عرض فرنسي في دمشق... دمى جانتي «تنتصر على الحكاية»

20-11-2008

عرض فرنسي في دمشق... دمى جانتي «تنتصر على الحكاية»

في نطاق العروض الفنية التي تشهدها «دمشق عاصمة الثقافة العربية لهذا العام» قدم مخرج الدمى الفرنسي فيليب جانتي وزوجته مصممة الرقص ماري اندروود، ثلاثة عروض لدار الأوبرا السورية بعنوان قديم جديد هو «أواخر الأرض» بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي.

انه «عرض بلا حكاية» يقول جانتي «قدم للمرة الأولى عام 2005. أو انه عرض يمكن لمتابعه أن يمنحه الحكاية التي يشاء، بعد أن تسحره المتعة البصرية». قصة رجل، يختزل البريد حياته، فنراه يقرأ ويلصق رسائل ويودعها صندوقاً، ويرسله في أسلوب متهكم. يصبح الصندوق بريداً الكترونياً ثم يختفي، ويبدأ الرجل رحلته باتجاه امرأة تخرج من لفافة بلاستيكية مذعنة لحقنة طبيب وممرضته، وهنا تتبدى احتمالات لقاء على مفارق أو في محطات، أو في أجواء سحرية تجيزها سينوغرافيا وإضاءة تلتقيان في مشاهد مذهلة.

يضعنا فيليب جانتي في عالم تسوده الهلوسة. لا شيء مما يحصل على الخشبة يمكن إنكاره، مع أنه ألعاب سحر وخفة، لكن مجرد حدوثه يبعث على الدهشة. ولتحقيق هذه الدهشة يستند صانعا العرض في الأساس الى السينوغرافيا، وهي فضاء متغيّر باستمرار.

لوح أبيض، تتبدل أضواؤه وفقاً للمشاهد في صدر الخشبة. تفصله عن مقدمها مستويات عدة من ألواح سوداء تتحرك أفقياً وتتيح حركة الألواح السوداء، على خشبة خافتة الإضاءة، توسيع وتقليص المساحة التي يتحرك فيها الممثلون والراقصون.

الأهم أيضاً أن حركة الألواح، المرتفعة فوق المسرح تأتي لتخفي بعض الممثلين، وتظهر آخرين وهي في بساطة تغيّر المشهد، مثل ستارة تغلق لتفتح على ديكور وأشخاص مختلفين لكن هذا الاختفاء والظهور يحصل بخفة وبصمت، فتصير التقنية أحد أهم مولدات الإدهاش في العرض.

يتغير العالم في عرض «أواخر الأرض» في طلاوة وسهولة. ما من جهد كبير نلاحظه ليحصل ذلك. رجل البريد يجد نفسه في محطة بين وجوه تتحول أسهم اتجاهات، تحيّره.

الألواح السوداء تضغط عمق الخشبة، أو مجال الرؤيا الى المسرح، الى كادر شريطي، يلتقي فيه الرجل بالمرأة وتخرج من خلفهما غيوم ملونة، ورؤوس آدمية يأكلها فك تمساح، وأمواج من الورد فوقها قارب ورقي يحمل صورة المرأة.

مشاهد أخرى لا تقل سحراً، أهمـها لدميتين كبيرتين يحركهما الممثلون، وتمثلان رجل القصة وامرأتها يؤديان رقصة ساخرة على إيقاعات أغنية. وحشرة ضخمة، يحركها أيضاً ممثلون بعصيهم التي تلاحق المرأة لتلفها في شرنقتها.

وسيم إبراهيم

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...