ثوابت ومتغيرات المجتمع السعودي وعلاقته بالدولة

28-01-2010

ثوابت ومتغيرات المجتمع السعودي وعلاقته بالدولة

الجمل: تزايدت الاهتمامات مؤخرا بدراسة طبيعة المجتمع السعودي, وعلى وجه الخصوص, لجهة معرفة ودراسة كيفية استجابات وردود أفعال هذا المجتمع الحالية, والمتوقعة إزاء التطورات الجارية داخل وخارج الملكة العربية السعودية.
مكونات القوام السعودي:
تبلغ مساحة المملكة العربية السعودية, 2149690 كيلومتر مربع, ويبلغ عدد سكانها وفق أحدث التقديرات 28,7 مليون نسمة, وعلى أساس الاعتبارات الاقتصادية, يبلغ الناتج المحلي الإجمالي 593 مليار دولار بمتوسط دخل سنوي للفرد في حدود 24 ألف دولار تقريبا, ويبلغ الناتج المحلي الصافي 470 مليار دولار, بمعدل دخل سنوي للفرد في حدود 19 ألف دولار تقريبا.الملك عبدالله بن عبد العزيز
أول ظهور للدولة السعودية كان في الفترة "1744-1818", ثم برز ظهورها الثاني في الفترة "1824-1891", ثم بعد ذلك ظهرت الدولة السعودية للمرة الثالثة في 8 كانون الثاني (يناير) 1926م, ومازالت مستمرة حتى الآن, وتقول المعلومات, بأن توحيد المملكة بشكلها الحالي تم في 23 أيلول (سبتمبر) 1932م, وحصلت على الاعتراف الدولي في 20 أيار (مايو) 1927م.
ينقسم سكان المملكة إلى حضر, وبدو, ويتوزع السكان الحضر في 11 مدينة هي: الرياض-جدة-مكة-المدينة-الدمام-الطائف-البريدة-تبوك-خميس مشيط-إبها-الخبر, أما بقية السكان, فهم من البدو الموزعين في سائر انحاء المملكة, بحيث يقل عددهم في المناطق الصحراوية الشمالية الشرقية, وفي المنطقة المعروفة ب(الربع الخالي), والممتدة بين وسط المملكة وحتى التخوم المقابلة لحدود المملكة مع سلطنة عمان, ودولة الإمارات العربية المتحدة.
أحدث استطلاعات الرأي العام السعودي:
أجرى أحد مراكز استطلاعات الرأي العام الأميركية, دراسة, استطلع فيها الرأي العام السعودي, على ضوء بعض المؤشرات القابلة للقياس الكمي-الإحصائي, وقد ركزت الدراسة على تحديد إجابة كمية على التساؤلات التالية:
•ما هي النقاط الرئيسية التي تثير اهتمام السعوديين؟
•كيف ينظر السعوديون في الوقت الحالي للدولة والاقتصاد السعودي؟
•كيف ينظر السعوديون لنزعة التطرف الديني المتزايدة؟
أكدت المصادر بأن الدراسة المسحية الاستطلاعية, قد ركزت على استخدام عينة تتكون من 1000 سعودي, تم اختيارهم بدقة, وينتمون إلى أربع مناطق تمركز سكاني هي: منطقة جدة-منطقة الرياض-منطقة الدمام-منطقة الخبر.
وبعد جمع البيانات, وتحليلها, تم التوصل إلى النتائج التالية:
•النتيجة الأولى:خارطة تقسيم المملكة إلى أربعة دويلات كما وضعها خبراء أميركيون بالتعاون مع خبراء اللوبي الإسرائيلي
54% من السعوديين يقولون بأن سياسة المملكة تمضي في الاتجاه الصحيح.
39% من السعوديين يقولون بأن سياسة المملكة تمضي في الاتجاه الخاطئ.
•النتيجة الثانية:
40% من السعوديين قالوا بأن وضعهم الاقتصادي قد تدهور خلال عام 2009م الماضي.
36% من السعوديين قالوا بأن وضعهم الاقتصادي قد تحسن خلال عام 2009م الماضي.
23% من السعوديين قالوا بان وضعهم الاقتصادي قد ظل كما هو خلال عام 2009م الماضي.
•النتيجة الثالثة:
50% من السعوديين يتوقعون بقاء الأوضاع الاقتصادية كما هي عليه خلال عام 2010م.
25% من السعوديين يتوقعون تحسن الأوضاع الاقتصادية خلال عام 2010م.
•النتيجة الرابعة:
50% من السعوديين قالوا بأنهم شعروا بأنهم أكثر أمنا خلال عام 2009م الماضي.
44% من السعوديين قالوا بأنهم لم يشعروا بأنهم أكثر أمنا خلال عام 2009م الماضي.
6% من السعوديين قالوا بأنهم لا يستطيعون تحديد إجابة حول إحساسهم أو عدم إحساسهم بالأمن.
•النتيجة الخامسة:
63% من السعوديين قالوا بأن الفساد هو الظاهرة الأكثر خطورة في المملكة العربية السعودية.
20% من السعوديين قالوا بأن مشكلة الملك السعودي الحقيقية هي مع الفساد.
•النتيجة السادسة:
42% من سكان منطقة جدة (المنطقة الغربية) قالوا بأن الفساد هو المشكلة الأكثر خطورة في السعودية.
