيرة مدمرة.
وأشار تحليل استخباراتي عسكري أميركي حول القتال في البصرة إلى أن قوات الأمن تسيطر على أقل من ربع المدينة، وأن عناصر الميليشيات اخترقوا وحدات شرطة فيها، حسبما نقلت شبكة «سي أن أن» عن مسؤولين في الولايات المتحدة والعراق.
وقال المالكي، خلال لقائه زعماء العشائر في البصرة، «للأسف الشديد، كنا نتحدث عن القاعدة ولكن كان بيننا من هم أسوأ من القاعدة»، مضيفا أن عناصر «القاعدة يقتلون الأبرياء ويخربون المنشآت، وهم كذلك». وتابع أن «القاعدة تريد أن تفشل العملية السياسية وهم يخططون (لذلك)، والقاعدة تريد وهم يريـدون... إذاً، نحن أمام خطر آخر في أوســاطنا».
وشدد المالكي على أنه «لن يغادر البصرة حتى يعود الأمن إليها»، وأنه ستتم معاقبة كل من يحمل السلاح ضد الحكومة، موضحا «سنستمر في التصدي لتلك العصابات في كل شبر من العراق، فهذه معركة حاسمة ونهائية».
وقال مساعد الزعيم الشيعي في النجف حسن الزرقاني إن «مقتدى الصدر طلب من أتباعه عدم تسليم سلاحهم إلى الحكومة، وان الأسلحة يجب ألا تسلم سوى لحكومة تستطيع طرد المحتلين». وقال صلاح العبيدي، المساعد الآخر للصدر، إن ممثلي الزعيم الشيعي قدموا مقترحات إلى المرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى علي السيستاني في مسعى لإنهاء العنف، موضحا انه دعا إلى حل سلمي للازمة.
وأظهرت إحصائيات مقتل أكثر من 257 عراقيا، وإصابة المئات، منذ بدء المعارك الثلاثاء الماضي، لكن معلومات غير مؤكدة رسميا تشير إلى أن حصيلة القتلى أكثر بما لا يقاس.
واشتبك مقاتلو «جيش المهدي» مع القوات العراقية عند المشارف الغربية لمدينة كربلاء. وقال اللواء رعد جودت إن قواته قتلت 21 «خارجا على القانون» واعتقلت .57 كما دارت اشتباكات في الكوت والصويرة والحلة والديوانية والناصرية ومناطق أخرى في الجنوب.
وفي بغداد، أعلنت الشرطة أن مروحيات أميركية أغارت على حي مدينة الصدر، إلا أن الاحتلال أشار إلى أن الغارة الوحيدة التي قام بها خلال ليل أمس الأول كانت في حي الكاظمية، أدت إلى مقتل 10 مسلحين. وقال رئيس دائرة الصحة علي بستان إن 133 شخصا قتلوا، وأصيب حوالى 647 شخصا، في الاشتباكات والغارات الجوية في مدينة الصدر وغيرها من أحياء شرق بغداد، منذ الثلاثاء الماضي.
وسلم نحو 40 شرطيا في مدينة الصدر أسلحتهم إلى المكتب المحلي للتيار الصدري. وقال شرطي «لا يمكننا أن نحارب إخواننا في جيش المهدي، لذلك جئنا إلى هنا لتسليم أسلحتنا». وتواصل سقوط الصواريخ والقذائف على المنطقة الخضراء. وأعلن الجيش الأميركي مقتل اثنين من جنوده في انفجار عبوة شرق بغداد.
وردت طهران على اتهامات الرئيس الأميركي جورج بوش لها بدعم «الإرهاب» في العراق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني، في بيان، «مثل هذه البيانات لا أساس لها ومكررة وتبعث على الملل، وسبيل للتهرب من مسؤوليات الحكومة المحتلة». وأضاف «في كل مرة تواجه فيها أميركا مشكلة أمنية خطيرة في العراق تلجأ إلى الطرق غير المنطقية، مثل توجيه الاتهامات ضد الآخرين بدلا من تبني سياسات منطقية لحل المشكلة الأمنية في ذلك البلد».
وحول المعارك، قال حسيني «ترى إيران أن الاشتباكات الأخيرة في العراق لا تصب في مصلحة الشعب العراقي، وتدعو إلى إنهائها على وجه السرعة»، موضحا أنه من خلال تجنب الاشتباكات «يزيل شعب العراق أي ذريعة لاستمرار الوجود غير المشروع للمحتلين».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...