74% من سكان منطقة الرياض (المنطقة الوسطى) قالوا بان الفساد هو المشكلة الأكثر خطورة في السعودية.
85% من سكان منطقة الخبر والدمام (المنطقة الشرقية) قالوا بأن الفساد هو المشكلة الأكثر خطورة في السعودية.
•النتيجة السابعة:
54% من السعوديين قالوا بأن تزايد التطرف الديني سوف يخلق المزيد من المشاكل.
20% من السعوديين قالوا بأنهم يتعاطفون إلى حد ما مع تنظيم القاعدة.
•النتيجة الثامنة:
50% من السعوديين قالوا بضرورة إجراء الانتخابات المحلية السعودية في موعدها.
30% من السعوديين قالوا بعدم ضرورة إجراء الانتخابات المحلية السعودية في موعدها.
•النتيجة التاسعة:
13% من السعوديين قالوا بضرورة أن تسعى أميركا بالضغط على السعودية من أجل إجراء إصلاحات التحول الديموقراطي.
•النتيجة العاشرة:
46% من السعوديين الذين تزيد أعمارهم عن الخمسين عاما قالوا بان أوضاعهم الاقتصادية قد تدهورت.
39% من السعوديين في الأعمار بين 18 إلى 24 عاما, قالوا بأن أوضاعهم الاقتصادية قد تدهورت.
القياسات الكمية التي توصلت إلى النتائج العشرة, كما هو واضح تتميز, بقدر كبير من الانضباط التجريبي المسحي الإحصائي, وبرغم ذلك فإننا نلاحظ تحيزا واضحا في هذه الدراسة, باستطلاع آراء سكان جنوب المملكة, وعلى وجه الخصوص في منطقة إبها, وخميس مشيط, القريبتان من الحدود اليمنية, واللتان تتمركز فيهما الكثير من القبائل والعشائر السعودية ذات التوجهات المعارضة لحكومة المملكة, وكما هو واضح, فإن تفادي شمول وتغطية عمليات المسح الاستطلاعي الإحصائي, للمناطق الجنوبية السعودية, قد ترتب عليه إظهار الأرقام والنسب الإحصائية بشكل لم يعكس الوضع الحقيقي, وعلى سبيل المثال لا الحصر, كان يمكن أن ترتفع النسب الإحصائية السلبية وتنخفض النسب الإحصائية الإيجابية, وبكلمات أخرى, فإن شمول مناطق الجنوب سوف يترتب عليه:
•ارتفاع كبير في نسبة القائلين بأن سياسة المملكة العربية السعودية لا تمضي في الاتجاه الصحيح.
•ارتفاع كبير في نسبة القائلين بان أوضاعهم الاقتصادية تدهورت.
•ارتفاع كبير في نسبة القائلين بأنهم لم يشعروا بالأمن.
•ارتفاع كبير في نسبة القائلين بان الفساد هو الظاهرة الأكثر خطورة في السعودية.
تؤكد المعطيات العلمية الإحصائية, بأن تحقيق الاستقرار على المدى الطويل الأجل, هو أمر يعتمد في المملكة العربية السعودية على مدى القبول الشعبي الداخلي للنظام السياسي الحالي, وذلك لأن صيغة توازن القوى التي يستند عليها بقاء النظام السياسي السعودي, تعتمد حصرا على الآتي:
•المتغير الأول: ولاء ومساندة زعماء القبائل الرئيسية.
•المتغير الثاني: ولاء ومساندة رجال الدين, وعلى وجه الخصوص الزعماء الوهابيين والسلفيين.
وعلى أساس اعتبارات هذين المتغيرين, فقد ظلت الحكومة السعودية تتعامل بحساسية شديدة مع مواقف زعماء العشائر والقبائل السعودية, وعلى وجه الخصوص الرئيسية والكبيرة. هذا, وبرغم عدم اهتمام الحكومة السعودية باستخدام الأساليب العلمية الحديثة في دراسة بحوث الرأي العام, فإنها تركز بقدر كبير على الأساليب القائمة على التواصل والمتابعة الشخصية والميدانية من خلال الروابط الوثيقة بين العائلة المالكة, وزعماء المؤسسة القبلية-العشائرية, والمؤسسة الدينية الوهابية-السلفية.
عند تحليل النتائج العشرة, تبرز ملاحظات مثيرة للانتباه, ومن أبرزها:
•تزايد اهتمام السعوديين بالأوضاع الداخلية, وعلى وجه الخصوص مشكلة الفساد.
•انخفاض اهتمام السعوديين بالأوضاع الخارجية, مثل حرب العراق, وأزمة الشرق الأوسط, وأزمة اليمن وأزمة إيران.
وبكلمات أخرى, فإن التطورات السياسية الخارجية في المنطقة المحيطة بالسعودية, ودور السعودية في المنطقة, لم تعد تشكل أمورا هامة تجد الأولوية لدى السعوديين, وذلك برغم أن حرب اليمن تهدد جنوب المملكة, وأزمة إيران تهدد شرق المملكة, وأزمة الشرق الأوسط, تهدد شمال المملكة, وبرغم أن الوجود الأميركي المتزايد في المنطقة يهدد كامل المملكة.

 

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...